آثار الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع
آثار الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع
إنّ المعاصي التي يقترفها المرء في حياته لا تقف آثارها المدمِّرة على ذات الفرد، بل تتعدّاه إلى المجتمع كلّه؛ وذلك لأنّ قوام الحياة وصلاحها يكون بالاستقامة على أوامر الله سبحانه، والالتزام بشريعته التي ارتضاها لخلقه، ومن هنا فإنّ كلّ انحرافٍ عن جادّة الصواب، وكلّ اتباعٍ لنزغات النفس ووساوس الشيطان إنّما هو تيهٌ في الشقاء، وإغراقٌ في الجهالات، وصدودٌ عن المقصد الرّباني من عمارة الأرض بالحقّ والصدق، ولذا فلا بدّ من المرء أن يتعرّف على الآثار الخطيرة للذنوب والمعاصي على مستوى الفرد والجماعة، معرفةً يقصد التحذير من مغبّة الاسترسال فيها، وإطلاق العنان لهوى النفس في الخوض في حدود الله سبحانه.
آثار الذنوب والمعاصي على الفرد
آثار الذنوب والمعاصي على الفرد كثيرةٌ جداً، ولكنّ أهمّها:
- أنّ مرتكب المعاصي يُحرم من نور العلم الشرعي؛ ذلك أنّ العلم نورٌ، ونور الله -تعالى- لا يُؤتى للأنفس اللاهية عن ذكره، والمنغمسة في الذنوب والآثام.
- مرتكب المعاصي محرومٌ من الطمأنينة والراحة النفسية، ولو رآه الناس قد كثُر ماله، أو عظُم جاهه، فهو يعيش وحشةً وظلمةً في قلبه، ويرى أثر ذلك قلقاً نفسيّاً يجعله على الدوام يعيش في أجواءٍ مشحونةٍ بالانفعالات والتّوترات مع من حوله.
- الواقع في الذنوب معرّضٌ لسخط الله -تعالى- في الدنيا قبل الآخرة، إلى أن يشاء الله، أو أنْ يتوب ويؤوب إلى الله.
- فعل المعاصي تُورث لصاحبها الذّل والمهانة، وقد أبى الله -عزّ وجلّ- إلّا أنْ يهين من استهان بأوامره واقترف ما نهى عنه، فقال سبحانه: (وَمَن يُهِنِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ)، وإنّ العزّة دائماً قرينةٌ لطاعة الله، والاستسلام لشرعه، فقال الله تعالى : (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا).
- تتابع الذنوب يُورث الطبع على قلب صاحبها، فيصبح من الغافلين بحيث لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً، وصدق الله إذ يقول: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
آثار الذنوب والمعاصي على المجتمع
آثار الذنوب والمعاصي تظهر في الأرض بصورٍ كثيرةٍ، منها: الخسف والزلازل، ومحقّ البركة، وهذه الآفات والمصائب إنّما تظهر بما أحدثه الناس من الذنوب، وهذا مُشاهدٌ في حياة الناس، مصداقاً لقوله سبحانه: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، ويظهر هذا الفساد في المياه، والهواء، والزروع، والثمار، والمساكن.