ما هي الحضارة اليونانية
تعريف الحضارة اليونانية
تُعرّف الحضارة اليونانيّة (بالإنجليزيّة: Greek Civilization) على أنّها الفترة التي تلت الحضارة الميسينيّة التي امتدّت من عام 1200 ق.م إلى 223 ق.م وانتهت بوفاة الإسكندر الأكبر، وتميّزت فترة الحضارة اليونانيّة بالكثير من الإنجازات في مختلف المجالات العلميّة، والفنيّة، والسياسيّة، والفلسفيّة، ممّا ترك إرثاً مميزاً للحضارة الغربيّة.
أهم الأحداث التاريخية أثناء الحضارة اليونانية
مرّت الحضارة اليونانيّة بالعديد من الفترات منها ما شهد الاكتشافات والتطوّرات ومنها ما شهد أحداثاً صعبةً، ومن أهم هذه الأحداث ما يأتي:
حرب طروادة (1250 ق.م)
وفقاً للأساطير اليونانيّة فإنّ حرب طروادة وقعت بين شعب طروادة والإغريق، واستمرّت لعدّة سنوات، وانتهت بدخول مجموعة من المحاربين الإغريق إلى مدينة طروادة بحصانٍ خشبيٍّ ضخم بعد سماح ملك طروادة بدخوله دون علمه بوجود المحاربين فيه، وبعدها خرج المحاربون منه وفتحوا أبواب المدينة وتمّ الاستيلاء عليها.
بدايات الألعاب الأولمبيّة (776 ق.م)
كانت العديد من الاحتفالات والألعاب تُقام في أولمبيا ضمن مهرجانٍ دينيّ، وقد بدأت الألعاب الأولمبيّة كسباقٍ في أحد الملاعب، ثمّ تطوّرت وأصبحت تضم 23 مسابقةً تشمل العديد من الرياضات، منها: سباقات الخيل، والمصارعة، ورمي القرص، ورمي الرمح، والجري، والملاكمة، وغيرها.
ظهور الطغاة اليونانيين (650 ق.م)
وهم مجموعة من حُكّام الطبقة الأرستقراطيّة الذين استمرّوا بالحُكم بمساعدة من ا
لجنود المرتزقة، وتميّزوا بأنّهم انتهازيّون؛ لذا كانوا مكروهين من عامّة الناس، ومن أبرزهم ثراسيبولوس، وانتهى عصر الطغاة عام 510 ق.م على يد ملك أسبرطة بطرد نجل بيسيستراتوس.
سكّ العملة المعدنيّة (600 ق.م)
سكّ اليونانيون العمل المعدنيّة لتكون نظاماً موثوقاً للدفع، وقد تمّ سكّ أول عملة معدنيّة في ليديا قبل عام 600 ق.م والتي كانت تُعرف باسم الإلكتروم وهي خليط من الذهب والفضة، ومع مرور الوقت أصبح لمعظم المدن عملات معدنيّة برموز وعلامات منحوتة خاصة بها.
عصر بريكليس (445 ق.م - 429 ق.م)
بريكليس هوأحد حُكّام مدينة أثينا، وقد ازدهرت المدينة في عهده بسبب الإنجازات والإصلاحات الكثيرة التي تمّت في عهده، ومنها: إتاحة فرص متكافئة لجميع الفئات في الحصول على وظائف عامة، والسماح للأطفال بالتعليم في المنازل حتّى بلوغ سن السابعة ثمّ الذهاب إلى المدارس التي ركّزت على الموسيقا، والتربية البدنيّة، و الرياضيات..
جغرافيا اليونان القديمة
تقع اليونان جنوب شرق أوروبا، وهي عبارة عن شبه جزيرة تمتد من البلقان إلى البحر الأبيض المتوسط، وتتميّز بأنّها منطقة جبليّة يتخلّلها الكثير من الغابات، إضافةً إلى وجود العديد من الخلجان فيها، كما تضم مناطق مناسبة لزراعة العديد من أنواع النباتات؛ كالحمضيات، والزيتون، والنخيل، والقمح، والشعير، ومناطق صخريّة مناسبة للرعي فقط، وتُقسَّم اليونان القديمة إلى ثلاث مناطق جغرافيّة إضافةً للمناطق التي خضعت للسيطرة اليونانيّة، وهذه التقسيمات كالآتي:
- شمال اليونان: تضم مدينتي إبيروس وثيثالي، ويفصل بينهما سلسلة جبال بيندوس.
- وسط اليونان: تضم العديد من المدن وهي كالآتي:
- إيتوليا: تشتهر بصيد الخنازير.
- لوكريس: وهي مُقسَّمة إلى مقاطعتي دوريس وفوكيس.
- بيوتيا.
- أتيكا.
- ميجاريس.
- بيلوبونيز: وهي تقع جنوب مضيق كورنثوس، وتبلغ مساحتها 21.549 كيلو متراً مربعاً.
توسع اليونان القديمة
بدأت العديد من المدن اليونانيّة القديمة بالتطلّع إلى التوسّع خلال النصف الأول من الألفيّة الأولى قبل الميلاد1ح لذا أسّست مراكزاً لها عبر البحر الأبيض المتوسط، وقد بدأت عمليّة التوسّع من خلال الاتصالات التجاريّة، ثمّ تطوّرت إلى إخضاع سكان المدن المحليّين وضمّهم لليونان، ثمّ أصبحت تلك المدن دولاً مستقلّةً، أو ذات طابعٍ يونانيٍّ جديد، وبعضها اكتسب ثقافةً جديدةً من الشعوب المجاورة لها.
أسّس اليونانيون بحلول عام 500 ق.م حوالي 500 منطقة واقعة تحت سيطرتهم، ضمّت حوالي 60,000 مواطن يونانيّ شكّلوا 40% من مجموع الإغريق، وقد أدّت تلك التوسُّعات إلى انتشار الفن، وحركة البضائع، وأسلوب الحياة اليونانية في كلٍّ من إسبانيا، وفرنسا، ومنطقة البحر الأدرياتيكي، والبحر الأسود، وشمال أفريقيا، وإيطاليا.
الثقافة في الحضارة اليونانية
يُمكن اعتبار الحضارة اليونانيّة القديمة بأنّها مهد الحضارة الغربيّة ، حيث يوجد العديد من أوجه الشبه بين الحضارتين، فكثير من الأنشطة والممارسات التي يتم ممارستها ضمن الحضارة الغربيّة تعود في أصلها إلى الحضارة اليونانيّة ومن أمثلتها: استخدام الحروف الأبجديّة للقراءة، والاستمتاع بالألعاب الأولمبيّة كلّ عامين، إضافةً إلى بعض العادات والتقاليد، وأساليب إنشاء المباني.
الأبجدية اليونانية
استندت الأبجديّة اليونانيّة في بدايتها على الأبجديّة السامية للفينيقيين والتي تتكوَّن من 22 حرفاً مع بعض الرموز التي تُضيف الحركات للأحرف، وتختلف الأبجديّة اليونانيّة عن النصوص الخطيّة والهيروغليفية التي تسبقها بأنّ كلّ رمز فيها يُمثِّل حرفاً واحداً منفصلاً وليس مقطعاً لفظيّاً، كما أنّ اليونانيين عدّلوا الأبجديّة الفينيقيّة من خلال إنشاء أحرف علّة منفصلة وتغيير بعض الرموز، إضافةً لجعل الأبجدية أكثر صحةً من الناحية الصوتيّة.
الأدب اليوناني
يُمكن اعتبار الأدب اليوناني القديم ذي أهميةٍ كبيرةٍ بالرغم من قلّة ما وصل منه إلى العصر الحالي؛ وذلك بسبب تميُّزه بالجودة العالية، إضافةً لكتابة جزء كبير من الأدب الغربيّ حتّى منتصف القرن التاسع عشر من قِبل مؤلِّفين بارعين يتميّزون بمعرفتهم الشاملة بالتقاليد اليونانيّة، وإدراكهم أنّ النماذج الأدبية تمّ اعتماد معظمها على نماذج يونانية، وقد تمّت كتابتها بشكلٍ مباشرٍ أو باستخدام اللغة اللاتينيّة، ويُمكن تقسيم تاريخ الأدب اليونانيّ إلى ثلاث فترات وهي كالآتي:
- الأدب القديم: استمرّ حتّى نهاية القرن السادس قبل الميلاد.
- الأدب الكلاسيكي: انتشر خلال القرنين الخامس قبل الميلاد والرابع قبل الميلاد.
- الأدب الهلنستي والروماني اليوناني: انتشر في القرن الثالث قبل الميلاد وصاعداً.
الفلسفة في الحضارة اليونانية
أُخذ لفظ الفلسفة (بالإنجليزيّة: Philosophy) من كلمة يونانيّة هي "philosophia" تتكوّن من مقطعين؛ المقطع الأول (philos) ويعني حُب، والمقطع الثاني (sophia) ويعني الحكمة، فهي حرفيّاً تعني حب الحكمة، ويُستدل من كلمة حُب على الاهتمام بالشيء أو الولع به، فهي تدل على منح قيمة للشيء، فأيّ شخص يُحب الحكمة فإنّه يسعى لشيء يستحق السعي، فالفيلسوف وفقاً لليونانيين القدماء هو الشخص الذي يُحب الحكمة ويسعى للحصول على المعرفة الشاملة.
يُمكن تقسيم الفلسفة اليونانيّة القديمة إلى فترتين هما فترة ما قبل سقراط وفترة ما بعد سقراط؛ وذلك بسبب أهمية شخصيّة سقراط وغموضها في نفس الوقت، فقد أثّر في فلسفة كلٍّ من أرسطو وأفلاطون اللذين لاقت فلسفتهما أهميةً ورواجاً لمدّة تصل إلى 2500 سنة كما تميّزت الحضارة اليونانيّة بوجود عدد الكبير من الفلاسفة.
وقد كان لمعظمهم أفكار فلسفيّة مميّزة، إلّا أنّ بعضهم استطاع الموازنة بين أفكاره الفلسفيّة حول العلوم الطبيعيّة البدائيّة والتطبيق الأخلاقي للقيم الفلسفيّة، ممّا جعلهم يتميّزون حتّى الوقت الحالي، ومن أهم فلاسفة اليونان ما يأتي:
- بارمينيدس (560 ق.م - 510 ق.م).
- أناكساغوراس(500 ق.م - 428 ق.م).
- أناكسيماندر (610 ق.م - 546 ق.م).
- أمبادوقليس (490 ق.م - 430 ق.م).
- زينو (490 ق.م - 430 ق.م).
- فيثاغورس (570 ق.م - 495 ق.م).
- سقراط (469 ق.م - 399 ق.م).
- أفلاطون (427 ق.م - 347 ق.م).
- أرسطو (384 ق.م - 322 ق.م).
- طاليس الملطي (620 ق.م - 546 ق.م).
الفن في الحضارة اليونانية
كان للفن والنحت اليونانيّ تأثيراً عميقاً على مرّ العصور، فقد تمّ استنساخ العديد من الأساليب التي تمّ استخدامها قديماً، كما أنّ الفن الحالي في العالم الشرقي مُستمد من الفن الإغريقي، وتعود أهمية الفن والمنحوتات اليونانيّة إلى أنّها تعكس الحياة اليونانيّة بما فيها من أحداثٍ، وأبطالٍ، وآلهة، ومخلوقات أسطوريّة، إضافةً للثقافة اليونانيّة.
تمّ استخدام العديد من المواد والأدوات في المنحوتات الإغريقيّة؛ كالرخام والأحجار المتنوعة والمتوافرة في اليونان، إضافةً لاستخدام الصلصال، إلّا أنّ معظم التماثيل المصنوعة من الصلصال دُمّرت، وبقيت معظم التماثيل التي تعود إلى أصلٍ رومانيّ، فقد كان للرومان احترام عميق للمنحوتات اليونانيّة، ونسخوا العديد منها ممّا حافظ على الأساطير من الضياع ويجدر بالذكر أنّ فن المنحوتات اليونانيّة تم تقسيمه إلى سبع فترات زمنية، وهي كالآتي:
- الفن الميسيني.
- الفن شبه الميسيني (العصر المظلم).
- فن بروتو هندسي.
- الفن الهندسي.
- الفن المهجور.
- الفن الكلاسيكي.
- الفن الهلنستي.
وصل النحت اليوناني إلى أوجه خلال الفترة الكلاسيكيّة؛ وذلك بسبب تطبيق مبادئ الرياضيات المتقدمة عند تصميم المنحوتات ممّأ ساهم في دعم جماليتها، ومن أبرز المنحوتات اليونانيّة ما يأتي:
- تمثال الإسكندر الأكبر: وهو تمثال لحاكم وقائد عسكري.
- تمثال بيبلوس كور: وهو تمثال لفتاةٍ ترتدي شالاً بالياً.
- تمثالا Harmodius and Aristogeiton: وهما شخصان كانا يُعتبران رمز الحرية والديمقراطية في أثينا.
- تمثال Dying Gaul: يُصوّر هذا التمثال جروح المُحارب وآلام لحظاته الأخيرة.
- تمثال لاوكون وأبناؤه: وهو تمثال يُمثّل قتل الأب لاوكون واثنين من أبنائه بسبب محاولتهم كشف حصان طروادة.
المجتمع اليوناني
تمّ تقسيم المجتمع اليوناني في أثينا إلى أربع طبقات، وهي كالآتي:
- الطبقة العليا: وهم الأشخاص الذين وُلدوا في مدينة أثينا، وهم المسؤولون عن شؤون الحُكم والتعليم والفلسفة.
- الطبقى الوسطى: تُمثّل هذه الطبقة التجار الذين يعملون بجد، وليس شرطاً أن يكونوا من مواليد مدينة أثينا، وبالرغم من اعتبارهم أحراراً، إلّا أنّه لم يتمّ منحهم نفس حقوق الأشخاص من ذوي الطبقة العليا.
- الطبقة الدنيا: تعلو هذه الطبقة طبقة العبيد بدرجةٍ واحدةٍ فقط، حتّى أنّ معظمهم كانوا عبيداً في الأصل ثمّ تمّ تحريرهم بسبب عملهم، كما أنّ حقوقهم لا ترقى لحقوق الطبقة الوسطى.
- طبقة العبيد: هذه الطبقة مسؤولة عن القيام بالأعمال الخدمية المختلفة، ولم يكن لديهم أيّ حقوقٍ أو سُلطة.
عرف المجتمع الإغريقي اثني عشرة آلهةً رئيسيّةً، وكان لكلّ إلهٍ مجال مخصّص وشخصيّة تُميّزه عن غيره من الآلهة، وقد تمّ توضيح أصول تلك الآلهة وعلاقاتهم مع البشر من خلال الأساطير اليونانيّة، كما تمّ تحديد السمات الثابتة لكلٍّ من تلك الآلهة من خلال الفن اليوناني المهجور والكلاسيكي، وكان الإغريق يتوجهون إلى أماكن مخصصة للعبادة سواء في الريف أو المدينة لتقديم قربان.
الأساطير اليونانية
بيّنت الأساطير اليونانية أنّ معظم تلك الآلهة تتواجد في موطنهم أعلى جبلٍ في البرّ اليوناني الرئيسي، وهو جبل أوليمبوس، ومن هذه الآلهة ما يأتي:
- هيستيا: هي آلهة عذراء كانت ترمز إلى دفء المنزل.
- هيبي: تمّ اعتبارها التجسيد الإلهي للشباب والجمال الأبدي، كما أنّ معنى كلمة هيبي باليونانية هو الشباب.
- نمسيس: اعتُبرت إله القصاص، فهي تهتم بتنفيذ العقوبات والأحكام على المذنبين.
- ليتو: هي آلهة الأمومة، واعتُبرت شخصيّة أموميّة متواضعة ومحترمة في الأساطير اليونانيّة.
- ريا: سُميّت بأم الآلهة، وهي من أنجبت الجيل الأول من الآلهة؛ هيستا، وزيوس، وهاديس، وبوسيدون، وهيرا، وزيوس.