ما هي أضرار تلوث الهواء
أضرار تلوث الهواء على الإنسان
يُعد تلوث الهواء (بالإنجليزية: Air pollution) مصدر ضار وذو تأثير سام وخطير ويؤثر سلبًا على صحة الإنسان والبيئة، إذ ينتُج من التعرّض المباشر للملوثات السامة الموجودة في الهواء على المدى القصير والطويل عدّة تأثيرات ضارة، بما فيها التسبب بحدوث الأمراض المزمنة المختلفة.
وفيما يأتي أبرز أضرار تلوث الهواء على الإنسان:
الوفاة المبكرة
يُشكّل تلوث الهواء تهديداً كبيراً لصحة الإنسان، حيث تتسبّب آثار تلوث الهواء مجتمعةً في الوفاة المبكّرة لسبعة ملايين شخص سنوياً، وذلك نتيجةً للإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وداء الانسداد الرئوي المزمن، وسرطان الرئة، والالتهابات الحادة التي تُصيب الجهاز التنفسي.
فمثلاً يتعرّض أكثر من 80% من الأشخاص الذين يُقيمون في المناطق الحضريّة لنسبة تلوث هوائي تتجاوز المستوى المسموح به والمُقرّر من منظمة الصحة العالمية البالغ 10 ميكروغرام لكلّ متر مكعب.
التأثيرات الصحية
يُسبّب تراكم الملوثات في الهواء بتركيزات عالية إلى إلحاق الضرر بالإنسان والتأثير على صحته، إذ يعيش كثير من الأشخاص في المناطق التي يتشكّل فيها الضباب الدخاني، والذي يُعرّف على أنّه أحد أنواع التلوث الهوائي الناتج عن تفاعل انبعاثات الوقود الأحفوري المحترق مع أشعة الشمس.
وقد يؤدّي الضباب الدخاني إلى الإصابة بحساسية العينين والحلق، وتلف الرئتين، خاصةً بالنسبة للأشخاص الذين يقضون وقتاً أطول في الخارج للعمل أو ممارسة الرياضة، كما أنّه يؤثّر على الأطفال وكبار السن على حدّ سواء، بالإضافة إلى زيادة شدّة أعراض الربو أو الحساسية لمن يُعانون منها.
يؤثر تلوث الهواء بنحوٍ خطير على صحة الإنسان وذلك من خلال التسبب بحدوث الوفاة المبكرة بعد الإصابة بالأمراض المميتة، كالجلطات الدماغية، والسرطانات، وكذلك التأثير على صحته من خلال الإصابة بالأمراض التنفسية، كالربو والحساسية.
أضرار تلوث الهواء على الحيوانات والنباتات
يُشار إلى أنّ تأثير تلوث الهواء لا يقتصر فقط على صحة الإنسان، بل تتجاوز تأثيراته لتصل إلى النباتات وعلى نحوٍ يصعُب السيطرة عليه، و كذلك إلى الحيوانات التي تتشابه مع البشر في كيفية تأثير تلوث الهواء عليها، وفيما يأتي أبرز الأضرار الناجمة عن تلوث الهواء على الحيوانات والنباتات:
الإثراء الغذائي أو التخثّث
وهي عملية زيادة تركيز المواد الغذائية مثل النيتروجين في أجسام الكائنات المائية، ممّا يؤدّي إلى قتل الأسماك و فقدان التنوع النباتي والحيواني ، وعلى الرغم من أنّ عملية التخثّث عملية طبيعية تحدث في بعض البحيرات ومصبات الأنهار.
إلّا أنّ الأنشطة البشرية تزيد من معدل دخول العناصر الغذائية إلى النظم المائية، وبالتالي تُسرّع من عملية التخثّث بشكل كبير.
التأثير على الحياة البرية
بالإضافة إلى تأثيرات تلوث الهواء على الإنسان، فهي تؤثّر على الحيوانات، فقد تواجه بعض الحيوانات مشاكل صحية مختلفة في حال تعرّضها لتركيزات كافية من الملوثات الهوائية؛ كالإصابة ببعض العيوب الخلقية.
كما تُشكّل الملوثات خطراً كبيراً على الكائنات المائية فهي تتراكم في أجسامها وقد تتضخّم في أنسجتها حتّى تصل إلى تركيزات أعلى عدّة مرّات ممّا هي عليه في الماء أو الهواء.
تلف المحاصيل الزراعية والغابات
يؤثر تلوث الهواء سلبًا على النباتات والأشجار، إذ ينتُج عن تعرّض النباتات المباشر، أو غير المباشر لتأثيرات تلوث الهواء عدّة آثار سلبية، وأبرزها ما يأتي:
- تغيّر قيم درجة الحموضة في التربة، وذوبان الأملاح المعدنية السامة فيها، مما يؤثر بصورة غير مباشرة على النباتات بأنواعها.
- التقليل من معدلات حدوث عمليّة البناء الضوئي، وذلك من خلال تأثير الجسيمات العالقة في الهواء بتغطيتها لسطح أوراق الشجر والنباتات، وبالتالي الحدّ من مرور الضوء وعملية امتصاصه.
- إعاقة دور الغطاء النباتي في حدوث عمليّة تبادل الغازات، ودورة التنفس في الغلاف الجوي.
ويُلاحظ تأثير تلوث الهواء على النباتات من خلال عدّة طرق، ومن أبرزها ما يأتي:
- ظهور بقع نخرية على الأوراق والتي تشير إلى موت النسيج في ذلك الجزء.
- اصفرار البقع أو الأوراق كاملةً.
- إعاقة نمو أجزاء مُختلفة من النباتات.
- موت النبات بأكمله.
تمتد أضرار تلوث الهواء بحيث تؤثر سلبًا على الكائنات الحية من النباتات والحيوانات، وخاصةً التأثير على عمليّة التمثيل الضوئي في النبات، وعلى نموها، وازدهارها، وعلى صحة الحيوانات والحياة البرية أيضًا.
أضرار تلوث الهواء على البيئة
تتأثر البيئة بأنواع التلوث المختلفة، ومنها تلوث الهواء والذي يمكن أن يتسبب في حدوث الضرر على المدى القصير، أو المدى الطويل، وبالتالي الإخلال بتوازن البيئة والتأثير على نوعيّة الحياة، وفيما يأتي أبرز الأضرار التي يُلحقها تلوث الهواء بالبيئة:
تشكل المطر الحمضي
يتشكّل المطر الحمضي بشكل رئيسي من خلال أكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت الناتجة عن عمليات حرق الوقود الأحفوري؛ لذلك فهو يحتوي على كميات ضارة من أحماض النيتريك والكبريت، والتي قد تتسبّب في العديد من الأضرار للبيئة من المطر الحمضي ؛ كإتلاف الأشجار والنباتات، وزيادة نسبة الحموضة في التربة وفي أجسام الكائنات المائية، بالإضافة إلى التسبّب في تآكل التماثيل، والمنحوتات، والمباني، والتعجيل في انهيارها.
تشكّل الضباب
يؤثّر الضباب على جودة اللون، والملمس، والرؤية، ويتشكّل نتيجة انبعاث بعض الملوثات مباشرةً إلى الغلاف الجوي من قِبل محطات توليد الكهرباء، والمنشآت الصناعية، والسيارات، والشاحنات، وغيرها، كما قد يتشكّل عندما تُكوّن الغازات المنبعثة في الهواء جزيئات، مثل: ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين.
اضمحلال طبقة الأوزون
يعرُف اضمحلال طبقة الأوزون (بالإنجليزية: Ozone depletion) بأنّه تفكك طبقة الأوزون المُحيطة بكوكب الأرض في الغلاف الجوي، بسبب انبعاث جزيئات غاز الكلور أو البروم الناتجة من قطاع الصناعة أو الأعمال البشرية الأخرى.
يعني ذلك أنّ تدمير طبقة الأوزون يحدث نتيجة تلوث الهواء، إذ تسبب ذرة كلور واحدة في تدمير الكثير من جزيئات طبقة الأوزون، ويُشار إلى أنّ طبقة الأوزون تحمي كوكب الأرض من أضرار الأشعة فوق بنفسجية، وفيما يأتي أبرز الآثار السلبيّة المترتبة على اضمحلال طبقة الأوزون:
- ارتفاع كمية الأشعة فوق البنفسجية الضارّة الواصلة إلى سطح الأرض، وبالتالي تهديد حياة الكائنات الحية المختلفة.
- زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الجلد.
- إعاقة نمو النباتات وتطورها.
- التأثير على معدلات نمو الأسماك والبرمائيات، إضافة إلى تقليل أعداد العوالق النباتية في الموائل البحرية.
- مساهمة الأشعة فوق البنفسجية في تسريع معدل تحلل المواد الصناعية والطبيعية.
تغيّر المناخ
يحدث تغير المناخ (بالإنجليزية: Climate Change) نتيجة زيادة الملوثات في الهواء، وذلك إمّا بزيادة درجات حرارة المناخ أو تبريدها، اعتمادًا على أنواع و مصادر ملوثات الهواء ، إذ قد يشمل تلوث الهواء غازات الدفيئة، ومنها: غاز ثاني أكسيد الكربون.
يظهر تأثير هذه الغازات من خلال زيادة درجة حرارة المناخ، إذ تمنع غازات الدفيئة خروج حرارة الشمس من الأرض إلى الغلاف الجوي، فهي تحبس تلك الدرجات داخل الأرض، كما أنّ ارتفاع تلوث غاز الأوزون أدى إلى زيادة حرارة القطب الشمالي.
يترتب على تغير المناخ عدة تأثيرات أبرزها التأثير على جودة الهواء على سطح الأرض، بحيث يتسبب الارتفاع في درجة حرارة المناخ إلى نشوء حالات جوية قاسية على الأرض، مثل: موجات الحرارة والجفاف (بالإنجليزية: Drought)، والتي بدورها تؤثر سلبًا على نوعيّة الهواء.
كما وتُساهم موجات الحرارة في زيادة تلوث طبقة الأوزون، وعندما تبقى درجات الحرارة مرتفعة لمدة طويلة، فإنَّه غالبًا ما تتشكّل حالات من الجفاف، والتي يُكثر فيها نشوب حرائق الغابات، وبالتالي تزداد انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، والجسيمات الدقيقة في الغلاف الجوي.
يسبب تلوث الهواء العديد من الأضرار البيئية والتي يمتد تأثيرها إلى جميع جوانب النظام البيئي على المدى القصير والطويل، وبالتالي التأثير على جودة الحياة على كوكب الأرض، ومن أبرز هذه الأضرار البيئية؛ اضمحلال طبقة الأوزون، وتغير المناخ، وتشكل الضباب، والمطر الحمضي.