ما هي إعادة التدوير
تعريف إعادة التدوير
يُمكن تعريف إعادة التدوير (بالإنجليزية: Recycling) بأنّه عبارة عن جمع المواد المُستخدَمة، ثمّ تحويلها إلى مواد خام، ثمّ إعادة إنتاجها لتصبح مواد قابلة للاستهلاك مجدداً، ويُمكن أن يشمل مفهوم إعادة التدوير أي شيء قديم يُمكن استخدامه من جديد، وبمعنىً آخر هو عملية يتمّ من خلالها الاستفادة من المواد غير الصالحة والتي تُعدّ نفايات وإدخالها في عمليات الإنتاج والتصنيع الجديدة.
تاريخ إعادة التدوير
يعود تاريخ إعادة التدوير إلى آلاف السنين، وقد يبدو هذا المفهوم كأحد المفاهيم الحديثة التي ارتبطت بالحركات التي تدعو للمحافظة على البيئة في سبعينيات القرن العشرين، إلا أنه وفي الحقيقة قد تمّ استخدامه قديماً من قِبل بعض الأفراد بطريقة ما منذ آلاف السنين، وقد برز مفهوم إعادة التدوير في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين كأحد المفاهيم المهمة في العديد من دول العالم؛ بسبب الكساد الاقتصادي الذي حصل في ذلك الوقت، فقد كانت تتم إعادة تدوير بعض المواد؛ كالنايلون، والمطاط، والمعادن.
تراجعت شعبية استخدام هذا المفهوم في الولايات المتحدة الامريكية نتيجة النمو الاقتصادي، وبقي هذا التراجع قائماً حتى نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن العشرين حتى طُرح مفهوم إعادة التدوير في يوم الأرض الأول في عام 1970م، ثم بقي استخدامه يزداد باطراد مع مرور الوقت، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك العديد من الأمور التي يُمكن أن تزيد من نجاح هذه العملية وانتشارها؛ كالقوانين المُلزمة بهذا الأمر، والقبول العام لها من قِبل الأفراد وتعاونهم لإنجاحها.
أنواع إعادة التدوير
تتضمن عملية إعادة التدوير نوعين رئيسيين؛ هما: إعادة التدوير الداخلية، وإعادة التدوير الخارجية، وفيما يأتي شرح موجز عن كل نوع منهما:
إعادة التدوير الداخلية
تعتمد عمليات إعادة التدوير الداخلية (بالإنجليزية: Internal Recycling) على مبدأ تجديد استخدام المواد الناتجة من مُخلفات عمليات التصنيع، ويُعدّ هذا النوع شائعاً في صناعات المعادن المختلفة، فعند صناعة أنابيب النحاس على سبيل المثال يتمّ تجميع العديد من المواد الزائدة عن عملية التصنيع، وصهرها وتحويلها إلى مُنتج جديد.
إعادة التدوير الخارجية
يُعنى التدوير الخارجي (بالإنجليزية: External Recycling) بجمع المواد المُستهلكة والمُتهالكة والقديمة ثمّ استخدامها لإنتاج سلع جديدة، كعملية تجميع المجلات والصحف القديمة، ثمّ استخدامها في تصنيع منتجات ورقية جديدة، ومن الأمثلة الأخرى تجميع المواد الزجاجية القديمة وتحويلها إلى أخرى جديدة، وهناك العديد من الوسائل التي يمكن من خلالها الحصول على المواد المُستخدَمة والقديمة لإعادة تدويرها من خلال هذه الطريقة، إذ يُمكن الحصول على تلك المواد من خلال بعض الأماكن الخاصة التي تشتري هذه المواد القديمة والبالية ثمّ تبيعها، كما يُمكن الحصول عليها بالمجان من خلال مراكز تجميع المواد القابلة للتدوير، أو من خلال جمعها من سلال القمامة الموجودة في الطرقات.
أهمية إعادة التدوير
يوجد العديد من الفوائد التي تُبرز أهمية عملية إعادة التدوير ، ومنها الآتي:
- الحفاظ على الأشجار: يُمكن إنقاذ 13 شجرة من القطع من خلال تدوير كمية من الورق مقدراها طن واحد-أي ما يُعادل 40 ألف ورقة من قياس A4-، كما يُمكن أن توفّر عملية إعادة تدوير الورق 2.5 برميل من الوقود، و4م من مساحة مكبات النفايات اللازمة لرميها فيها، كما توفّر حوالي 4,100 كيلو واط من الطاقة الكهربائية، فضلاً عن توفير ما مقداره 31,780 لتراً من الماء.
- تقليل المساحات المخصصة لمكبات النفايات: تقلل عمليات إعادة التدوير من النفايات التي يجب إرسالها إلى مكبات النفايات، مما يوفر مساحات إضافية في مكبات النفايات.
- توفير فرص عمل جديدة: تُعدّ عمليات إعادة التدوير رافداً مهماً لخلق فرص عمل جديدة، فمثلاً في ولاية كاليفورنيا الأمريكية توفر هذه العملية ما يُقارب 85 ألف وظيفة على مستوى الولاية، لذا فإنّها تُعدّ من الأعمال التجارية الكبرى هناك، فضلاً عن تحقيقها إيرادات مالية في الولاية تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار تتنوع بين المنتجات والخدمات.
- تقليل استهلاك الطاقة: تُعدّ عملية إعادة التدوير من الأمور المهمة التي لها أثر بالغ في توفير كميات الطاقة المُستهلكة للصناعات الجديدة؛ فعلى سبيل المثال يُمكن لمُصنعي الزجاج تشغيل أفران التصنيع على درجات حرارة منخفضة في حال استخدامهم لمواد تمّ تدويرها، مما يوفّر 40% من الطاقة، كما يُمكن توفير ما نسبته 95% من كمية الطاقة اللازمة لإنتاج علبة من الألومنيوم عند استخدام مواد مُعاد تدويرها مقارنة بصناعتها من المواد الخام، كما يُمكن توفير ما نسبته 60% من كمية الطاقة اللازمة لإنتاج المعادن، و70% من الطاقة لإنتاج البلاستيك، وتوفير ما نسبته 40% من الطاقة عند إنتاج الصحف.
- حفظ الموارد الطبيعية: تحافظ عمليات إعادة التدوير على الموارد الطبيعية وتحميها من الاستهلاك المُفرط، فهي تُقلل من كميات المواد الخام التي تتطلّبها الصناعات المختلفة، وتقلل هذه المواد الخام -التي يتمّ تقنين استخدامها من خلال إعادة التدوير- الحاجة إلى استخراج مواد خام جديدة من باطن الأرض، وتقلل العديد من الأمور الضارة المرتبطة بها كإزالة الغابات والتعدين، كما توفر مساحات من الأرض خاصة بالتخلص من النفايات.
- التقليل من انبعاث الغازات الدفيئة: تقلل إعادة تدوير المواد من حجم انبعاث غازات الدفيئة الناتجة عن استخدام بعض المواد في عمليات التصنيع؛ كالفحم والغاز، كما يمكن لنِسَبها أن تقل من خلال تقليل إنتاج غاز الميثان الناتج عن تحلل النفايات الموجودة في المكبات، ومن خلال تجنّب استخدام المواد الخام في تصنيع المواد الجديدة، والتي تزيد من نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من عملية التصنيع مقارنة بالمواد المُعاد تدويرها.
المواد التي يمكن إعادة تدويرها
تضمّ عمليات التدوير العديد من المواد المُختلفة كالحديد والصلب، والزجاج، وعلب الألومنيوم، والخشب، والورق وغيرها من المواد؛ حيث تساهم عملية إعادة تدوير هذه المواد في تقليل استنزاف العديد من الموارد من الطبيعة؛ كالبترول، والغاز الطبيعي، والأشجار، والفحم، والخامات المعدنية. وفيما يأتي تفصيل لتلك المواد:
المعادن
يوجد العديد من المعادن التي يُمكن إعادة تدويرها، ومنها الآتي:
علب الألومنيوم
تُعدّ علب الألومنيوم من المواد القابلة لإعادة التدوير بشكل كُلي، أي يُمكن تحويل العلب القديمة إلى علب جديدة تماماً، الأمر الذي يخفض كمية الطاقة اللازمة لصناعة هذه العلب، حيث يُمكن استخدام الطاقة التي تمّ تقليلها في تشغيل جهاز التلفاز لمدة 3 ساعات.
رقائق الألومنيوم
تدخل رقائق الألومنيوم في العديد من الصناعات المختلفة، كتلك الرقائق التي يتمّ استخدامها في تغليف الأطعمة، أو تلك التي يتمّ وضعها على موقد الطهي للحفاظ عليه نظيفاً، وغيرها الكثير من الاستخدامات الأخرى، ولإعادة تدوير هذه المادة أثر في المحافظة على البيئة وتقليل استهلاك الطاقة، ونظراً لوجود بقايا الطعام على هذه الرقائق فإنّ الكثير من مراكز إعادة التدوير لا تُفضل استخدامها، لذلك يُفضل تنظيفها جيداً قبل رميها في سلة النفايات، ويجدر بالذكر أن عمليات إعادة تدويرها تساهيم بتقليص نسبة استهلاك الطاقة بنسبة 5% مقارنة بعملية صناعتها بشكل تقليدي.
علب الصفيح والعلب الفولاذية
تتمّ عملية إعادة تدوير علب الصفيح والعلب الفولاذية من خلال إدخالها إلى أفران خاصة -ويمكن مزج العلب المُعاد تدويرها مع علب فولاذية جديدة-، وتُعدّ هذه العملية مهمة في تقليل وترشيد استهلاك الطاقة، إذ توفر عمليات تصنيع علب الصفيح والعلب الفولاذية التي يتمّ تدويرها مقداراً من الطاقة تقدر بحوالي 75% مقارنة بعمليات التصنيع التي تتمّ من الصفر، وهذه النسبة الهائلة تكفي لإمداد 18 مليون منزل بالطاقة اللازمة.
الفولاذ
تُعدّ بقايا السيارات والمباني القديمة الرافد الأساسي للفولاذ الذي يتمّ إعادة تدويره، وتبدأ عملية التدوير بفرز الفولاذ، ثمّ صهره وتحويله إلى صفائح ضخمة، ثمّ يتمّ تسويقه ليدخل في العديد من الصناعات كمواد البناء وهياكل السيارات.
البلاستيك
يُعدّ التخلص من البلاستيك من المشاكل الخطيرة؛ لأنّه يتكون من مواد غير قابلة للتحلل مع مرور الوقت؛ إذ يتكون من سلاسل من الجزيئات المُعقدة، وتُعدّ تكلفة إنتاج مادة البلاستيك قليلة، و يتمّ إعادة تدوير البلاستيك من خلال فرزه وتقسيمه إلى أصناف وألوان مختلفة ، ثمّ تخليصه من أيّة مواد عالقة به، ثمّ تقطيعه وصهره في قوالب مختلفة، ويأخذ البلاستيك عادة شكلاً جديداً بعد إعادة تدويره، ويُمكن استخدام البلاستيك المُدوّر في العديد من الصناعات كنسيج الصوف، ومواد البناء، وبعض أنواع الأثاث، والمواد العازلة.
ويوجد العديد من الأصناف المختلفة لمادة البلاستيك القابلة للتدوير، والتي يبلغ عددها 7 أنواع، ويوضح الجدول الآتي اسم كل نوع من هذه الأنواع، والرقم الذي يُشير إليه (الكود التعريفي الخاص به)، ورمزه مع بعض الأمثلة على استخدامات كل نوع:
الاسم بالعربية | الاسم بالإنجليزية | الكود التعريفي الخاص به | الرمز | أمثلة على المواد التي يُستخدم بصناعتها |
بولي إيثيلين تريفثاليت | Polyethylene Terephthalate | 1 | PETE أو PET | زجاجات المشروبات الغازية، وتصنيع الأقمشة لصناعة الملابس والمنسوجات |
بولي إثيلين عالي الكثافة | High-Density Polyethylene | 2 | HDPE أو PE-HD | المساطر البلاستيكية، والمقاعد، والطاولات |
بولي فينيل كلوريد | Polyvinyl Chloride | 3 | PVC أو V | كيبلات تركيب الكهرباء، والأنابيب الصلبة، وبطاقات الائتمان، والجلود الاصطناعية |
بولي إثيلين منخفض الكثافة | Low-Density Polyethylene | 4 | LDPE أو PE-LD | أكياس الطعام المُجمد، وأغطية الأواني |
بولي بروبلين | Polypropylene | 5 | PP | أدوات المطابخ، وزجاجات المشروبات الغازية |
البوليسترين | Polystyrene | 6 | PS | البلاستيك الشفاف كالأكواب ذات الاستعمال الواحد، والصواني، وكراتين البيض |
أنواع أخرى | Combination plastics | 7 | OTHERS أو O | زجاجات حليب الأطفال، والألعاب البلاستيكية، وعدسات النظارات الشمسية، والمصابيح الأمامية للسيارات |
الكرتون
يُمكن إعادة تدوير الكرتون من العديد من المواد المختلفة؛ كالعلب التي تحتوي على المشروبات والمواد الغذائية المختلفة كالحليب والشوربات، بالإضافة إلى كراتين تخزين المنتوجات.
الورق
تتمثل أهمية تدوير الورق في تقليل استخدام الطاقة، والحفاظ على نظافة البيئ ة، وحفظ مواردها المختلفة كالمياه والأشجار، إذ تقوم صناعة الورق التقليدية على استخدام الأشجار كعنصر أساسي لعملية الصناعة، وغالباً ما يتمّ قطع الأشجار المُعمرة ليُزرع مكانها أشجار تنمو بشكل سريع ليتمّ قطعها مُجدداً واستخدامها في الصناعة، ويُشكل الورق ما نسبته 20% من إجمالي النفايات المنزلية، وتتمّ إعادة تدوير الورق من خلال تجميعه، ثمّ فرزه إلى أصناف تختلف تبعاً لنوع الورق، ووزنه، ولونه، وغيرها من الاعتبارات الأخرى، ثمّ نقعه بالماء، ثم تخليصه من الحبر الموجود عليه أو أية مواد عالقة به، ثمّ وضعه على شكل صفائح مسطحة ليتمّ تجفيفه.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك العديد من المواد الورقية التي لا يُمكن إعادة تدويرها كالمناديل الورقية، أو الورق المغلف بالبلاستيك أو الشمع، وعلى الجانب الآخر فإن هناك العديد من المواد الورقية القابلة للتدوير، ومنها الآتي:
- أوراق التغليف، وأكياس الورق.
- المجلات والجرائد والكتالوجات.
- الورق الأبيض والملون.
- مغلفات البريد.
- الكتب المُحاطة بغلاف رقيق ولين.
الزجاج
يُمكن إجراء عملية إعادة تدوير الزجاج بطريقتين؛ وهما:
- جمع الزجاج وغسله وتعقيمه: قبل إعادة استخدامه مرة أخرى، أي دون حدوث أيّة عمليات تصنيع عليه.
- تجميع الزجاج وفرزه حسب لونه إلى مجموعات: ثمّ تكسيره وطحنه إلى أجزاء صغيرة من خلال آلة خاصة، ثم تصفيته من أيّة مواد أخرى عالقة به، ثمّ صهره وتشكيله مُجدداً إلى زجاج جديد، وتُعدّ عملية إعادة تدوير الزجاج ذات فائدة كبيرة في توفير الطاقة والتكلفة.
وهناك العديد من أنواع الزجاج التي لا يُمكن إعادة تدويرها؛ كالسيراميك والأواني الزخرفية، والزجاج ذي الألوان المختلطة، والزجاج المقاوم للحرارة كالبيركس، وزجاج الكريستال، وزجاج المرايا والنوافذ، والمصابيح الكهربائية، وشاشات التلفاز أو شاشات الحاسوب (CRT)، وحتى الزجاج الملوث بالأوساخ.
الأجهزة الإلكترونية
تُعدّ عمليات إعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية غير رائجة كما هو الحال بالنسبة للسلع الأخرى، إذ تحتوي الأجهزة الإلكترونية على العديد من القطع التي قد تحتوي على مواد سامة كالزئبق، والرصاص، وغيرها، لذا تحتاج عملية إعادة تدويرها إلى أشخاص مختصين بهذا العمل؛ لأنّها تتطلب فصل معظم مكونات الجهاز عن بعضها البعض، ولا تُعدّ إعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية أمراً مُجدياً من الناحية المادية مقارنة بتبديل الأجهزة القديمة أو التالفة مقابل ثمن زهيد.
مواد أخرى
تكمن فكرة إعادة تدوير الأشياء بالبحث عن استخدام مُفيد لها قبل التخلص منها أو رميها، فيُمكن على سبيل المثال استخدام الإطارات المطاطية كعازل، كما يُمكن تحويل النفايات العضوية إلى أسمدة، ويُمكن إعادة تدوير البطانيات والملابس القديمة من خلال جمعها وتوزيعها على إحدى الجمعيات الخيرية ليتمّ توزيعها على المحتاجين.
الخطوات العامة لعملية إعادة التدوير
ترتكز عمليات إعادة التدوير المختلفة على ثلاث خطوات أساسية، وهي كالآتي:
- الجمع والمعالجة: تبدأ جميع عمليات إعادة التدوير بجمع المواد المُراد إعادة تدويرها -وتتغيّر أسعار المواد القابلة للتدوير في الأسواق تبعاً لحجم العرض والطلب عليها، شأنها في ذلك شأن أيّة مواد خام-، وعقب ذلك يتمّ إرسال المواد بعد تجميعها إلى المكان الخاص بعملية إعادة التدوير، حيث يتمّ هناك تنظيفها وفرزها ومعالجتها.
- التصنيع: يتمّ تصنيع المواد القابلة لإعادة التدوير لإنتاج مواد جديدة، ويوجد العديد من المواد المُحيطة بنا والتي يتمّ إعادة تدويرها إلى أشياء جديدة، كاستخدام الزجاج المُعاد تدويره في تعبيد الطرق، واستخدام البلاستيك المُعاد تدويره في صناعة السجاد ومقاعد الحدائق.
- شراء السلع التي تمّ صنعها من مواد مُعاد تدويرها: لن تكون عملية إعادة التدوير ذات جدوى وفائدة ولن تبقى موجودة إلّا من خلال شراء المُستهلكين للسلع التي يتمّ صناعتها باستخدام إعادة التدوير، وهناك العديد من المصطلحات التي يتمّ استخدامها ليتبيّن أنّ هذا المُنتج قد تمّ تصنيعه من خلال عمليات إعادة التدوير، ومن هذه المصطلحات الآتي:
- المنتج مصنّع من مواد مدورة: (Recycled-content product)، تفيد هذه الجملة بأنّ المنتج الذي بين يدي المُستهلك تمّت صناعته من مواد تمّت إعادة تدويرها، بغض النظر عن مصدر هذه المواد؛ فقد تكون من مخلفات التصنيع أو من مراكز متخصصة بجمع النفايات، ويوضح لاصق المنتج نسبة المواد المُعاد تدويرها والمستخدَمة في المنتج.
- المنتج يضم مواد تم استهلاكها مسبقاً: (Post-consumer content)، تدل هذه العبارة على أنّ المنتج تمّ تصنيعه من مواد مُدورة أيضاً، ولكن مصدر هذه المواد يكون فقط من المراكز الخاصة بجمع المواد القابلة لإعادة التدوير.
- منتج قابل لإعادة التدوير: (Recyclable product)، وتُفيد أنّ هذا المُنتج قابل لإعادة التدوير بعد استهلاكه، ويُمكن تحويله إلى منتج جديد صالح للاستخدام، وليس بالضرورة أن يحتوي على مواد مُعاد تدويرها.
رموز إعادة التدوير على المنتجات
عادةً ما يتمّ تمييز المنتجات المتوفرة في الأسواق بمجموعة من الرموز المختلفة، لذا من الضروري معرفة معاني تلك الرموز ودلالاتها، وفيما يأتي بعض من الرموز التي يتمّ وضعها على المنتجات المختلفة:
- حلقة موبيوس: (بالإنجليزية: Mobius)، يكون الرمز على شكل مُثلث مُكون من ثلاثة أسهم تتبع بعضها البعض على شكل حلقة وباتجاه عقارب الساعة، ويشير هذا الرمز إلى أنّ المنتج قابل لإعادة التدوير، ولكنها لا تشير إلى أنه مصنوع من مواد مُدورة، وقد تحتوي الحلقة بداخلها على نسبة مئوية تشير إلى نسبة المواد المدورة في هذا المنتج.
- حلقة موبيوس وبداخلها بعض الأرقام: تظهر هذه الحلقة على المنتجات البلاستيكية، وتدلّ على نوع البلاستيك الذي تمّ صناعة ذلك المنتج منه، وعادة تتراوح هذه الأرقام بين 1-7.
- الدائرة الخضراء: يُشير رمز الدائرة الخضراء التي تحتوي بداخلها على سهمين باللون الأخضر إلى أنّ الشركة التي صنعت هذا المنتج تساهم بتقديم الدعم المادي لعمليات إعادة تدوير المنتجات، وليس بالضرورة أن يكون المنتج الذي يحمل هذا الرمز قابلاً لإعادة التدوير.
- رمز الرجل الذي يلقي بالزجاج في سلة المهملات: يفيد هذا الرمز بتذكير المُستهلِك بضرورة رمي نفايات الزجاج في المكان المخصص لها وفصلها تبعاً لألوانها، وأنّ هذه الزجاجات قابلة للتدوير.
- رمز (FSC): وهو اختصار لمجلس رعاية الغابات (بالإنجليزية: Forest Steward Council)، ويُثبّت هذا الرمز على المنتجات التي تتمّ صناعتها من الخشب الذي تمّ تحصيله بطرق خاضغة للرقابة البيئية.
- رموز إعادة تدوير الزجاج: رمز إعادة تدوير الزجاج: يكون هذا الرمز من ثلاثة أسهم تدور رؤوسها باتجاه عقارب الساعة، وتشكل معاً شكل المثلث، ويعني هذا الرمز أنّ هذا الزجاج قابل لإعادة التدوير.
- رمز الرقم 70: داخل المثلث المكون من الأسهم: وتحته اختصار (GL)، ويدل على أنواع الزجاج الآتية: الزجاج الشفاف، والمصابيح الكهربائية، والجِرار (المرطبانات)، والنظارات.
- رمز الرقم 71: داخل المثلث المكون من الأسهم: وتحته اختصار (GL)، ويدل على الزجاج الأخضر.
- رمز الرقم 72: داخل المثلث المكون من الأسهم: وتحته اختصار (GL)، ويدل على الزجاج البني.
- رموز إعادة تدوير البطاريات:
- رمز الرقم 8: داخل المثلث المكون من الأسهم: يُشير هذا الرمز المُثبّت على بعض البطاريات إلى احتواء البطارية على عنصر الرصاص الذي يُعدّ واحداً من أكثر المواد التي يُعاد تدويرها في العالم.
- رمز الرقم 9: داخل المثلث المكون من الأسهم: يُشير الرمز الذي يحتوي على الرقم 9 داخل مثلث إعادة التدوير إلى أنّ البطارية التي بين يدي المُستخدِم هي بطارية قلوية؛ كبطاريات الهواتف المحمولة القديمة، وبطاريات أجهزة التحكم عن بعد، والكاميرات، وغيرها.
- رمز الرقم 10: داخل المثلث المكون من الأسهم: يظهر هذا الرمز على بطاريات الهواتف المحمولة، وأجهزة الحاسوب، والكاميرات، ويُشير إلى أنّ هذه البطارية تحتوي على النيكل والكادميوم، وهي قابلة للتدوير.
- رمز الرقم 11: داخل المثلث المكون من الأسهم: يوضع هذا الرمز على بطاريات نيكل-هيدريد فلز، ويمتاز هذا النوع من البطاريات بقابليته للشحن بالإضافة إلى إعادة تدويره.
- رمز الرقم 12: داخل المثلث المكون من الأسهم: يتمّ وضع هذا الرمز على بطاريات الليثوم، والذي يستخدَم في الأجهزة الإلكترونية المحمولة، والمركبات الكهربائية.
- رموز إعادة تدوير الورق:
- رمز الرقم 20: داخل المثلث المكون من الأسهم: وتُكتب الأحرف (PPB) أسفل الشعار، ويُشير هذا الرمز إلى أنّ المنتج مكون من الكرتون المقوى القابل لإعادة التدوير في بعض المناطق، وفي المقابل قد يحتوي بعض الورق المقوى على طبقة من البلاستيك، التي تجعله غير قابل لإعادة التدوير.
- رمز الرقم 21: داخل المثلث المكون من الأسهم: وتُكتب الأحرف (PPB) أسفل الشعار، ويثبّت على المنتجات التي تمّت صناعتها من أصناف مختلفة من الورق كالمجلات، والمنشورات، وغيرها.
- رمز الرقم 22: داخل المثلث المكون من الأسهم: وتُكتب الأحرف (PPB) أسفل الشعار، ويرمز هذا الشعار إلى أنّه تمّ تصنيع المنتج من الورق العادي.
- رمز الرقم 23: داخل المثلث المكون من الأسهم: وتُكتب الأحرف (PPB) أسفل الشعار، ويضمّ أغلفة الكتب، وصناديق الأطعمة المجمدة.
- رمز الرقم 81: داخل المثلث المكون من الأسهم: يدلّ هذا الرمز على أنّه قد تمّ تصنيع المنتج من خليط من الورق والبلاستيك معاً.
- رمز إعادة تدوير الألومنيوم والفولاذ: يكون رمز إعادة تدوير الألومنيوم على شكل دائرة مُكونة من سهمين، ويحيط كِلا السهمين بكلمة (alu)، أما رمز إعادة تدوير الفولاذ فيكون على شكل مغناطيس يجذب علبة.
أمور تجب مراعاتها أثناء عملية إعادة التدوير
تختلف طبيعة عمليات إعادة التدوير من مكان إلى آخر، ففي بعض الأماكن يُمكن وضع المواد القابلة للتدوير في حاويات النفايات الموجودة على الطرق، وفي بعضها الآخر يختلف هذا الأمر، حيث يجب إرسال هذه المواد إلى بعض المراكز الخاصة بإعادة التدوير، وفي بعض الأماكن يُمكن وضع المواد القابلة للتدوير في سلة مهملات واحدة دون الحاجة إلى الفصل فيما بينها، بينما يتوجب على الشخص في أماكن أخرى فصل هذه المواد ووضع كل مادة في المكان المخصص لها.
وبغض النظر عن هذه الاختلافات في أماكن توزيع المواد القابلة للتدوير فإنّ هناك العديد من الأمور العامة التي يجب مراعاتها في هذه العملية، ومنها الآتي:
- تمييز المواد التي يُمكن وضعها في صناديق إعادة التدوير: إذ يجب التركيز على المواد البسيطة والشائعة الانتشار كالمواد البلاستيكية الصلبة مثل علب المشروبات الغازية، والحليب.
- تنظيف المواد القابلة لإعادة التدوير من المواد العالقة فيها مثل بقايا الطعام: إذ قد تتسبب بعض المواد الغذائية والسوائل بأضرار لبعض المواد ذات القابلية للتدوير كالورق على سبيل المثال.
- عدم وضع المواد القابلة للتدوير في أكياس النفايات عند الرغبة في التخلص منها: لأن هذا قد يعيق القدرة على إخراجها والاستفادة منها في إعادة التدوير.
- تمييز المواد غير القابلة لإعادة التدوير: فيجب على الشخص معرفة ما هي المواد التي يُمكنه وضعها في الصناديق الخاصة بإعادة التدوير، وفي المقابل يجب تجنُب رمي المواد التي يصعب تحديد قابليتها لإعادة التدوير في الصناديق الخاصة بعمليات التدوير، فهذا الأمر قد يُحدث بعض المشاكل في العملية، وإنما يجب رمي هذه المواد في حاويات النفايات ليتمّ التخلص منها في المكبّات.