ما هي أعراض لوكيميا الدم
أعراض شائعة عند الإصابة باللوكيميا
حقيقةً تتنوع أعراض لوكيميا الدم (Leukemia) اعتمادًا على نوعها، إذ يصنّفها الأطباء إلى نوعٍ مزمن أو حاد، وتظهر أعراض النوع الحاد خلال أيام أو أسابيع فجأةً، والتي قد تتشابه مع أعراض وعلامات مرض الإنفلونزا، في حين أنه غالبًا ما يُسبب النوع المزمن أعراضًا قليلةً فقط أو لا يُسبب أعراضًا إطلاقًا، والتي عادةً ما تظهر تدريجيًا، لذا غالبًا ما يُكشف عن هذا النوع من خلال فحوصات الدم الروتينة، إذ لا يشعر المصابون بهذا النوع بأعراض سِوى أنّهم بصحة غير جيدة، ويُشار إلى أن أعراض اللوكيميا الشائعة تتضمّن ما يأتي:
التعب
يُذكر أنّ من أعراض اللوكيميا الشائعة جدًا هي التعب المفرط، وهذا التعب مختلفٌ عن التعب الطبيعي الذي يشعر به الشخص بعد عدم نومه جيدًا مثلًا، إذ يكون التعب الناجم عن السرطان عامةً أكثر حدّةً، وغالبًا لا يتحسَّن حتى عند النوم جيدًا، إضافةً إلى تأثيره في النشاطات اليومية الطبيعية.
ويُشار إلى أن السرطان قد يُسبب التعب بطرق مختلفة؛ إذ قد يُسبب قلة إنتاج العناصر الأساسية للوظيفة العقلية والجسدية كالتريبتوفان (Tryptophan) والسيروتونين (Serotonin)، كما أنّ فقر الدم المصاحب للوكيميا قد يسبب الشعور بالضعف وصعوبة التنفس، وذلك لأنه يستنزف الأكسجين من الخلايا والأنسجة.
العدوى المتكررة
يُعدّ المصابون باللوكيميا أكثر عرضةً للإصابة بالعدوى، فقد لا تتمكّن كريات الدم البيضاء المصابة بالسرطان أو اللوكيميا من مساعدة الجسم على محاربة العدوى؛ حتى في الحالات التي يكون عددها طبيعي أو متزايدًا، فإن خلايا اللوكيميا قد تزاحِم كريات الدم البيضاء الأخرى الطبيعية داخل نخاع العظم، ممّا يمنع تزويد الجسم بكريات الدم البيضاء بكمية كافية، ومن الأماكن الشائعة لحدوث العدوى في هذه الحالة: الفم، والحنجرة، والجلد، والرئتين، والجهاز البولي أو المثانة، والمنطقة المحيطة بالشرج.
تضخم الغدد اللمفاوية
تُعدّ الغدد اللمفاوية كتلةً من الأنسجة حجمها كحجم حبة البازلاء تحتوي على كريات الدم البيضاء، ويُعدّ تضخّمها أو ما يُعرَف بتورّم الغدد اللمفاوية عرضًا من أعراض لوكيميا الدم، إذ يظهر لدى حوالي من المصابين قبل التشخيص، فتظهر الغدد المتورمة بوضوح خصوصًا في الرقبة، أو منطقة الفخذ أو الإبطين، ويمكن للشخص الشعور بها أو رؤية كتلة مرتفعة تحت الجلد.
كما نذكر أن بعض الغدد اللمفاوية التي لا يمكن لمسها مباشرةً قد تُسبب أعراضًا كذلك؛ فمثلًا قد لا يشعر الشخص بالغدد المتورَمة في الصدر كتضخم العقد اللمفية المنصفية (Mediastinal lymphadenopathy)، إلا أنّها قد تُسبب صعوبة التنفس أو السعال أو الصفير عند النفس.
الكدمات أو النزيف المفرط
قد يتسبب ضعف تخثر الدم في بطء التئام الجروح، بالإضافة لظهور الكدمات، والنزيف بسهولة عند الشخص، كما قد يتسبب أيضًا بظهور الحبرة أو النمشة (Petechia)؛ وهي حالة تتسبب بظهور بقع صغيرة ذات لون أحمر أو أرجواني على الجسم؛ والتي تدل على وجود مشكلة في تخثر الدم، ونُشير إلى أن الحبرة تنشأ عندما تزاحم كريات الدم البيضاء غير الناضجة الصفائح الدموية التي تُعدّ أساسيةً لتخثر الدم.
الحمى غير المبررة
تُعرَف الحمى مجهولة المصدر بأنها الحمى التي تزيد عن 38.3 درجة مئوية، والتي تتكرر أو تستمر لأكثر من 3 أسابيع دون تفسير واضح، إذ قد تُعدّ الحمى دون مصدر واضح كالعدوى عرضًا للإصابة بأي سرطان، لا سيّما السرطانات المتعلقة بالدم كاللوكيميا، إذ قد يعود سبب الحمى المصاحبة للوكيميا الدم لعدة أسباب كالإصابة بالعدوى، وفي بعض الحالات قد تتسبب خلايا اللوكيميا في إفراز مواد كيميائية من الجسم تحفز الدماغ على زيادة درجة الحرارة.
ألم البطن
قد يُعزى تورّم البطن والشعور بعدم الراحة لكريات الدم البيضاء غير الطبيعية المتجمعة داخل الكبد والطحال، كما قد يُرافق هذا التورّم بانخفاض الشهية أو الشعور بالشبع في بداية تناول الوجبة، ويُسبب تجمع الكريات في الكبد غالبًا ألمًا في الجزء العلوي الأيسر من البطن، في حين أن تجمّعها في الطحال يسبب ألمًا في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
فقدان الوزن غير المبرر
يُعرّف فقدان الوزن غير المبرر على أنّه فقدان %5 أو أكثر من وزن الجسم على مدار 6-12 شهرًا، دون اللجوء لحمية غذائية أو زيادة النشاط الجسدي، وحقيقةً قد يحدث هذا الفقدان في الوزن بعد فقدان الشهية أو حتى عند استهلاك كمية السعرات الحرارية المعتادة، وفي كلا الحالتين فهو أمرٌ مقلق لا بد من مراجعة الطبيب بسببه، إذ إنّ فقدان الوزن غير المبرر يُعدّ علامة معتادة لجميع أنواع السرطانات، كما أنه قد يُشير عامةً لمراحل متطورة أكثر من السرطان.
ويُشار إلى أن هناك بعض الأعراض في بعض الحالات تلزم الأشخاص في البحث عن التشخيص؛ كاستمرار الشعور بالتعب أو فقدان الوزن غير المرغوب به، ويجدر الذكر أن هذه الأعراض تُعد أكثر شيوعًا لدى اللوكيميا المزمنة من الحادة.
فقر الدم
قد يُصاب الشخص بفقر الدم نظرًا لقلة كريات الدم الحمراء الفعالة، مما يعني عدم توفر الهيموغلوبين الكافي في الدم والذي ينقل الحديد داخل الجسم، وقد تُسبب قلة الحديد صعوبةً في التنفس بالإضافة لشحوب الجلد.
متلازمة الوريد الأجوف العلوي
تحدث متلازمة الوريد الأجوف العلوي (Superior vena cava syndrome) نتيجةً لوصول خلايا اللوكيميا للغدة الزعترية، فبعض أنواع لوكيميا الدم يؤثر في الخلايا التائية (T cell) في الغدة الزعترية.
ومع تواجد خلايا اللوكيميا داخل الغدة؛ قد تبدأ بالتورَم والضغط على الوريد الأجوف العلوي (Superior Vena Cava) المسؤول عن نقل الدم من الجزء العلوي من الجسم إلى القلب، ويسبب هذا الضغط رجوع الدم إلى الوريد، وحدوث المتلازمة، وقد ينجم عنها الشعور بالصداع، والدوار، وتورَم الصدر، والذراع، والوجه، والرقبة، ونتيجةً لتأثر تدفق الدم من الوريد قد يُعاني بعض الأشخاص من تغير في التفكير والوعي أيضًا.
أعراض أخرى
من أعراض لوكيميا الدم الأخرى:
- التعرق الليلي: إذ يُشير إلى التعرق خلال الليل، إذ يُعد من الأعراض المبكرة لبعض السرطانات.
- ألم العظام والمفاصل: قد تتراكم الخلايا غير الطبيعية داخل العظام أو بالقرب منها، مما قد يُسبب ألم غير مبرر يتراوح بشدته بين الطفيف والشديد في العظام أو المفاصل، بالإضافة للشعور بعدم الراحة.
دواعي مراجعة الطبيب
من الأمور التي تستدعي مراجعة الطبيب ما يأتي:
- معاناة الشخص من أية أعراض ذكرت سابقًا دون وضوح أسبابها، حينها يتوجب إجراء فحص عدد كريات الدم.
- معاناة الشخص من ارتفاع درجة الحرارة، أو الصرع، أو النزيف غير المبرر، حينها قد يحتاج لمراجعة الطوارئ لعلاج لوكيميا الدم الحاد.
- عند ملاحظة بعض الأعراض كالعدوى أو النزيف بسهولة؛ أثناء مرحلة التعافي من اللوكيميا، حينها يتوجب عمل فحص للمتابعة.
ملخص المقال
للوكيميا الدم العديد من الأعراض الشائعة، منها التعب، والعدوى المتكررة، وفقر الدم، وفقدان الوزن غير المبرر وغيرها من الأعراض الأخرى، ويجدر بالذكر أنه ينبغي مراجعة الطبيب في حال ظهور أي أعراض غير مبررة الحدوث أو مستمرّة.