ما هي الأيديولوجيا
مفهوم الأيديولوجيا
حسب قاموس كامبريدج؛ تُعرف الأيدولوجيا على أنّها مجموعةٌ من المعتقدات أو المبادئ، وخصوصاً تلك التابعة لنظام سياسي، أو مجموعةٍ، أو منظمةٍ ما، كما يمكن تعريفها أيضاً على أنّها فلسفة سياسية أو اجتماعية تضمّ عناصر نظرية وتطبيقية، أو مجموعة من الأفكار تهدف إلى فهم العالم وتغييره، ولكن هناك بعض الجدل حول ما يمكن تعريفه على أنّه أيدولوجية، فهناك الكثير من الخلاف حول تعريف الأيدولوجيا، وقد يستخدم البعض المعنى الواسع لتعريف الأيدولوجيا، في حين قد يستخدم البعض الآخر تعريفاً أكثر صرامة، ونذكرهما فيما يأتي:
- الأيدولوجيا بمعناها الواسع: وهي أيّ نوعٍ من النظريات الموجهة للقيام بفعل ما، أو أي محاولة للوصول للسياسة عن طريق أفكار تابعة لنظام ما.
- الأيدولوجيا بمعناها الدقيق: للأيدولوجيا حسب التعريف الدقيق 5 خصائص، وهي كما يأتي:
- تحتوي على نظريات تشرح خبرات البشر والعالم الخارجي بشكلٍ شامل.
- تضع برنامجاً عاماً أو مختصراً لمنظمة سياسية أو اجتماعية.
- تضع في منظورها أنّ هذا البرنامج يستلزم بذل الجهد لتحقيقه.
- تخاطب العامة بشكلٍ واسع، ولكنها قد تأخذ رأي المثقفين فيما يخص الأدوار القيادية.
نشأة الأيدولوجيا
نذكر فيما يأتي بعض النقاط التي توضح تاريخ نشوء الأيدولوجيات وتطورها:
- ظهورها لأول مرة: ظهرت كلمة "الأيدولوجيا" للمرة الأولى خلال فترة الثورة الفرنسية كاختصار لما سُمّاه الفيلسوف أنطوان ديستو دو تراس علم الأفكار (بالإنجليزية: Science of ideas)، وزعم -كما ذكر فلاسفة سابقون- أنّ جميع العلوم الإنسانية كانت علوماً للأفكار، وقد كانت علوم الأفكار تهدف إلى خدمة الناس، وحمايتهم، وذلك عن طريق تخليصهم من أفكار التعصب، ومساعدتهم على استخدام المنطق، وقد ابتكر الفيلسوف ديستو وزملاؤه برنامجاً تعليمياً وطنياً، وكانوا يعتقدون أنّ بإمكان هذا البرنامج تحويل المجتمع الفرنسي إلى مجتمع علمي ومنطقي، وخلاله كان يتم التركيز على أهمية الحرية الشخصية للفرد، وكيفية التخطيط للدولة، وقد دعم نابليون الفيلسوف ديستو في البداية، إلّا أنّه انقلب عليهم بعد ذلك، بل واتهمهم بأنّ أفكارهم كانت السبب في هزيمة الجيش الفرنسي.
- انتشارها وازدهارها: حسب ما يشير المؤرخون؛ فإنّ القرن التاسع عشر كان قرن الأيدولوجيات، وذلك بسبب كثرة الحديث والأفكار في هذا القرن حول الأيدولوجيات مقارنةً بالقرون السابقة.
أنواع الأيدولوجيات
هناك عدة أنواع مختلفة من الأيدولوجيات، نذكر منها ما يأتي:
- الأيدولوجيات الأخلاقية: (بالإنجليزية: Ethical) وهي افتراضات لم يمكن اعتبارها تصرفاً صحيحاً أو خاطئاً.
- الأيدولوجيات السياسية: (بالإنجليزية: Political) كالديموقراطية ، والأرستقراطية، والثيوقراطية، والملكية، والمساواة، وغيرها.
- الأيدولوجيات المعرفية: (بالإنجليزية: Epistemological) وتتحدث عن الحقيقة، ومعناها، وأين نجدها، ومن الأمثلة على الأيدولوجيات المعرفية: العلوم ضد الأصولية.
- الأيدولوجيات القانونية: (بالإنجليزية: Legal) وتضم مصطلحات كالعدالة، وتهتم بالقوانين وطرق سنها.
- الأيدولوجيات الاقتصادية: (بالإنجليزية: Economic) وتهتم بأمور مثل توزيع الثروة.
- أيدولوجيات الذكر والأنثى: وتهتم بأدوار الرجال والنساء والأطفال في المجتمع والثقافة ، وكيف يُعرّف الزواج في مجتمع معين.
- أيدولوجيات العرق: (بالإنجليزية: Race) وهي لا تهتم فقط بدور العرق في المجتمع، وإنما بمعناه وبوجوده، فعلى سبيل المال؛ يشير العلماء إلى أنّ العرق غير موجود أصلاً.
الفرق بين الدين والأيدولوجيا
تُعدّ الأيدولوجيا والدين نظامين يضمان معتقداتٍ، كما يقوم كل منهما على تفسير مزدوج للعالم، ووجود عوالم أخرى؛ كالجنة مثلاً، كما أنّ كليهما يعطيان معنى للحياة؛ كالخلاص، والسعادة، والوفاء، وغيرها، ومن جهةٍ أخرى؛ فإنّ هناك فروقاتٍ كثيرةً بين الدين والأيدولوجيا، فعادة ما تعتمد الأديان على فهمٍ مزدوجٍ للطبيعة البشرية، فيما تركز الأيدولوجيات على الوحدة والمادية في فهمها.
وبشكلٍ عام؛ يمكن القول إنّ الأديان والأيدولوجيات تهدف إلى إعطاء الناس نموذجاً لطريقة العيش، كما أنّها تعطي تعريفاً لما هو طبيعي ومقبول لدى الأفراد والجماعات، ونظراً لهذه التشابهات والاختلافات؛ يمكننا القول إنّ الأيدولوجيا والأديان هي مكملة لبعضها، وفي نفس الوقت فإنها تتنافس مع بعضها أيضاً، وينتج عن هذا التنافس والتكامل في نفس الوقت تطور البشرية المعاصر الذي نشهده في هذا الوقت.
أمثلة على أشهر الأيدولوجيات في العالم
نذكر فيما يأتي بعض من أهمّ الأيدولوجيات السياسية المعروفة على مستوى العالم:
- الليبرالية: (بالإنجليزية: Liberalism) تعد الليبرالية مجموعة مركبة ومعقدة من المذاهب، والتي لا يمكن تبسيطها، وترتبط في أنّها تتضمن الحماس اتجاه الحرية، والفردية، والمنطق، وترفض القوة، والسلطة، والتقاليد.
- الاشتراكية: (بالإنجليزية: Socialism) وهي ترفض الفردية، وتعامل المجتمع على أنّه كيان واحد.