ما هي أعراض الزهري
مرض الزُّهري
يُعتبر الزهري (بالإنجليزية: Syphilis) أحد الأمراض المنقولة جنسياً (بالإنجليزية: (Sexually Transmitted Disease (STD)، والذي يحدث نتيجة انتقال العدوى البكتيرية التي تتسبب بها البكتيريا المعروفة باللولبية الشاحبة (باللاتينية: Treponema pallidum)، وغالباً ما تنتقل العدوى بسبب الأغشية المخاطية أو قروحات الجلد التي توجد في المهبل ، وفتحة الشرج، والمستقيم، والفم، وعلى الشفتين، وذلك عن طريق ممارسة الجنس بأي شكل من أشكاله مع شخص مصاب، وكذلك يمكن للعدوى أن تنتقل من الأم إلى جنينها خلال الحمل أو عند الولادة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإصابة بالزهري في إحدى مراحل الحياة لا تمنع الإصابة به لاحقاً، وقد أشارت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) والمعروفة اختصاراً بـCDC أنّ أكثر من 88.000 حالة مصابة بالزهري قد تمّ تسجيلها في عام 2016، وأنّ ما يُقارب 60% من حالات الزهري كانت في الرجال الشواذ جنسياً.
أعراض الإصابة بمرض الزُّهري
تختلف الأعراض والعلامات التي تظهر على المصابين بمرض الزهري باختلاف مرحلة المرض، وفيما يأتي بيان ذلك:
- المرحلة الأولية (بالإنجليزية: Primary Stage): وتبدأ هذه المرحلة بعد التعرّض للبكتيريا بثلاثة إلى أربعة أسابيع تقريباً، وغالباً ما تبدأ بقرحة تُعرف بالقرحة الصلبة أو القرحة الزهرية (بالإنجليزية: Chancre)، وتظهر هذه القرحة في الجزء الذي انتقلت البكتيريا من خلاله إلى الجسم، فقد يكون الفم، أو المستقيم، أو الأعضاء التناسلية، وتكون القرحة صغيرة الحجم ودائرية، وعلى الرغم من أنّها لا تُسبب الألم إلا أنّها تكون معديةً للغاية؛ إذ تنقل العدوى عن طريق الاتصال المباشر فيها عبر ممارسة الجنس بما فيه الجنس الفمويّ، وغالباً ما تستمر من أسبوعين إلى ستة أسابيع.
- المرحلة الثانوية (بالإنجليزية: Secondary Stage): في هذه المرحلة تُشتبه أعراض الزهري مع بعض الأمراض الأخرى، إذ يظهر في هذه المرحلة طفح جلديّ وخاصة على راحة اليدين وباطن القدمين، ولكن هذا لا يمنع احتمالية ظهوره في أي مكان في الجسم، وغالباً لا يُسبب الطفح حكة، وقد لا يلحظ المصاب وجوده، بالإضافة إلى ذلك قد يُعاني المصاب من التهاب الحلق (بالإنجليزية: Sore Throat)، وفي الحقيقة بغض النظر عن تلقّي المريض للعلاج أو عدم تناوله إياه؛ فإنّ هذه الأعراض تختفي ولكن هذا لا يعني امتثال المصاب للشفاء، فلا يزال الزهري مستوطناً في الجسم، ومن الأعراض الأخرى التي قد تظهر في هذه المرحلة وتختفي أيضاً من تلقاء نفسها ما يلي:
- الصداع .
- انتفاخ الغدد الليمفاوية.
- التعب والإعياء العام.
- الحمّى (بالإنجليزية: Fever).
- نقصان الوزن.
- فقدان الشعر.
- ألم المفاصل.
- المرحلة الكامنة (بالإنجليزية: Latent Stage): سُمّيت هذه المرحلة بالكامنة لاختفاء الأعراض والعلامات التي قد ظهرت في المرحلة الأولية والمرحلة الثانوية، وعدم ظهور أية أعراض جديدة، ولكن لا يزال الزهري يقطن الجسد، وقد تستمر هذه المرحلة إلى سنوات عدة قبل الدخول في المرحلة الثالثة.
- المرحلة الثالثة (بالإنجليزية: Tertiary Stage): وجدت بعض الإحصائيات العلمية المعتمدة أنّ ما يُقارب 15-30% من المصابين بالزهري الذين لم يتلقّوا العلاج قد وصلوا إلى هذه المرحلة بعد مرور أعوام عديدة، وتُعدّ هذه المرحلة خطيرة للغاية وقد تُودي بحياة المصاب، ومن الأعراض والعلامات التي تظهر في هذه المرحلة ما يأتي:
- المعاناة من الاضطرابات العصبية مثل السكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke) والتهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis).
- الإصابة بالزهريّ العصبي المعروف بسِفلس الجهاز العصبي (بالإنجليزية: Neurosyphilis) والذي يتمثل بمعاناة المصاب من العدوى التي تُهاجم الدماغ والحبل الشوكيّ على حدّ سواء.
- تلف الأنسجة الرخوة والعظام.
- فقدان الذاكرة .
- الإصابة بأمراض القلب.
- المعاناة من الاضطرابات والأمراض النفسية.
- فقدان السمع.
- العمى.
علاج مرض الزُّهري
لا يمكن البدء بعلاج الزهري إلا بعد إجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من وجوده، وتحديد فترة الإصابة بالبكتيريا المسببة للعدوى، وغالباً ما يتم علاج داء الزهري عن طريق إعطاء المضاد الحيويّ المناسب الذي يحتاج وصفةً طبية لصرفه، وفي الحقيقة أبدى المضاد الحيوي المعروف بالبنسلين (بالإنجليزية: Penicillin) فعاليةً كبيرة في علاج الزهري، ويعتمد الأطباء إعطاء هذا المضاد لفترة تتناسب مع مدة إصابتهم؛ فمثلاً إذا مرّ أقلّ من عامين على الإصابة بالزهري فإنّ الطبيب المختص يقوم بحقن المريض بجرعة واحدة من البنسلين، وقد يستعيض عنه بمضاد حيويّ يُعطى عن طريق الفم لمدة 10-14 يوم في حال عدم قدرة المصاب على أخذ البنسلين، ولكن إذا مرّ أكثر من عامين على الإصابة بالزهري فإنّ الطبيب يقوم بإعطاء المصاب ثلاث حقن من البنسلين، حيث يُعطي جرعةً واحدة كل أسبوع، وإذا لم يكن أخذ البنسلين ممكناً فإنّ الطبيب يقوم بصرف مضاد حيوي مناسب لمدة تصل إلى 28 يوماً، وأمّا في الحالات الشديدة التي يكون فيها أثر الزهري قد وصل إلى الدماغ فإنّ الطبيب يقوم بإعطاء المريض حقنة من البنسلين يومياً لمدة أسبوعين.
قد يترتب على تناول الأدوية المستعملة في علاج الزهري بعض الآثار الجانبية مثل الأعراض والعلامات المشابة للإنفلونزا، والتي غالباً ما تتمثّل بالحمّى، والصداع، وآلام المفاصل والعضلات، وغالباً ما تستمر هذه الأعراض لمدة 24 ساعة ثم تختفي، وقد يحتاج المريض لتناول الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) لتخفيف هذه الأعراض، وقد يُعاني البعض من فرط التحسس للبنسلين، ولكن الطاقم الطبي قادر على حل هذه المشكلة واتخاذ الإجراءات المناسبة. ويجدر التنبيه إلى ضرورة الامتناع عن ممارسة الجنس بأشكاله حتى مرور أسبوعين على العلاج، ويُمنع كذلك التواصل الجلدي القريب مع الآخرين خلال هذه الفترة.
فيديو مرض الزُهري، المرحلة الكامنة
هذه المرحلة قد تكون مخفية دون مصاحبتها أي أعراضٍ أو علامات، وهنا قد يكمن خطرها: