ما هي الأصمعيات؟
ما هي الأصمعيات؟
هي مجموعةٌ من القصائد والمختارات الشعرية، اختارها عبد الملك بن قريب الملقب بالأصمعي وقد انتهج نهج أستاذه المفضل الضبي حيث اعتمد على ذوقه الخاص في اختيار القصائد والمقطعات، ولكن شهرتها لم تتجاوز شهرة المفضليات.
وصف الأصمعيات
أغلب المختارات قطعٌ صغيرةٌ لا يتجاوز بعضها البيتين، ويوجد فيها تسعةَ عشر قصيدةً تلتقي فيها مع المفضليات، وتمثل هذه المختارات القيمة العليا في الذائقة الأدبية واللغوية بعد المفضليات، وصاحبها من الرواة الموثوقين المجيدين وهو من الطبقة الأولى في الرواة الذين أخذوا الشعر عن اللسان العربي الفصيح.
حيث كانوا يخرجون للبوادي يسمعون الأشعار من العرب الأقحاح، وبهذا تكون الأصمعيات موثوقة النسبة في أنّ أصحابها من رويت عنهم، والأصمعي في كتابه هذا يرجح ذائقته اللغوية حيث تجلت هذه الذائقة في اختيار القصائد، فكان يختار الغريب منها، وقد نشرها الأستاذان عبد السلام هارون وأحمد محمد شاكر نشرةً علميةً مضبوطة مع شرحٍ موجز.
التعريف بالأصمعي
هو أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي، ولد حوالي 122هـ وتوفي 215 هـ، ينسب إلى باهلة، نزل بغداد والحجاز كثيراً، وقضى معظم عمره في البصرة، اشتهر بعلوم اللغة والنحو، كما اشتهر بالرواية فروى دواوين الشعراء كامرئ القيس، كان من أحفظ الرواة، وقد شهد له بالصدق والأمانة.
عدد المختارات وبعض شعرائها
بلغ عدد الأصمعيات اثنتين وتسعين قصيدةً ومقطعة، لواحدٌ وسبعون شاعراً، فيهم ما يقارب أربعين جاهلياً منهم امرؤ القيس والحارث ابن عباد ودريد بن الصّمّة وأبو دواد الإيادي وذو الإصبع العدواني وسلامة بن جندل وطرفة و عروة بن الورد وقيس بن الخطيم، ومنهما يهوديان هما سعية بن الغريض والسموأل.
تقسيم الشعراء كان بين الجاهليين والإسلامين حيث بلغ عدد الجاهليين أربعةٍ وأربعين شاعراً، وأربعة عشر شاعراً مخضرمًا عاشوا في الجاهلية والإسلام، وستةٌ إسلاميون، وسبعةٌ مجهولون.
نماذج من الأصمعيات
قال امرؤ القيس (وهو من الجاهليين):
إذْ هِيَ أقساطٌ كرِجلِ الدَبَا
- أَو كقَطَا كاظمة الناهل
حلت لي الْخمر وَكنت امْرأ
- عَن شربهَا فِي شُغُلٍ شاغلِ
فاليومَ أشرَبْ غيرَ مُستَحقِبٍ
- إِثْمًا من الله وَلَا واغل
وقال دُرَيْد بن الصمَّة (وهو من الشعراء الجاهليين):
فليتَ قبوراً بالمخاضةِ أخبرَتْ
- فتُخبرُ عنَّا الخُضرَ خُضرَ مُحاربِ
رَدَسناهُمُ بالخيلِ حتَّى تملأّتْ
- عوافي الضِباعِ والذِئابِ السَواغبِ
ذَرِيني أُطوُّفْ فِي البلادِ لعلني
- ألاقي باثْرٍ ثُلّةً مِنْ مُحاربِ
وأنتَ أمرؤٌ جَعدُ القفَا متعكِسٌ
- مِنْ الأقِطِِ الحوليِّ شبعانُ كانِبِ
وَقَالَ السموأل أَخُو سعية (وهو من شعراء اليهود):
نُطفَةً مَا مُنيتُ يومَ مُنيتُ
- أُمِرَتْ أمرَها وفيهَا وَبَيت
كَنَّهَا اللهُ فِي مَكانٍ خفيٍّ
- وخفِيّ مَكَانُها لَو خفيت
أَنا ميت إِذْ ذاكَ ثُمَّتَ حيٌّ
- ثُمَّ بعدَ الحياةِ للبعثِ مَيتُ
إنَّ حِلمِي إذَا تغيَّبَ عَنِّي
- فاعْلَمي أنَّني كبيرٌ رُزِيتُ
فأجعلنْ رِزقَي الحلالَ منْ الكسبِ
- وبرَّاً سريَرتي مَا حَيِيتُ
ضِّيقُ الصَّدْر بالخيانة لَا ينقصّ
- فَقري أَمانَتي مَا بَقيتُ
رُبَّ شتمٍ سمعتُهُ فتصامم ت
- وغى تركته فكفيت