مفهوم الجمال عند هيجل
مفهوم الجمال عند هيغل
يمكن عد كتاب "فينومينولوجيا الروح" للفيلسوف الألماني هيغل من أهم الكتب التي ناقشت إشكالية الفن وعلم الجمال، وتضمن فصولًا تدور حول ديانة الفن اليوناني القديم، وتنقسم فلسفة هيغل إلى المنطق، وفلسفة الطبيعة، وفلسفة الروح، هذا وفقًا لموسوعة هيغل الفلسفية، وتنقسم فلسفة الروح إلى فروع الروح الذاتي، والروح الموضوعي، والروح المطلق، وتشكل فلسفة الفن عند هيغل أول أقسام فلسفة الروح المطلق.
ويستنتج من ذلك أن هيغل اهتم بالفن اليوناني كأساس للجماليات، وتساءل البعض حول اهتمامه بها، حول إمكانية حصر الجماليات في الفن اليوناني فقط؟ وهل سيكون نهايته في العصور الحديثة، كامتداد لأطروحاته الخاصة بنهاية الفلسفة؟ إن الإجابة على مثل هذه الأسئلة من الأمور العسيرة، لأن النصوص الهيغلية الخاصة بفلسفة الفن وعلم الجمال مختصرة، وشحيحة.
مكانة الفن والجمال عند هيغل
إن الفن جزء من النسق الفلسفي الهيغلي، وله مكانة لأنه يعطي الروح بروزًا وظهورًا مما يساعد على فهمها، وعلى الرغم من أن فلسفة هيغل مثالية محضة، و ميتافيزيقية إلا أنه رأى أن المواد الفنية المبتكرة سواء كانت مرئية أو مسموعة تعد تعبيرًا حسيًا عن الروح الحرة أي الجمال، وبذلك يصل هيغل إلى أن الغاية من الفنون على اختلافها هي خلق مواضيع وأجسام جميلة، كتعبير عن الحرية.
وبالتالي لا يكون الفن محاكاة للواقع كما كان في الفلسفة اليونانية ، بل إطلاقًا لعنان الحرية، فيتيح للإنسان أن يعرف الحقيقة فالفن ليس من أجل ذاته كما يقول مذهب الفن للفن بل الفن من أجل الجمال، وبهذا يظهر الرابط بين الفن والجمال، ولكن بالبحث في مثالية هيغل يتضح أن الجمال فكرة لا توجد إلا في الذهن الذي تفسده التعيينات الخارجية، ولكنها تظل تجليًا للروح المطلق، فالجميل هو المطلق.
تعريف الجمال الطبيعي عند هيغل
إن الجمال الطبيعي بالنسبة لهيغل هو الجمال المجرد الذي لا يوجد ليعي ذاته أو لكي يكون جميلًا، وإنما وجد بالنسبة للإنسان بصفته ذات مدركة، ويقول هيغل في هذا الصدد: "ليس الجمال الطبيعي الحي مدركًا لذاته، وفي ذاته مثلما ليس هو نتاج ذاته، وليس موجودًا بسبب ظاهرة الجمال، فالجمال الطبيعي ليس جميلًا إلا بالنسبة للآخرين، أي بالنسبة إلينا نحن، بالنسبة إلى الوعي المدرك للجمال".
قوانين الجمال عند هيجل
والجمال بالنسبة لهيغل تحكمه مجموعة من القوانين، أهمها:
- الانتظام: وهو التساوي الخارجي الذي يعطي انطباعًا بالوحدة الخارجية، ولكن هذه الوحدة تتميز ببعدها عن الشمول العقلي، لأن العقل في هذا المبدأ لا يعي إلا التماثل العيني.
- التناظر: لا يختلف التناظر عن الانتظام، ويكون التناظر بتناوب شكل مع شكل آخر، ويتكرران وفقًا للصيرورة التي تحكمهما.
- تبعية القوانين: وهي القوانين الكلية المجردة التي تحكم الكم والحجم وغيرها.
- التناسق: وهو ما ينجم عن العلاقة بين الفروق الكيفية، وبذلك تختفي التعارضات والاختلافات بين العناصر المكونة للعمل الفني ليظهر كوحدة متكاملة.