ما هي السماء الدنيا؟
ما هي السماء الدنيا؟
ذكر الله -تعالى- العديد من الآيات التي تتحدث عن السماء الدنيا، وقد يتساءل البعض عن السماء الدنيا وحدودها، وهي كالتالي:
- قال الله -تعالى-: (وَلَقَد جَعَلنَا فِي السَّمَآءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّهَا لِلنَّظِرِينَ)،فالسماء الدنيا تحتوي على الأجرام السماوية والنجوم وحدودها شاسعة.
- قال الله -تعالى-: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنيا بِزِينَةٍ الكَوَاكِبِ)،فالكواكب هي من السماء الدنيا.
- قال الله -تعالى-: (وَلَقَد زَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنيَا بِمَصَابِيحَ)، فالمصابيح هي النجوم وهي تقع أيضاً ضمن السماء الدنيا.
- من الخطأ القول أنَّ السماء الدنيا هي طبقات الغلاف الجوي وما بعدها هو السماء الثانية، إذ يتعارض ذلك مع النصوص السابقة التي تُصرح بأنَّ النجوم والكواكب من السماء الدنيا، إذ لا يُعقل أن يذكر الله أنَّ السماء الدنيا تتكون من الكواكب والنجوم وتكون كلها في السماء الثانية التي تختلف ماهيتها وتكوينها عن السماء الأرضية.
- السماء الدنيا هي السماء القريبة التي تتكون من النجوم والكواكب، وكانت الشياطين قبل البعثة تتسمع لعلَّها تسمع من أخبار الغيب وتنقلها إلى الكهنة والمشعوذين.
- بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- شُددت الحراسة على السماء الدنيا من خلال الشهب التي تلقى على الشياطين التي تتسمع أخبار الغيب، قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ).
- السماء الدنيا أقرب السماوات والأرض وتتكون من الزينة التي هي الكواكب التي تظهر كالجواهر الساطعة في السماء.
- تتحرك الملائكة وتتحدث في السماوات التي فوق السماء الدنيا بقدر الله وغيبه، ولذلك شددت الحراسة على السماء الدنيا التي تقع أسفل السماوات العليا. قال الله -تعالى-: (إِنّا زَيّنّا السّمَاءَ الدّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ وَحِفْظاً مّن كُلّ شَيْطَانٍ مّارِدٍ لاّ يَسّمّعُونَ إِلَىَ الْمَلإِ الأعْلَىَ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلّ جَانِبٍ دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ إِلاّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ).
السماء الدنيا في اللغة والعلم
السماء: هي كل ما علا فأظل، وهو ما يُطلق عليه عمليّاً اسم الفضاء في العصر الحديث، قال الله -تعالى-: (تنزيلا مّمّنْ خَلَق الأرْضَ وَالسّمَاوَاتِ الْعُلَى)،"فلفظ العلى وهي جمع العليا ومؤنث الأعلى فأفاد وجود غيرها تماثلها في طبقية التكوين، وهو ما يتفق مع تشكل الفضاء لطبقات تميزها بروج الأجرام وتشكل الجو كالأرض بالمثل طبقات".
تقع الأرض ضمن السماء الدنيا إذ تحيط السماء بالأرض، حيث مهما تحرك الإنسان فإنَّ السماء تُظلُّ فوقه وكما أنَّ السماء الدنيا تتكون من النجوم والمجرات أيضاً؛ فهي محيطة بالأرض وهذا ما يدل عليه العقل والحس والإجماع، فالأرض جزء من السماء الدنيا، ومن قال بغير ذلك فقد خالف أهل الدين وأهل العلم.
السماء الدنيا في السنة النبوية
ينزل الله -تعالى- إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل بنزولٍ يليق بجلاله، ليُجيب من يدعوه ويستغفره، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (نْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له).