ما هي أسباب الصداع عند الأطفال
أسباب الصداع عند الأطفال
في الحقيقة هناك نوعان رئيسيّان من الصداع (بالإنجليزية: Headaches) الذي يصيب الأطفال، يمكن تقسيمهما اعتمادًا على أسباب الصداع إلى الأوليّ (بالإنجليزية: Primary headache) والصداع الثانويّ (بالإنجليزية: Secondary Headaches)، ويمكن بيان كل منهما بشيء من التفصيل فيما يأتي:
الصداع الأوليّ
يتمثّل الصداع الرئيسي أو الأوليّ بالصداع الذي لا يكون مرتبطًا بحالات صحية مرضيّة أخرى، وغالبًا ما ينتج بسبب وجود شدٍّ عضليّ ، أو توسّع في الأوعية الدموية، أو وجود تغيّرات في الإشارات العصبية (بالإنجليزية: Nerve signals)، أو بسبب انتفاخ مناطق معيّنة من الدماغ نتيجة لوجود التهاب، ويعتبر الصداع النصفي (بالإنجليزية: Migraines)، وصداع التوتر (بالإنجليزية: Tension-type headache) النوعان الأكثر شيوعًا اللذان يصيبان الأطفال، أما الصداع العنقودي (بالإنجليزية: Cluster Headache) فهو الأقل شيوعًا لديهم من أنواع الصداع الأوليّ، وهنا سنذكر هذه الأنواع بالتفصيل:
- صداع التوتر: قد يعود السبب الأساسي لحدوث صداع التوتر عند الأطفال إلى وجود خللٍ في التوازن العصبي أو الكيميائي في الدماغ، وقد يُلاحَظ أنّ حدوثه مرتبط بالإصابة بشدّ عضليّ في الرقبة، أو الظهر، أو حتى فروة الرأس، كما قد يؤدي الإجهاد والصراع العقلي أو العاطفي إلى المعاناة من هذا النوع من الصداع عند الأطفال، ويمكن تمييزه عندما يشعر الطفل بألمٍ ضاغط تتراوح شدته من ألم خفيفٍ إلى متوسط الشدة يحدث في جانبيّ الرأس ، ويمكن القول إنّ شعور الإصابة بصداع التوتر يشبه شعور ضغط الشريط المطاطي حول الرقبة أو الرأس أو كليهما كما وصفه بعض الأطفال، أو يظهر كألمٍ قويّ في مقدمة الرأس ، أو في المنطقة الواقعة خلف الرأس أو الرقبة أو كليهما، أو في منطقة الصّدغ (بالإنجليزية: Temple)..
- الصداع النصفي: يظهر ألم الصداع النصفي أو صداع الشقيقة على شكل ألم نابض، غالباً ما يصيب إحدى جهتيّ الرأس، ويصاحبه وجود حساسية للضوء والصوت، والشعور بالغثيان، إضافة إلى إفراز الجسم لمواد كيميائية، والتي من الممكن أن تؤثر على حجم الأوعية الدموية فتزيد من شدّة الصداع، ويجدر بالذكر أنّ ألم الشقيقة لا يكون مستمر الحدوث؛ فقد يكون عرضيًّا (بالإنجليزية: Episodic)؛ أي يحدث على شكل نوبات يتخلّلها وجود فترات لا يعاني فيها المصاب من الصداع، فمن الممكن أن تمتد الشقيقة من ساعة واحدة إلى 72 ساعة في النوبة الواحدة، وفي الحقيقة قد يزداد ألم الشقيقة سوءًا بازدياد حركة الطفل ونشاطه، ويمكن القول إنّه بالرّغم من المعلومات المتوفرة حاليًّا عن هذا النوع من الصداع أكثر من أي وقت مضى؛ إلا أنّ سبب الإصابة به ليس مفهومًا إلى الآن، ومع ذلك غالبًا ما يكون هناك تاريخ عائلي من الصداع النصفي إذا أصيب الطفل بهذا النوع من الصداع.
- الصداع العنقودي: يمكن القول إنّ الصداع العنقودي غير شائع الحدوث عند الأطفال تحت سن العشر سنوات، ويمتاز هذا الصداع عن غيره من الأنواع في أنّه يصيب الطفل على شكل نوبات تُقسم إلى مجموعات؛ تتكون المجموعة الواحدة من خمس نوبات من الصداع أو أكثر، تتراوح ما بين صداع واحد يحدث يومًا بعد يوم، أو 8 نوبات من الصداع خلال اليوم الواحد، ويتخلل حدوثه شعور بألم حاد كالوخز بجهة واحدة من الرأس تستمر لأقل من 3 ساعات في النوبة الواحدة، ويصاحب هذا النوع الشعور باحتقان الأنف، أو سيلانه، أو الإدماع، أو الهَيَاج أو الهيجان (بالإنجليزية:Agitation)، أو الأرق (بالإنجليزية: Restlessness).
الصداع الثانويّ
الصداع الثانويّ أو المُكتسب وهو أقل أنواع الصداع شيوعًا، ويمكن بيان الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الصداع الثانوي فيما يأتي:
- الإصابة بالأمراض: كثيرًا ما يصاب الأطفال بصداع ينتج عن الإصابة بمرض معين، ومن الأسباب الأكثر شيوعًا لذلك نزلات البرد، أو الزكام، التهاب الجيوب الأنفية، أو التهاب الأذن الوسطى، ويمتاز في هذه الحالة في أنّ المصاب لم يعاني منه في السابق، وتجدر الإشارة إلى وجود العديد من الحالات نادرة الحدوث التي قد تؤدي لحدوث الصداع الثانوي؛ كالتهاب الدماغ (بالإنجليزية: Encephalitis)، والتهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis)؛ وهو التهاب بكتيري يصيب الغشاء المحيط بالنخاع الشوكي والدماغ، ومن أعراضه الحمى، وتصلّب الرقبة، والارتباك، ويمكن القول إنّ هناك علامات تظهر على الأطفال الصغار بالعمر تدل على الإصابة به كالخمول أو الانفعالات التي يصعب التحكم بها، من الجدير بالذكر أنّ عدم علاج هذه الحالة بوقت مبكر قد يؤدي إلى حدوث تلف الدماغ (بالإنجليزية: Brain damage).
- ضربة الرأس: يتسبّب تعرض الطفل للكدمات أو الرضوض على منطقة الرأس بحدوث صداعٍ بشكلٍ عام، وبالرغم من أنّ معظم الإصابات عادةً تعتبر طفيفة ولا تستدعي القلق، إلا أنه يجدر طلب المساعدة الطبية الفورية في حال سقوط الطفل على رأسه بقوّة، أو تعرضه لإصابة قوية في رأسه، أو في حال تفاقم الألم سوءًا بعد التعرض لأي إصابة في الرأس.
- الأدوية: يحدث الصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound Headaches) نتيجة الإفراط في استخدام مسكنات الألم بجرعات عالية، وغالبًا ما تكون تلك التي تُصرف بدون وصفة طبية، ومن الجدير بالذكر أن بعض أنواع هذه المسكنات تحتوي على مادة الكافيين (بالإنجليزية: Caffiene) والتي يُعتقد أنّ لها دور في حدوث الصداع، كما قد تسبب الستيرويدات القشرية (بالإنجليزية: Corticosteroids)، ومضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants) حدوث الصداع.
- الصداع المرتبط بصعوبة الرؤية: في الحقيقة تسبب صعوبة الرؤية التي تستدعي الشد على العينين وبذل الجهد لرؤية لوح الكتابة بوضوح؛ ألماً في العينين، لكن أحياناً ينتج عن هذا صداعاً آخراً يسمى صداع التقبّض العضلي (بالإنجليزية: Muscle contraction headache). ويمكن القول أنّه في بعض الأحيان يساعد ارتداء النظارات الطبية على حل مشكلة الصداع غير المرتبطة بألم العينين، ولكن ليس دائماً.
- مشاكل في الدماغ: من الجيد القول إنّه من النادر حدوث مثل هذا النوع من المشاكل لدى الأطفال؛ وقد يحدث هذا النوع من الصداع نتيجة لسبب عضوي في الدماغ؛ كوجود اختلال في تركيبٍ بُنية الدّماغ بسبب حالة صحية أو مرضٍ ما، كالإصابة بورم دماغي (بالإنجليزية: Brain tumor)، أو الخرّاج (بالإنجليزية: Abscess)، أو نزيف داخل الدماغ، حيث تؤثرهذه المشاكل على الدماغ بزيادة الضغط على مناطق معينه فيه، مما يسبب حدوث آلام الرأس المزمنة التي تسوء مع الوقت، يصاحب هذه المشاكل عادةً أعراضًا أخرى؛ كمشاكل في الرؤية، والإصابة بالدوار، وفقدان التناسق العضلي (بالإنجليزية :Lack of coordination).
عوامل الخطورة
في الحقيقة يكون الصداع أكثر حدوثاً عند من تتجاوز أعمارهم العشر سنوات، وتجدر الإشارة إلى عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية حدوث الصداع عند الأطفال، منها:
- وجود تاريخ عائلي للمعاناة من الصداع، خاصة في حالة صداع الشقيقة إذ إن هذا النوع من الصداع وراثيّ في العادة.
- الفتيات بعد وصول سن البلوغ تزداد احتمالية إصابتهم بالصداع.
- المراهقون الأكبر سنًّا.
- بعض الأطعمة والمشروبات؛ كالأطعمة المحتوية على مادة النترات (بالإنجليزية: Nitrates) كمادة حافظة، والتي تضاف غالباً إلى اللحوم المعالجة؛ كاللحم المقدد، والنقانق، بالإضافة إلى مادة غلوتامات أحادي الصوديوم MSG (بالإنجليزية: Mono-sodium glutamate)، وكذلك المواد المحتوية على الكافيين، كالمياه الغازية، والشوكولاتة، والقهوة، والشاي.
- مشاعر التوتر والقلق نتيجة وجود مشاكل مع الأهل أو الأصحاب أو المدرّسين.
- العوامل البيئية كتغيرات الطقس، والأصوات العالية، والعطور، والإضاءة القوية فكلها تحفز حدوث الصداع.
نصائح للوقاية من الصداع عند الأطفال
يمكن اتباع العديد من الممارسات للوقاية من الصداع أو التقليل من شدته عند الأطفال، ويمكن بيان هذه الممارسات فيما يأتي:
- الابتعاد عن المسببات: في الحقيقة إنّ الخطوة الأولى لمنع مشكلة الصداع والوقاية منه تكون عن طريق معرفة مسبباته وتجنبها، كما هو الحال عند حدوث تغيير في نمط الحياة.
- ممارسة عادات صحية: ممارسة العادات الصحية لتحسين نمط الحياة تساعد على الوقاية من حدوث الصداع، كأخذ قسط كافٍ من النوم، والنشاط البدني، وتناول الأكل الصحي ، وشرب 4 إلى 8 كاسات من الماء يومياً، والامتناع عن تناول الكافيين.
- تقليل الإجهاد: قد يزيد الإجهاد والقلق عند الأطفال في عمر المدرسة نتيجة كثرة الانشغال بالواجبات المدرسية، والتفكير بالمهام التي يتوجّب إنجازها، وقد يؤدي ذلك إلى تكرار حدوث الصداع، لذا يتوجب الانتباه لما قد يسبب الإجهاد لدى الطفل، من ضغط أداء الواجبات المدرسية، أو وجود علاقة متوترة مع الزملاء، وإن تبين أن الصداع لدى الطفل بسبب حالة من القلق أو الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression) فيمكن استشارة مختص بالأمور النفسية إن لزم الأمر.
- الاحتفاظ بمذكرة خاصة بالصداع: تساعد إنشاء المذكرة على تدوين أمور مهمة عن طبيعة الصداع الذي يصيب الطفل، كمعرفة مسبباته، وموعد ظهوره، ومدى استمراريته، والطريقة الفعالة للتخلص منه إن وجدت، ويمكن تسجيل استجابة الطفل لأي أدوية قام بتناولها أيضاً، وبذلك تفيد كتابة الملاحظات المتعلقة بتفاصيل حدوث الصداع عند الطفل بفهم الأعراض التي تصيبه مع مرور الوقت، وبالتالي اتباع طرق محددة للوقاية منه أو منع حدوثه.
- الالتزام بتعليمات الطبيب: قد يلجأ الطبيب لوصف الأدوية الوقائية (بالإنجليزية: Preventive medications) في حال كان الصداع شديدًا ومتكررًا بشكل يومي، بحيث يمنع الطفل من ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعيّ، ومن هذه الأدوية: مضادةاتالاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants medications)، والأدوية المضادة للنوبات العصبيّة (بالإنجليزية: Anti-seizure medications)؛ إذ قد تقلّل هذه الأدوية من تكرار الصداع وشدّته.