ما هي أسباب زيادة الماء حول الجنين
أسباب زيادة الماء حول الجنين
قد تتعرض الحامل في بعض الحالات النادرة إلى تراكم شديد أو زيادة في كمية الماء المحيط بالجنين عن الحد الطبيعي، والذي يعرف بالسائل الأمنيوسي أو الأمنيوتي (بالإنجليزية: Amniotic fluid)، وتعرف هذه الحالة طبيًا بالاستسقاء السلوي (بالإنجليزية: Polyhydramnios)، ويُشار إلى أن كمية الماء حول الجنين تزداد بمعدل ثابت في الوضع الطبيعي بحيث تصل إلى ما يقارب 940 ملليلتر بحلول الأسبوع 36 من الحمل وتبدأ بعد ذلك بالانخفاض، ومن الجدير بالذكر أن معظم حالات الاستسقاء السلوي تكون بسيطةً، وتحدث نتيجة التراكم التدريجي للسائل الأمنيوسي خلال النصف الثاني من الحمل، وعند تشخيص إصابة الحامل بالاستسقاء السلوي فإنها ستخضع غالبًا لمراقبة ومتابعة طبية للمساعدة على منع حدوث أي مضاعفات، ويتم تحديد العلاج بناءً على شدة الحالة؛ إذ قد لا تحتاج الحالات البسيطة إلى تدخل علاجي وقد تزول من تلقاء نفسها، وبالرغم من أن السبب الرئيسي في معظم حالات الاستسقاء السلوي غير معروف بعد إلّا أنّه توجد أسباب معروفة ومحتملة لحدوث الحالات المتوسطة إلى الشديدة من الاستسقاء السلوي، والتي تشمل ما يأتي:
الأسباب المتعلقة بالجنين
تتضمن الأسباب المحتملة لزيادة الماء حول الجنين والتي ترتبط بالجنين ما يأتي:
- إصابة الجنين بعيب خلقي أو إعاقة خلقية؛ إذ يشار إلى أنّ ذلك قد يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث اضطراب أو اختلال في قدرة الطفل على البلع؛ ففي الواقع يبتلع الجنين السائل الأمنيوسي أثناء وجوده في الرحم ومن ثم يخرجه عن طريق التبول؛ مما يحافظ على كمية السائل الأمنيوسي بمستويات الثابتة، أما في حال عدم قدرة الجنين على البلع؛ فإن ذلك سيؤدي إلى تراكم السائل الأمنيوسي، ومن الأمثلة على هذه العيوب الخلقية انسداد المريء أو المسالك البولية.
- إصابة الجنين بمشاكل صحية ترتبط بمعدل ضربات القلب؛ ويشمل ذلك أي مشكلة صحية ترتبط باضطراب النظم (بالإنجليزية: Arrhythmia) أو ما يعرف بعدم انتظام ضربات القلب.
- إصابة الجنين بفقر الدم أو مشاكل صحية في الكليتين.
- إصابة الجنين بعيوب خلقية في الدماغ أو الحبل الشوكي؛ كالسنسنة المشقوقة أو تشقق العمود الفقري (بالإنجليزية: Spina bifida)، والتي تعرف على أنها عيب خلقي يحدث عندما لا يتشكل العمود الفقري والحبل الشوكي عند الجنين بشكل صحيح.
- الاستسقاء الجنيني (بالإنجليزية: Hydrops fetalis)، وهي حالة طبية تحدث عند تجمع كميات كبيرة وغير طبيعية من السوائل في منطقتين أو أكثر في جسم الجنين، ويشار إلى أنها تعد مشكلة خطيرة، وفي الغالب تكون عرضًا لمشاكل صحية كامنة.
- وجود اضطرابات أخرى لدى الجنين، مثل: الإصابة بأنواع من العدوى أو الاضطرابات الوراثية.
الأسباب المتعلقة بالأم
تشمل الأسباب المتعلقة بالأم والتي قد تؤدي إلى زيادة الماء حول الجنين ما يأتي:
- السكري: إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم لدى الأم إلى تراكم السائل الأمنيوسي بشكل مفرط، ويمكن أن تحدث هذه المضاعفات للأمهات اللواتي يعانين بالأساس من مرض السكري قبل حدوث الحمل أو اللواتي يصبن بالسكري أثناء الحمل والذي يعرف بسكري الحمل (بالإنجليزية: Gestational diabetes).
- عدم توافق العامل الرايزيسي: وذلك عندما يكون لدى الجنين فصيلة دم موجبة العامل الرايزيسي (بالإنجليزية: Rh-positive)، بينما تكون فصيلة دم الأم سالبة العامل الرايزيسي (بالإنجليزية: Rh-negative)؛ فعندها يرتفع خطر ظهور نوع من فقر الدم لدى الجنين، والذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث مضاعفات عديدة منها زيادة الماء حول الجنين، ويجدر بالذكر توفر حقن من دواء يعرف بالجلوبيولين المناعي Rh (بالإنجليزية: Rh immune globulin)، والذي يمنع الجسم من تكوين أجسام مضادة للعامل الرايزيسي، وبالتالي يساعد على الوقاية من المضاعفات التي قد تحدث نتيجة عدم توافق العامل الرايزيسي بين كل من الأم والجنين.
الأسباب المتعلقة بالمشيمة
قد تحدث في بعض الأحيان زيادة في الماء حول الجنين بسبب اضطرابات ومشاكل خطيرة في المشيمة وبالتحديد في حالات الحمل بتوائم؛ إذ قد يحدث الاستسقاء السلوي نتيجة الإصابة بمتلازمة نقل الدم الجنيني أو ما يعرف بمتلازمة نقل الدم بين توأمين (بالإنجليزية: Twin-to-twin transfusion syndrome)، والتي ينجم عنها إحاطة أحد الجنينين بكمية كبيرة جدًا من السائل الأمنيوسي بينما يكون الآخر محاطًا بكمية قليلة جدًا منه.
نبذة عن الماء حول الجنين
يُعرف السائل المحيط بالجنين بأنه عبارة عن سائل صافٍ أو شفاف لونه مائل إلى الصفرة قليلًا يحيط بالجنين خلال فترة الحمل، ويكون موجودًا في الكيس السَّلوِيّ أو الكيس الأمنيوسي (بالإنجليزية: Amniotic sac) الذي يتكون من غشائين، وهما: غشاء السلى (بالإنجليزية: Amnion membrane) وغشاء المَشِيْماء (بالإنجليزية: Chorion membrane)، ويتطوّر الجنين وينمو داخل هذا الكيس محاطًا بالسائل الأمنيوسي خلال مراحل الحمل المختلفة، ويحتوي السائل الأمنيوسي على عددٍ من العناصر الحيويّة المهمّة، مثل: بعض الأجسام المضادّة (بالإنجليزية: Antibodies) المسؤولة عن محاربة العدوى، والهرمونات ، والعناصر المغذية؛ وبالتالي فهو يعد ضروريًا لنمو الجنين بشكلٍ سليمٍ وصحي في الرحم.