شهاب الدين القرافي
شهاب الدين القرافي
شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي العلاء إدريس بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يلين الصنهاجي المصري، يُعتبر واحد من أعظم علماء المالكية ، ولد سنة 626هـ، وتوفي سنة 684هـ، تتلمذ على يد العز بن عبد السلام النجيب، وبرع في التفسير، والأصول، والفقه.
نشأة شهاب الدين القرافي
ولد شهاب الدين القرافي في مصر، وتعود أصوله لقبيلة صنهاجة البربرية، نشأ القرافي في مصر، وتعلّم فيها، ولم يُذكر أنّه خرج منها، وقد أحبّ القرافي العلم، وطلبه منذ صغره، وساعده في ذلك أنّ مصر في ذلك العصر كانت وجهة للعلماء وطلاب العلم، وذلك لاهتمام ورعاية الدولة الأيوبية ، ومن بعدها الدولة المملوكية للعلم والعلماء، وقد عاصر القرافي هاتين الدولتين.
مكانته العلمية
بلغ شهاب الدين القرافي درجة علمية رفيعة، شهد له فيها العلماء والمؤرخون، فقد قال فيه قاضي القضاة تقي الدين بن شكر: "أجمع الشافعية والمالكية على أنّ أفضل أهل عصرنا بالديار المصرية ثلاثة، القرافي بمصر القديمة، والشيخ ناصر الدين بن المنير بالإسكندرية، والشيخ تقي الدين بن دقيق بالقاهرة".
صفاته
وصل شهاب الدين القرافي إلى مكانته العلمية العالية بفضل ما اتسم به من صفات رفيعة، من أبرزها ما يأتي:
- التجرد والإخلاص: التزم القرافي بالإخلاص والورع في كتاباته وفتاويه، حيث قال أنّه لا يجوز للفقيه خيانة أمانته، ومساعدة الناس على فعل المحرمات من خلال التهاون أو التسرع في إصدار الفتاوى، واعتبر المفتي ناطق بما يريده الله من الحق والصواب، ومن انحاز عن هذا الطريق فهو كاذب ومفتري.
- التفرّغ للعلم والتعليم: قضى القرافي جُلّ حياته في طلب العلم ، وتلقين التعليم، فكان يستقصي العلم الصحيح بدقة بالغة، حتى لو تتطلّب منه معرفة قاعدة فقهية غير أساسية سنوات عدة للتحقّق منها وتمحيصها، فإنّه يفعل ذلك، حتى يتحقّق تمامًا منها.
- عدم التعصب بالرأي: كان القرافي يثني على أئمة المذاهب الأخرى ، ويتحرّى عن آرائهم في المسائل الفقهية، وإذا رأى أنّ رأيهم في مسألة ما أقرب للصواب والحق من رأيه، فإنّه يتخلى عن رأيه، ويتمسّك بالرأي الذي يراه أكثر رجحان.
- التواضع وعدم التعالي: عُرف عن شهاب الدين القرافي تواضعه الشديد، وعدم تردده بالاعتراف بعدم معرفته التامة بأمر معين، ومن غير الممكن أنْ تأخذه العِزة بالنفس ليدّعي معرفة ما لا يعرف، ولم يحدث أنْ أجاب عن سؤال ليثبت عدم عجزه عن الإجابة.
- التوسّع في العلم: كان القرافي مُلمًا بشتى العلوم، فبرع في علم أصول الفقه ، وأصول الدين، والعلوم العقلية، وله معرفة واسعة بالتفسير، واللغة العربية وقواعدها، والحساب، والمنطق، والفلسفة، والجبر، وغيرها من العلوم الأخرى.
أساتذة شهاب الدين القرافي
تتلمذ شهاب الدين القرافي على يد أعظم شيوخ وعلماء عصره، من أبرزهم:
- أبو عمرو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس الدويني المعروف بابن الحاجب.
- شمس الدين الخسروشاهي.
- عبد العظيم بن عبد العظيم بن عبد القوي زكي الدين المنذري.
- عز الدين بن عبد السلام بن أبي القاسم السلمي.
- أبو بكر شمس الدين محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي.
- أبو محمد بن عمران بن موسى المشهور بالشريف الكركي.
- ابن أبي الفضل المريسي.
- الخونجي.
تلامذة شهاب الدين القرافي
تتلمذ العديد من الشيوخ والعلماء على يد شهاب الدين القرافي، من أبرزهم:
- أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي محمد عبد الوهاب.
- أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البقوري.
- إبراهيم المطماطي أبو إسحاق إبراهيم بن يخلف بن عبد السلام التنسي.
- أبو حفص عمر بن أبي اليمن علي بن سالم بن صدقة اللخمي.
- أبو عبد الله محمد بن راشد البكري القفصي.
مؤلفات شهاب الدين القرافي
لشهاب الدين القرافي العديد من الكتب في شتى العلوم، من أبرزها ما يأتي:
- جزء من شرح تنقيح الفصول في علم الأصول.
- اليواقيت في أحكام المواقيت.
- الخصائص.
- الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات القاضي والإمام.
- الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة.
- أدلة الوحدانية في الرد على النصرانية.
- نفائس الأصول في شرح المحصول.
- شرح المحصول.
- القواعد.
- الذخيرة.
- التنقيح.
- الاستبصار فيما يدرك بالأبصار.
- العقد المنظوم في الخصوص والعموم.
- أنوار البروق وأنواء الفروق.