ما هي أسباب فقدان الوعي
فُقدان الوعي
يتدفَّق الدم في الدماغ لتزويد خلاياه بالسكَّر، والأكسجين اللازم لأداء وظائفه على أكمل وجه، ولضمان بقاء الشخص مُستيقظاً، فإنَّ ذلك يتطلَّب بقاء جهاز التنشيط الشبكي الموجود في جذع الدماغ نشِطاً، بالإضافة إلى عمل أحد نصفي الدماغ على الأقل، أمّا في حال حدوث نقص في تزويد جهاز التنشيط الشبكي بالدم، أو حدوث نقص في تزويد كلا نصفي الدماغ بالدم، أو الأكسجين، أو الجلوكوز، عندئذٍ يُصاب الشخص بفُقدان الوعي ، ومن المُمكن أن يترافق مع حدوث فُقدان للوعي السقوط، الأمر الذي قد يُسفر عنه تعرُّض الشخص للإصابة، والأذى، ويُعَدُّ فُقدان الوعي من المشاكل شائعة الانتشار، والتي قد تحدث لأسباب عِدَّة، فبالرغم من احتماليّة حدوثها نتيجة الإصابة بمُشكلة مُعيَّنة، فهي قد تُصيب الأصحَّاء أيضاً، كما يُمكن القول بأنَّ مُعظم نوبات فُقدان الوعي تكون قصيرة، فغالباً ما يستعيد الشخص المُصاب وعيه بعد مُضيِّ بضع دقائق فقط من الإغماء .
أسباب فُقدان الوعي
يحدث فُقدان الوعي غالباً نتيجة نقص تزويد الدماغ بالأكسجين ، ومن المُمكن حدوث ذلك لأسباب عِدَّة، حيث يبدأ الجسم بردِّ فعل يُمكِّنه من السيطرة على حدوث نقص الأكسجين في الدماغ، وذلك بزيادة سرعة التنفُّس، وسرعة دقَّات القلب؛ بهدف تزويد الدماغ بقدر أكبر من الأكسجين، والذي يُسفر عنه حدوث انخفاض في ضغط الدم في أجزاء أخرى في الجسم، وباجتماع حدوث انخفاض ضغط الدم ، وزيادة سرعة التنفُّس يُصاب الشخص بالضعف العضلي، وفُقدان الوعي لفترة قصيرة، وفيما يأتي ذكر لبعض الأسباب التي قد تكمن وراء حدوث فُقدان الوعي موضَّحة على النحو الآتي:
- هبوط الضغط الانتصابي (بالإنجليزيّة: Orthostatic hypotension)، وهي حالة هبوط الضغط التي قد تحدث نتيجة تغيير وضعيّة الجسم بشكل سريع، من الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف، وبوجود مشكلة مُعيَّنة تحول دون قدرة الجهاز العصبي على السيطرة على هذا الهبوط في الضغط، فمن المُمكن أن يُصاب الشخص بفُقدان الوعي، ومن العوامل التي قد تُسبِّب فُقدان الوعي في هذه الحالة ما يأتي:
- تناول المشروبات الكحوليّة.
- الإصابة بالجفاف.
- الإصابة بمتلازمة الجيب السباتي (بالإنجليزيّة: Carotid sinus syndrome).
- تناول بعض أنواع الأدوية، مثل: حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزيّة: Beta-blockers)، ومُدرَّات البول (بالإنجليزيّة: Diuretics)، وخافضات ضغط الدم (بالإنجليزيّة: Anti-hypertensive drugs).
- الإصابة بمرض السكَّري غير المُعالَج.
- الشعور بالجوع، أو الخوف، أو القلق ، أو الألم، أو الضغط العاطفي.
- الإصابة بأمراض الجهاز العصبي الذاتي، مثل: خلل الوظائف المستقلَّة الحادّ، وشبه الحادّ.
- المُعاناة من اضطرابات القلب، والأوعية الدمويّة، ومنها ما يأتي:
- اضطراب النظم القلبي.
- الإصابة بالإحصار القلبي (بالإنجليزيّة: Heart block).
- وجود خثرة دمويّة في الرئتين.
- وجود اضطرابات في العُقدة الجيبيّة.
- تضيُّق الصمَّام الأورطي في القلب بشكل غير طبيعي.
- وجود اضطرابات في تركيب القلب.
- المُعاناة من فرط التنفُّس (بالإنجليزيّة: Hyperventilation)، والذي يترافق مع أخذ كمِّيات كبيرة من الأكسجين، والتخلُّص من كمِّيات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون بسرعة.
- التعرُّض لبعض المواقف، ومنها:
- الإصابة بإغماء السُّعال الذي يترافق مع حدوث السُّعال الشديد.
- التعرُّض لإغماء البلع، وهو نوع الإغماء الذي يُصيب الأشخاص الذين يُعانون من أمراض البلعوم، أو الحلق .
- الإصابة بالإغماء بعد تناول الطعام، حيث ينخفض ضغط الدم عند الفرد بعد ساعة من تناوله الطعام.
- الإصابة بغشي التبوُّل (بالإنجليزيّة: Micturition syncope)، ويحدث الإغماء في هذه الحالة عند تفريغ الشخص للمثانة المُمتلئة.
- المُعاناة من فرط حساسيّة الجيب السباتي عند البعض أثناء الحلاقة، أو ارتداء قبَّة ضيِّقة.
- الإصابة ببعض المشاكل العصبيّة، ومنها ما يأتي:
- صُداع الشقيقة .
- نوبة نقص التروية العابرة (بالإنجليزيّة: Transient ischemic attack).
- الإصابة بالجلطة الدماغيّة.
- الإصابة بنوبة انعكاسيّة بعوز الأكسجين (بالإنجليزيّة: Reflex anoxic seizures)، وهي نوع من الإغماء الذي يحدث نتيجة تباطؤ سرعة نبض القلب، بحيث يتوقَّف القلب فعليّاً عن النبض لمُدَّة 5-30 ثانية، بحيث لا تتجاوز هذه النوبة غالباً الدقيقة الواحدة، وهنا يُمكن القول بأنَّ الإصابة بنوبة انعكاسيّة بعوز الأكسجين غالباً ما تُصيب الأطفال الصغار.
الحالات الطارئة لفُقدان الوعي
يجدر بالأشخاص المُرافقين للمُصاب الاتصال بالطوارئ في بعض حالات فُقدان الوعي، وطلب الإسعاف فوراً، وفيما يأتي ذكر لبعض هذه الحالات الطارئة من فُقدان الوعي:
- المُعاناة من مرض السكَّري.
- الشعور بفُقدان التنفُّس.
- المُعاناة من عدم انتظام نبض القلب .
- فُقدان السيطرة على المثانة، أو الأمعاء.
- الإصابة بالتشنُّجات، أو إيذاء اللسان.
- الحمل.
- عدم استعادة الوعي خلال بضع دقائق.
- السقوط، أو التعرُّض لإصابة مُعيَّنة، أو النزيف.
- شكوى المُصاب من وجود ضغط، أو ألم في الصدر.
- وجود تاريخ للإصابة بأمراض القلب .
- بقاء المُصاب مُرتبكاً، أو مشوَّشاً.
أعراض تحذيريّة لفُقدان الوعي
قد تظهر الأعراض التحذيريّة قبل حدوث فُقدان الوعي عند البعض، والبعض الآخر لا تظهر عليه أيٌّ منها، وبشكلٍ عامّ يُمكن ذكر بعض من الأعراض التحذيريّة التي من المُحتمل ظهورها قبل حدوث فُقدان الوعي على النحو الآتي:
- الإصابة بالغثيان.
- التثاؤب.
- الشعور بطنين في الأذن .
- الإصابة بالارتباك.
- المُعاناة من تشويش الرؤية، أو رؤية بُقع في مُقدِّمة العين.
- الإصابة بالدوار.
- حدوث التعرُّق بشكل مُفاجئ.
- حدوث التنفُّس العميق بسرعة.
منع حدوث فُقدان الوعي
هناك عدد من الخطوات التي يُمكن اتِّباعها في حال ظهور الأعراض التحذيريّة التي قد تُنبِّئ باحتماليّة حدوث فُقدان الوعي؛ وذلك لمنع حدوث الإغماء، وفُقدان الوعي ، ومن هذه الخطوات يُمكن ذكر ما يأتي:
- الاستلقاء إذا كان ذلك مُمكناً، أمّا في حالة الشعور بالتحسُّن، فيجب التنبيه إلى ضرورة تغيير وضعيّة الجسم والنهوض تدريجيّاً وببطء.
- الجلوس مع خفض الرأس للأمام بين الركبتين، إذ يسمح ذلك بتدفُّق الدم إلى الدماغ، ولكن يُمكن القول بأنَّ الاستلقاء يكون أكثر فعاليّة في هذه الحالة.
- تناول كمِّيات كافية من السوائل، خاصّةً في حال فُقدان كمِّيات كبيرة من سوائل الجسم بالتعرُّق، والذي يحدث أثناء ممارسة التمارين الرياضيّة، أو ارتفاع درجة حرارة الطقس.
- شدُّ عضلات الأرجل، أو الجلوس بوضع رجل فوق الرجل الأخرى، فقد يُساعد ذلك على تحسين تدفُّق الدم إلى القلب والدماغ في حالة الجلوس لفترة طويلة.