تمخض الجبل فأنجب فأرا
تمخض الجبل فأنجب فأرًا
وفيما يلي بعض المعلومات عن المثل "تمخض الجبل فأنجب فأرًا":
معنى تمخض الجبل فأنجب فأرًا
تمخض الجبل فأنجب فأرًا هي مثل يُضرب لمن يتوقع منه الشيء الكثير، إلا أنه يأتي بالقليل الذي لا يتناسب مع حجمه وما هو متوقع منه، ومعنى هذه العبارة أنّ الجبل بقوته وعظمته وكبر حجمه عندما أراد أن يخرج شيئًا، أخرج فأرًا من بين شقوقه، والذي من المفترض أن يخرج جبلًا آخر، وهذا دليل عدم الإنجاز بعد توقع الكثير.
وتقال هذه العبارة عند انتظار شيء كبير، وإنجاز عظيم، وعمل كبير من شخصٍ أو مؤسسة أو جماعة أو أيّ أحد، ولكن في المقابل لم يخرج منهم شيءٌ مفيد، ولم يكن الإنجاز بقدر الجهد والوقت الذي بذل من أجله.
كطالبٍ يلهم الجميع أنّه يسهر الليالي وأنّه يدرس الكثير، ويقول بأنّه لم يترك كتابًا ولا ملخصًا إلّا درسه، وأنّه متابع جيد لدروسه، ثم إذا جاء آخر العام رأيناه يتوّج قائمة الرسوب؛ ذلك لأنّ كل ما كان يوهم به الجميع من جهد هو ليس بجهد، بل هو تمثيل أنّه قام بجهدٍ ما.
وكثيرة هي المؤسسات والشركات التي تتمخض فئرانًا، تسمع لها ضجيجًا إعلاميًا، والكثير منّا يتحدث عنها، تعلن عمّا سوف تقوم بعمله وليس ما قامت بإنجازه، الأقوال أكثر من الأفعال، فيبدو للجميع أنّ خلية نحل تعمل في داخلها، وهي في الأصل فارغة الجوهر، حتّى إذا أعلنت عن نشاطٍ كبير أو حفل عظيم حسب مسمياتها، يظهر الفأر فجأة، فتظهر ضحالة الإنجاز الذي ما كان إلّا فقاعات هوائية.
قصة تمخض الجبل فأنجب فأرًا
يُقال بأنه في قديم الزمان كان هناك جماعة من البدو الرحل، قرروا أن يستريحوا في أحد الوديان بعد أن أصابهم التعب، فحطوا فيه رحالهم، وإذ بهم يرون الكثير من الحجارة والحصى الصغيرة التي تتساقط من أعلى الجبل، فأصابهم الرعب وظنوا بأنه نتيجة زلزال أو بركان، وأن الجبال على وشك الانهيار، فركضوا بعيدًا عنه، وهم يترقبون ما سيحدث.
وبعد فترة وجيزة رأوا فأرًا يخرج من أحد الشقوق في الجبل ويجري مسرعًا بعيدًا عنه، فضحك الجميع لما حل بهم من خوف، فقال أحد شيوخهم: "تمخض الجبل فأنجب فأرًا"، وقد أصبحت تلك المقولة مثلًا تتناقله الأجيال يُضرب في كل من يُتوقع منه الكثير، بينما يكون إنجازه أقل من المتوقع.
فكي لا نقع في فخ تمخض الجبل الضعيف، الذي لم يجد إلّا الفأر كي يخرجه، يجب أن ننجز الكثير ونتحدث القليل، عندها ستتغير المقولة، وستصبح تمخض الجبل فأنجب جبلًا، أو ربما أنجز سلسلة جبال عملاقة، هكذا يقاس الإنجاز وتقاس الجهود المبذولة.