ما هي أكبر الكبائر
الكبائر
خلق الله سبحانه وتعالى عباده جميعاً حنفاء موحدين، ثمّ جاءتهم الشّياطين لتحرفهم عن فطرتهم السّويّة وجبلتهم الطّاهرة، فتأمرهم أن يشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً، و يتخذوا أنداداً وأصناماً يعبدونها من دون الله تعالى، ولأنّ حقّ الله تعالى على عباده أن يعبدوه سبحانه ولا يشركوا به شيئاً، فقد كان الإشراك بالله هو اعتداء على حقّ الخالق سبحانه، كما أنه اعتداءٌ على الغاية التي خلق الإنسان من أجلها وهي عبادة الله تعالى في الأرض، قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)، فما هو تعريف الشرك بالله ؟ وما هي المواضع التي ذكر فيها الشرك في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ؟
أكبر الكبائر الشّرك
الشّرك لغةً من فعل شرك، فيقال شرك فلان فلاناً في الأمر أي أشركه فيه وجعل له فيه نصيباً، والشّرك اصطلاحاً معناه إشراك سوى الله تعالى من الخلق أو الأنداد في حقّ من حقوق الله تعالى على العباد مثل عبادة غير الله كالأصنام، أو اعتقاد صفةٍ من صفات الله لغيره من المخلوقات مثل اعتقاد أن أحداً غير الله يعلم الغيب.
الشّرك نوعان شركٌ أكبر يخرج صاحبه من الملّة بفعلٍ أو عملٍ أو اعتقاد شركي، وهناك الشّرك الأصغر وهو الرّياء الخفي ومن الأمثلة عليه أن يعمل الإنسان العمل الصّالح أو العبادة وهو يراعي نظر النّاس إليه.
الشرك في السنة
سأل أحد الصّحابة النّبي عليه الصّلاة والسّلام عن أيّ الذّنب أعظم، فقال : (أن تجعل لله نداً وهو خلقك )، ومعناه أن تجعل لله نداً أي تجعل له شبيهاً يكافئه في الصّفات والأسماء وتقوم بأداء العبادات له، وهذا بلا شكّ اعتداءٌ على حقّ الله تعالى الذي تفرّد بالألوهيّة والرّبوبيّة وصفاتها.
في الحديث الشّريف قوله عليه الصّلاة والسّلام: (( ألاَ أُنبِّئكم بأكبرِ الكبائر؟ الإشراك بالله))، فالشّرك هو أكبر الكبائر والذّنوب على الإطلاق فلا يقبل من عبدٍ عمل صالح إذا كان مشركاً بالله تعالى، والكبائر هي الموبقات التي ارتبط بها وعيد الله تعالى بالنار والعذاب المقيم.
الشّرك في القرآن الكريم
أمّا الآية الكريمة التي تتحدّث عن الشّرك فهي قوله تعالى: (إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً )، وفي هذه الآية الكريمة يبيّن الله تعالى عظم ذنب الشّرك بالله حيث لا يغفر الله هذا الذّنب مهما كانت المبرّرات التي يسوقها العبد لربّ العزّة، بينما يغفر الله ما دون هذا الذّنب من المعاصي والآثام لمن شاء.