ما هو نعيم الجنة
النظر إلى وجه الله تعالى
يُعد النّظر إلى وجه الله -تعالى- من أعلى وأكرم النّعم، و أعظم جزاء يثاب به المؤمن يوم القيامة ، وقد فسّر رسولنا الكريم (الزيادة) الواردة في الآيات الكريمة في قول الله -تعالى-: (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)، بأنّها متمثّلة في النّظر في وجهه -تعالى- الكريم، فينسى المسلم كل نعيم قد رآه في الجنّة حينما يرى الله -تعالى-.
صحّ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا دخلَ أَهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ نادى منادٍ: يا أَهلَ الجنَّةِ إنَّ لَكُم عندَ اللَّهِ موعِدًا يريدُ أن يُنجزَكموه فيقولون: ما هو؟ ألم يبيِّضْ وجوهَنا ويثقِّل موازينَنا ويُدخِلْنا الجنَّةَ ويُجِرْنا من النَّار؛ قال فيَكشفُ الحجابَ فينظرونَ إليْهِ فما أعطاهم شيئًا أحبَّ إليْهم من النَّظرِ إليْهِ وَهيَ الزِّيادةُ).
أبدية الجنة ودوام نعيمها
ثبت في أبديّة نعيم الجنّة حديث عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يُدْخِلُ اللَّهُ أهْلَ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، ويُدْخِلُ أهْلَ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بيْنَهُمْ فيَقولُ: يا أهْلَ الجَنَّةِ لا مَوْتَ، ويا أهْلَ النَّارِلا مَوْتَ، كُلٌّ خالِدٌ فِيما هو فِيهِ)، فنعيمها لا يفنى، ولا ينقطع، دائم أبد الآبدين، ويجب على المسلم التّصديق الجازم بأبديّة الجنة ونعيمها فلا موت فيها.
أطعمة الجنة وأشربتها
كان صحابةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متشوّقون للجنّة ونعيمها، فكانوا يسألون عن كل تفصيلة فيها، فهذا عبد الله بن سلام يسأل رسول الله عن أوّل طعامٍ يأكله أهل الجنّة، فيُجيبه بكبدِ الحوت، وبعدئذٍ يكون غداؤهم من أشهى المأكولات، وشرابهم يكون من عين السلسبيل، ولهم ما لذّ وطاب من أنهار اللّبن والخمر والعسل، والرحيق المختوم.
ثياب الجنة
ورد في القرآن الكريم أوصاف لباس أهل الجنّة، قال -تعالى-: (وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا)، وقال -تعالى-: (يحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ)، فلباس أهل الجنّة يكون من أفخر أنوع الثياب؛ كالحرير، وتكون زينتهم الفضة والذهب واللؤلؤ، وملابسهم من أزهى الألوان، قال -تعالى-: (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ).
ريح الجنة
ريحُ الجنّة يأتِ على نوعين؛ نوع تشمّه الأرواح أحيانًا و لا يدركه العباد، وريح تشمّه الحواس و يدركه أهل الجنّة جميعهم، وهذا الأمر متعلّق بالجنة، أمّا في الحياة الدنيا فريح الجنّة لا يُدركها إلا من شاء الله من الأنبياء والرسل. عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن قَتَلَ نَفْسًا مُعاهَدًا لَمْ يَرِحْ رائِحَةَ الجَنَّةِ، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ أرْبَعِينَ عامًا).
قصور الجنة
أخبر الله تعالى- عباده بأنّ لهم قصوراً شاهقة، يعلوها غرف مبنيّة بإحكام، مجهّزة لمن أطعم الطعام، وصام رمضان، وأفشى السلام، وقام الليل، قال -تعالى-: (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ الله لا يُخْلِفُ الله الْمِيعَادَ).
خدم الجنة
ورد في القرآن الكريم العديد من الأدلّة على من يقوم بخدمة أهل الجنة؛ فيقومون بتقديم شراب الجنّة ونحو ذلك، قال -تعالى-: (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ).
شجر الجنة وبساتينها
خلق الله -تعالى- من الأشجارِ والثمارِ والبساتينِ ما تتزيّن به الجنّة، ومن هذه الأشجار؛ شجر النَبق، وشجر النبق ما يُميّزها في الجنّة أنّ شوكها منزوع، وهناك أنواعٌ كثيرةٌ من الفواكة؛ كالنخلِ والرمّانِ، وقال العلماء بتخصيصهما؛ لأنّ الإنسان يعرفهما، وشجرة طوبى مثلاً هي شجرةٌ يُسار في ظلّها مسيرة مئة عام.