ما هو مرض اليد-القدم-الفم
مرض اليد والقدم والفم
يُعدّ مرض اليد والقدم والفم (بالإنجليزية: Hand, foot and mouth disease) أحد الأمراض الفيروسيّة شديدة العدوى، وتحدث الإصابة بهذا المرض نتيجة العدوى بأحد الفيروسات المعويّة (بالإنجليزية: Enterovirus)، أهمّها فيروس كوكساكي (بالإنجليزية: Coxsackievirus)، وعلى الرغم من أنّ هذا المرض يمكن أن يصيب الأشخاص من جميع الفئات العمريّة المختلفة إلّا أنّ الإصابة به تكون أكثر شيوعاً لدى الأطفال تحت سن الخامسة من العُمُر، وينتقل الفيروس المسبب للمرض من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر مع الشخص المصاب، أو من خلال ملامسة أحد إفرازات جسم المصاب المختلفة كإفرازات الجهاز التنفسيّ ، ويتميّز هذا المرض بظهور طفح جلديّ على اليدين والقدمين، وظهور تقرحات أو بثور في الفم لدى الشخص المصاب، ولا تحتاج معظم حالات الإصابة بالمرض للعلاج وتزول من تلقاء نفسها خلال مدّة تتراوح بين 7-14 يوم.
أعراض مرض اليد والقدم والفم
تبدأ أول أعراض الإصابة بمرض اليد والقدم والفم خلال مدّة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أيام من انتقال العدوى، وغالباً ما تكون الإصابة بالحمّى هي أول الأعراض الظاهرة للإصابة بالمرض، وقد يُصاب بعدها المريض بالتهاب الحلق، وفقدان الشهيّة ، والشعور بالتوعّك، وتحتاج باقي الأعراض إلى مدّة قد تصل إلى يومين للظهور وتتمثل بطفح جلديّ على القدمين، واليدين، وراحة اليدين، وباطن القدمين، والمؤخرة في بعض الحالات، وتقرحات مؤلمة في مقدمة الفم أو الحلق، كما يمكن أن تظهر التقرحات على اللسان، واللثة، وقد يصاحب الإصابة بالمرض عند الاطفال تهيّج الطفل، ومن الجدير بالذكر أنّ ظهور التقرحات في مؤخرة فم الطفل أو حلقه، ومصاحبتها للإصابة بالحمّى بشكلٍ مفاجئ قد يدلّ على الإصابة بمرض فيروسيّ يُعرَف بالخناق الحلائي (بالإنجلزية: Herpangina)، ولا تحتاج معظم حالات الإصابة بمرض اليد القدم الفم للعلاج كما ذُكر سابقاً، وتزول خلال عدّة أيام، ولكن تجدر مراجعة الطبيب في حال عدم قدرة الطفل على شرب السوائل، أو في حال ازدياد سوء الأعراض خلال عدّة أيام.
مضاعفات مرض اليد والقدم والفم
يُعدّ حدوث المضاعفات الصحيّة الناتجة عن الإصابة بمرض اليد والقدم والفم من الحالات النادرة، وتُعدّ الإصابة بالجفاف أكثر المضاعفات الشائعة، حيثُ إنّ التقرحات التي تظهر في الفم والحلق قد تؤدي إلى الشعور بالألم وصعوبة البلع ، لذلك يجب الحرص على مراقبة شرب الطفل للماء لمنع حدوث الجفاف، كما قد يؤدي حكّ الطفح الجلديّ والتقرحات إلى الإصابة بأنواع أخرى من العدوى، كما يمكن أن تؤدي الإصابة بهذا المرض عند المرأة الحامل والناتج عن نوع محدّد من الفيروسات وهو فيروس كوكساكي إلى حدوث تشوهات خلقيّة لدى الجنين حيثُ تمّ ربط الإصابة بهذا الفيروس ببعض المشاكل القلبيّة لدى الأطفال، وعلى الرغم من ذلك فإنّ هذه الحالة تُعدّ من الحالات النادرة جداً بسبب صعوبة قدرة الفيروس على عبور المشيمة ، كما يمكن أن تكون الإصابة بمرض اليد والقدم والفم مصحوبة ببعض المضاعفات الصحيّة الأخرى في بعض الحالات النادرة، نذكر منها ما يلي:
- الشلل الرخو الحاد: (بالإنجليزية: Acute flaccid paralysis)، ويتمثل بضعف عضلات الجهاز التنفسيّ، وضعف القدرة على البلع.
- التهاب السحايا: (بالإنجليزية: Meningitis) وهو التهاب يصيب السائل النخاعيّ، والأنسجة المحيطة بالحبل الشوكيّ ، والدماغ، والمعروفة بالسحايا .
- التهاب الدماغ: (بالإنجليزية: Encephalitis) وتُعتَبر من الحالات الصحيّة النادرة الخطيرة والمهدّدة للحياة.
الوقاية من مرض اليد والقدم والفم
يمكن التقليل من فرصة الإصابة بمرض اليد والقدم والفم من خلال اتّخاذ بعض الإجراءات الوقائيّة، ومنها ما يلي:
- غسل اليدين، والعناية الشخصيّة: يجب الحرص على غسل اليدين جيداً باستخدام الماء والصابون، أو استخدام معقمات اليدين التي تحتوي على الكحول في حال عدم توفّر الماء والصابون، خصوصاً قبل الأكل، وبعد استخدام المرحاض، وبعد تغيير حفاضات الأطفال.
- تنظيف الأماكن العامّة: يجب الحرص على تنظيف الأماكن العامّة باستمرار، وتنظيف الأدوات التي يتمّ استخدامها من قِبَل عدّة أشخاص حيثُ إنّ الفيروس الناقل للمرض قد يبقى على الأسطح لعدّة أيام متواصلة، كما ويجب الحرص على غسل لهاية الأطفال باستمرار.
- تعليم الأطفال المحافظة على النظافة: يجب تعليم الأطفال الطرق الصحيحة للنظافة، وتوعيتهم حول خطورة وضع أصابعهم أو أيديهم، أو أيّ من الأشياء الغريبة داخل فمهم.
- عزل الأشخاص المصابين: يُعدّ مرض اليد والقدم والفم من الأمراض شديدة العدوى، لذلك يجب عزل الأشخاص المصابين بالمرض خلال فترة ظهور الأعراض، كما يجب تجنّب الذهاب إلى العمل، أو إرسال الطفل إلى المدرسة أثناء الإصابة بالمرض حتى زوال الأعراض.
علاج مرض اليد والقدم والفم
لا تحتاج معظم حالات الإصابة بمرض اليد والقدم والفم للعلاج، ويتمّ الشفاء من المرض خلال مّدة تتراوح بين 7-10 أيام في معظم الحالات، ويوجد بعض الإجراءات المنزليّة، وبعض الأدوية التي يمكن أخذها للمساعدة على تخفيف الأعراض المصاحبة للمرض، نذكر منها ما يلي:
- المضمضة باستخدام الماء الدافئ والملح، للتخفيف من ألم البثور والتقرّحات في الفم والحلق، ويمكن القيام بذلك عدّة مرات في اليوم، أو عند الحاجة.
- تناول المشروبات الباردة، والعصائر، والمثلجات.
- تجنّب تناول الحمضيّات، وعصائر الفواكه، والمشروبات الغازيّة.
- استخدام بعض أنواع الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبيّة، مثل المراهم الموضعيّة للمساعدة على التخلّص من الطفح الجلديّ، والبثور.
- تناول الأدوية المسكّنة للألم، مثل دواء الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، ودواء الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
- تناول الأدوية التي تساعد على التخلّص من التهاب الحلق .