ما هي أسباب خشونة المفاصل
خشونة المفاصل
يُعرّف المفصل على أنّه مكان تجمع عظمتين معاً، ونهايات هذه العظام تكون مغطاة بالغضروف الذي يمثل أنسجة واقية، وتُعتبر خشونة المفاصل والتي تُسمى علمياً بالتهاب المفصل التنكسي (بالإنجليزية: Osteoarthritis) أكثر الحالات المزمنة التي تصيب المفاصل شيوعاً، وتمثل السبب الأكثر شيوعاً لحدوث الشلل، وتتمثل الإصابة بهذه الحالة بتعرّض الغضروف الذي يغطي العظام للتآكل، مما يتسبب باحتكاك العظام بعضها ببعض داخل المفصل، وفي الحقيقة يمكن أن تحدث الإصابة بخشونة المفاصل عند البالغين في أي عمر لكنّها تصيب كبار السن في أغلب الأحيان، وبحسب الإحصائيات فإنّ أعداد المصابين بهذه الحالة في الولايات المتحدة قد تجاوز 30 مليون رجلاً وامرأة.
أسباب خشونة المفاصل
في واقع الحال إنّ السبب الدقيق للإصابة بخشونة المفاصل غير معروف، إلا أنّ هناك العديد من العوامل والأسباب التي يُعتقد بأنّها تزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة، نذكر منها ما يأتي:
- تعرّض المفصل للضرر: قد يؤدي الإفراط في استخدام المفصل بعد إصابته، وبعد إجراء عملية له إلى تطوّر خشونة المفاصل .
- الإصابة بأمراض أخرى: ويُطلق على هذه الحالة مصطلح التهاب المفاصل الثانوي، إذ تحدث خشونة المفاصل بسبب تعرّضها للضرر الشديد نتيجة الإصابة بمرض سابق أو حالي كالإصابة بالالتهاب المفصلي الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis) وداء النقرس (بالإنجليزية: Gout).
- التقدم في العمر: إذ يزداد خطر الإصابة بخشونة المفاصل مع تقدم الشخص في العمر.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض: على الرغم من ظهور الإصابة بخشونة المفاصل في العائلات، إلا أنّ الدراسات لم تستطع تحديد جين واحد مسؤول عن الإصابة بهذه الحالة.
- السمنة: يسبب الوزن الزائد ضغطاً كبيراً على المفاصل خاصة تلك التي تحمل معظم وزن الجسم مثل: الركبتين والوركين.
علاج خشونة المفاصل
في الحقيقة لا يوجد علاج لخشونة المفاصل، ولكن يمكن استخدام أنواع مختلفة من العلاجات بهدف تخفيف الأعراض والحفاظ على حركة المفصل، وهناك العديد من الطرق العلاجية التي يمكن اتباعها في هذه الحالة، وفيما يأتي بيان لكل منها:
العلاج بالأدوية
في الحقيقة لا يمكن للأدوية غصلاح التلف الحاصل في المفصل، ولكن من شأنها أن تساعد على تقليل الألم، ونذكر من الأدوية المستخدمة في هذه الحالة ما يأتي:
- الباراسیتامول: (بالإنجليزية: Paracetamol) ويُستخدم بهدف تخفيف الألم لدى المرضى الذين يعانون من أعراض تتراوح شدتها بين الخفيفة والمتوسطة، وتجدر الإشارة إلى أهمية اتباع الجرعة الموصى بها من قبل الطبيب نظراً لما تسببه الجرعات العالية من تلف في الكبد ، ومن المهم إخبار الطبيب بالأدوية التي يتناولها المريض نظراً لتأثير الباراسیتامول على عمل أنواع معينة من الأدوية الأخرى.
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصاراً (NSAIDs)، ومن الأمثلة عليها الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، والديكلوفيناك (بالإنجليزية: Diclofenac)، وتمتاز هذه الأدوية بكونها مسكنات قوية للألم، ويُلجأ إلى استخدامها في الحالات التي يفشل فيها الباراسیتامول في السيطرة على الألم، ويمكن استخدام الأنواع الموضعية منها، التي تُوضع بشكلٍ مباشر على المفاصل المصابة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدام هذه الأدوية نظراً لكونها غير مناسبة في بعض الحالات خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من الربو (بالإنجليزية: Asthma) والقرحة الهضمية (بالإنجليزية: Peptic Ulcer).
- ترامادول: (بالإنجليزية: Tramadol) يحتاج هذا النوع من مسكنات الألم إلى وصفة طبية لصرفه، ويمتاز بقدرته على تخفيف الألم بشكلٍ فعال مع إحداث آثار جانبية أقل مقارنة بمضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
- كودين: (بالإنجليزية: Codeine) يُستخدم في الحالات التي يعاني فيها المريض من أعراض أكثر شدة، وتجدر الإشارة إلى ارتباط هذا الدواء بخطر الاعتماد (بالإنجليزية: Dependence) عليه.
- كريم كابسيسين: (بالإنجليزية: Capsaicin) يُستخدم لعلاج الأشخاص الذين يعانون من خشونة المفاصل في اليدين والركبتين، وخاصة الحالات التي لم تستجب لمضادات الالتهاب اللاستيرويدية الموضعية، وهذا الكريم لا يخفف الألم بشكلٍ فوري فقد يستغرق فترة تتراوح من أسبوعين إلى أربعة أسابيع ليصبح تأثيره كاملاً.
- حقن الكورتيزون داخل المفصل: (بالإنجليزية: Intra-articular cortisone injections) تُستخدم في علاج الألم الشديد، إذ إنّها فعالة في تخفيف الألم والانتفاخ، وتجدر الإشارة إلى أنّه بالإمكان الخضوع لهذا الإجراء مرة واحدة فقط كل أربعة أشهر وفي مفصل واحد، وعادة ما يتم حقن الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroid) مباشرة في موقع المفصل.
العلاجات المنزلية
هناك العديد من العلاجات المنزلية والتعديلات على أسلوب الحياة التي يمكن من خلال اتباعها تخفيف أعراض خشونة المفاصل، نذكر منها ما يأتي:
- ممارسة التمارين الرياضية: تساهم ممارسة التمارين الرياضية في تقوية العضلات حول المفاصل، وتخفيف صلابتها، ويُنصح بممارسة الأنشطة البدنية المختلفة لمدة تتراوح بين 20-30 دقيقة يوماً بعد يوم، وتجدر الإشارة إلى أنّ التمارين ذات التأثير المنخفض قد تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة.
- تخفيف الوزن: يلعب تقليل الوزن دوراً في تخفيف الضغط، وتقليل الألم، وخطر الإصابة بالمشاكل الصحية الأخرى كمرض السكري وأمراض القلب.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: يساهم النوم في تقليل الانتفاخ، والالتهاب، وإدارة الألم بشكلٍ أكثر فعالية.
- العلاج بالحرارة والبرودة: يلعب العلاج بالحرارة والبرودة دوراً في تخفيف آلام العضلات وصلابتها.
- النظام الغذائي: يساهم النظام الغذائي ذو الجودة المرتفعة في تخفيف أعراض خشونة المفاصل كالالتهاب والانتفاخ، ويُنصح بالإكثار من الأطعمة الغنية بفيتامين ج (بالإنجليزية: Vitamin C)، وفيتامين د (بالإنجليزية: Vitamin D)، وبيتا-كاروتين (بالإنجليزية: Beta carotene)، والأحماض الدهنية أوميغا 3 (بالإنجليزية: Omega-3 fatty acids)، إضافة إلى الأطعمة التي تمتاز بخصائصها المضادة للالتهاب.
العلاجات الأخرى
هناك العديد من العلاجات التي يمكن اللجوء إلى استخدامها في حالة الإصابة بخشونة المفاصل، نذكر منها ما يأتي:
- العلاج الفيزيائي: ومن أبرز التقنيات المستخدمة في علاج خشونة المفاصل التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد (بالإنجليزية: Transcutaneous electrical nerve stimulation) واختصاراً (TENS) والعلاج اليدوي (بالإنجليزية: Manual Therapy).
- الجراحة: يُلجأ إلى الجراحة في بعض الحالات التي تؤثر فيها الإصابة بخشونة المفاصل في الوركين، والركبتين، وقاعدة الإبهام، ويُلجأ إلى الجراحة في حال فشل العلاجات الأخرى في السيطرة على خشونة المفاصل، وفي حال تعرّض أحد المفاصل لأضرار بالغة، ومن الأمثلة على الجراحات التي تساهم في علاج هذه الحالة الاستبدال الكلي للمفصل، وإيثاق المفصل (بالإنجليزية: Arthrodesis)، وقطع العظم (بالإنجليزية: Osteotomy).
فيديو عن خشونة المفاصل وأسبابها
يتحدث الفيديو عن خشونة المفاصل وأسبابها.