ما هي أسباب سرطان البروستاتا
سرطان البروستاتا
تقع غدّة البروستات في المنطقة أسفل المثانة وأمام المستقيم، وتُعتبر أحد أجزاء الجهاز التناسلي الذكري، إذ تقوم بإنتاج بعض السوائل الموجودة في المَنيّ، إضافة إلى أنّها تلعب دوراً في السيطرة على البول لدى الرجال. يُصيب هذه الغُدّة سرطان يُعرف بسرطان البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate cancer)، وبحسب إحصائيات أجريت في الولايات المُتحدة الأمريكية فهو أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى الرجال، وتجدر الإشارة إلى أنّ سرطان البروستاتا قابل للعلاج في حال اكتشافه في المراحل المبكرة، ويُعتبر الفحص المنتظم هو أفضل طريقة لاكتشافه في الوقت المناسب.
أسباب الإصابة بسرطان البروستاتا
في الحقيقة ليس من السهل تحديد السبب الدقيق للإصابة بسرطان البروستاتا ، إذ إنّ الإصابة بهذا النّوع من السرطانات قد تكون نتيجة تأثير عوامل متعددة، بما في ذلك العوامل الوراثية والتّعرض للسموم البيئية كبعض أنواع المواد الكيميائية أو الإشعاعية. ويُمكن القول بأنّ طفرات الحمض النووي (DNA) أو المادة الوراثية قد تؤدي إلى نمو الخلايا السرطانية، ويُمكن تفسير ذلك بأنّ هذه الطفرات قد تتسبّب بنمو خلايا البروستات بشكل غير طبيعي وغير مُتحكّم به، وقد تستمر هذه الخلايا غير الطبيعية بالنّمو والانقسام إلى أن يتطور الورم.
عوامل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا
هناك العديد من عوامل الخطر التي من شأنها زيادة احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا، نذكر منها ما يلي:
- التّقدم في العمر: إذ يزداد خطر الإصابة بسرطان البروستاتا مع التقدم في السنّ، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم الإصابات بهذا السرطان تُشخَّص لدى الرجال الذين تجاوزت أعمارهم الخمسين عاماً.
- العِرق: يُعتبر سرطان البروستاتا أكثر شيوعاً لدى الرجال الذين ينحدرون من أصل إفريقي أو أصل إفريقي-كاريبي مقارنة بالرجال من أصل آسيويّ.
- وجود تاريخ عائلي: يزداد خطر الإصابة بسرطان البروستاتا في حال وجود أخ أو أب تطورت لديه الإصابة بسرطان البروستاتا قبل بلوغه الستين عاماً. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الدراسات أظهرت بأنّ وجود قرابة بين الشخص وأنثى مُصابة بسرطان الثدي قد يزيد أيضاً من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
- السّمنة: تشير بعض الدراسات إلى أنّ السّمنة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
- النّظام الغذائي: أشارت بعض الأبحاث إلى أنّ اتّباع نظام غذائي غنيّ بالكالسيوم يُساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
أعراض الإصابة بسرطان البروستاتا
الأعراض العامّة
في الحقيقة قد لا تظهر أيّ علامات أو أعراض تدل على الإصابة بسرطان البروستاتا خاصّة في المراحل المُبكرة من المرض، وبشكل عامّ هناك مجموعة من العلامات والأعراض التي قد تُصاحب الإصابة بسرطان البروستاتا سواء في مراحله المُبكرة أو المُتقدمة، نذكر منها ما يلي:
- التّبول المتكرر خلال النّهار أو الليل.
- صعوبة في بدء تدفق البول، أو الحفاظ عليه، أو إيقافه.
- ضعف تدفّق البول أو تقطّعه.
- بذل الجهد عند التّبول .
- احتباس البول؛ والذي يتمثل بتأثر قدرته على التّبول.
- فقدان السيطرة على التبول.
- صعوبة التبول أثناء الوقوف وهذا ما قد يتطلب الجلوس أثناء التبول.
- الشعور بالألم أثناء التبول أو القذف.
- ظهور الدم في البول أو في السائل المنوي .
- ظهور نتائج غير طبيعية عند إجراء الفحص الشرجيّ.
الأعراض في المراحل المُتأخرة
هناك العديد من العلامات والأعراض التي قد تظهر في المراحل المتقدّمة أو المُتأخرة من سرطان البروستاتا، إذ تُصاحب هذه الأعراض انتشار السرطان من غدة البروستاتا إلى أماكن أخرى في الجسم، ونذكر من هذه العلامات والأعراض ما يلي:
- الشعور بألم العظام خاصّة في منطقة أسفل الظهر ، إذ يبدأ هذا الألم باهتاً وتزداد شدّته مع الوقت.
- فقدان الوزن غير المُبرر.
- الشعور بالتّعب والإرهاق.
- زيادة الشعور بضيق التنفس عند القيام بأنشطة كان الشخص معتاداً على تحمّلها في السابق.
- زيادة احتمالية التعرّض لكسور العظام .
- تورم الساقين؛ لانسداد الأنسجة الليمفاوية بسبب سرطان البروستاتا.
الكشف عن الإصابة بسرطان البروستاتا
يُجرى الكشف عن الإصابة بسرطان البروستاتا اعتماداً على نتائج اختبارات التحرّي (بالإنجليزية: Screening tests) واختبارات التشخيص، وفيما يلي بيان لكلٍ منها.
اختبارات التحرّي
في الحقيقة لا تكفي اختبارات التحري لتشخيص الإصابة بسرطان البروستاتا أو غيره من الأمراض والمشاكل الصحية، فهي اختبارات تكشف فقط عن احتمالية الإصابة بالمرض قبل ظهور أعراضه على الفرد، وتتمثل بمجموعة من الاختبارات المتنوعة التي تُجرى للمساعدة على الكشف المبكر عن الإصابة ببعض الأمراض والمشاكل الصحية المختلفة، وفيما يخصّ اختبارات التحري الكاشفة عن سرطان البروستاتا فإنّ بعض المنظمات الطبية تُوصي بإجرائها للرجال الذين يبلوغون الخمسينات من العمر، أو قبل ذلك بالنّسبة للرجال الذين يملكون عوامل خطر للإصابة بهذا النّوع من السرطانات، وينصح الخبراء بالتّوجه للطبيب ومناقشة مدى الاستفادة من هذه الفحوصات إذا ما تمّ إجراؤها تبعاً لحالة الشخص الصحية. وفيما يتعلّق باختبارات التحرّي المُجراة في هذه الحالة فهي تشمل فحص المستقيم (بالإنجليزية: Digital rectal examination) واختبار مستضد البروستاتا النّوعي (بالإنجليزية: Prostate-specific antigen).
اختبارات التشخيص
في حال إظهار فحص المستقيم أو اختبار مستضد البروستاتا النّوعي نتيجةً غير طبيعية، يُوصي الطبيب بإجراء المزيد من الفحوصات لتشخيص المصاب وتحديد ما إذا كان الشخص يُعاني من سرطان البروستاتا أم لا، ونذكر من هذه الاختبارات التشخيصية ما يلي:
- الفحص باستخدام الموجات فوق الصوتية عبر المستقيم: (بالإنجليزية: Transrectal ultrasound scan)، يخضع الشخص لهذا الفحص بهدف تقييم البروستاتا بشكل أكبر، ويتمّ إجراؤه من خلال إدخال أداة ذات حجم صغير في المستقيم ؛ إذ تعمل على إنشاء صورة لغدّة البروستات باستخدام الأمواج فوق الصوتيّة.
- أخذ خزعة من البروستاتا: يُجرى هذا الفحص في حال أشارت النتائج الأولية إلى ورود احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا، ويتمّ ذلك من خلال أخذ عينة من خلايا البروستاتا باستخدام إبرة رقيقة، ليتمّ بعدها إرسال العينة إلى المختبر لفحصها.
- الدمج باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي: (بالإنجليزية: MRI fusion)، تُستخدم هذه التقنية بهدف المساعدة على التشخيص وأخذ خزعة من البروستات، وما يزال تطوير هذه التقنية جارياً في جميع أنحاء العالم.