ما هو مرض الأنيميا
الأنيميا
الأنيميا أو كما يعرف أيضاً بفقر الدم هو أحد الأمراض المنتشرة بشكلٍ كبيرٍ في العالم والتي قد تحدث لعددٍ كبيرٍ من الأسباب، إلّا أنّها قد تسبب أضراراً ومضاعفاتٍ كثيرةٍ جداً تمنع المريض عن ممارسة نشاطاته اليوم بشكلٍ طبيعي.
الأنيميا هي أحد الحالات المرضية التي تكون فيها خلايا الدم الحمراء أقلّ من الحدّ الكافي للجسم ليقوم بوظائفه المختلفة، فخلايا الدم الحمراء هي أحد الخلايا الموجودة في الدم والمسؤولة عن حمل الأكسجين من الرئتين ونقله إلى مختلف أجزاء الجسم، ثمّ نقل ثاني أكسيد الكربون إلى الرئتين لطردها خارج الجسم، وعند عدم وجود كميةٍ كافيةٍ من هذه الخلايا تصبح كمية الأكسجين الواصلة إلى الجسم أقلّ من مقدار حاجته وهو ما يؤثر على وظائفه بشكلٍ عام.
أسباب الأنيميا
تتكون خلايا الدم الحمراء من الهيموجلوبين وهو أحد البروتينات التي تحتوي على الحديد، ويكون الهيموجلوبين أحمر اللون ممّا يؤدي إلى ظهور الدم بلونه الأحمر، ويتمّ إنتاج خلايا الدمّ الحمراء في العادة في نخاع العظم الموجود في تجويفات العظام الكبيرة في جسم الإنسان، وينتج فقر الدم في العادة عن وجود خلل في تصنيع خلايا الدم الحمراء.
ينتج فقر الدم عن نقص الحديد في الجسم أو نقص بعض الفيتامينات الأخرى، فيحتاج الجسم إلى حمض الفوليك وفيتامين ب12 من أجل إنتاج خلايا الدم الحمراء، ونقص أيّ من هذه المعادن أو الفيتامينات يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على إنتاج خلايا الدم الحمراء.
قد يحدث أيضاً فقر الدم نتيجةً لأمراضٍ أخرى كالإيدز أو النقرس أو الفشل الكلوي أو غيرها، أو نتيجة مرضٍ في نخاع العظم وعدم قدرته على إنتاج خلايا الدم الحمراء، وبينما يكون النوع الأخير نادراً جداً إلّا أنّه يشكل خطورةً كبيرةً على حياة الإنسان، أو قد يكون فقر الدم وراثياً كما في فقر الدم المنجلي أو نتيجة أمراضٍ أخرى كالثلاسيميا.
أعراض ومضاعفات الأنيميا
تكون أعراض الأنيميا في العادة ناتجةً عن عدم وصول الأكسجين بشكلٍ كافٍ إلى أنحاء الجسم وخاصةً الدماغ والقلب، فيشعر المصاب بالتعب والبرد والصداع والدوار وأوجاع الصدر وضيق التنفس وتسارع وعدم انتظام في نبضات القلب، وتكون أعراض الأنيميا في البداية قليلة وخفيفةً في العادة، إلّا أنّها تتفاقم بشكلٍ كبيرٍ بمراحله المتقدمة فتسبب التعب الشديد وقد تؤدي إلى الوفاة إنّ لم تتم معالجته، كما أن بعض أنواع فقر الدم تنتقل بالوراثة.
الوقاية والعلاج من الأنيميا
من المهم اتباع نظامٍ غذائيٍّ يحتوي على الحديد وفيتامين ب12 وفيتامين ج وحمض الفوليك من أجل الحفاظ على إنتاج خلايا الدم الحمراء بالشكل الصحيح، وبهذا يمكن للإنسان تجنب فقر الدم الناتج عن نقص الفيتامينات، كما أنّه من المهم فحص الدم بشكلٍ دوريٍّ من أجل التأكد من عدم وجوده والتأكد من علاجه في مراحله المتقدمة في حال حصوله.
أمّا لعلاج فقر الدم فيختلف العلاج باختلاف المسبب، ففي حال فقر الدم الناتج عن نقص الفيتامينات أو الحديد، يتمّ إعطاء مكملاتٍ للحديد أو حقنٍ من أجل الفيتامينات واتباع نظامٍ غذائيٍّ سليم، وأمّا حالات فقر الدم الأخرى فتختلف فلا يوجد علاجٌ معينٌ لفقر الدم عند ارتباطه بأمراضٍ مزمنةٍ كالإيدز على سبيل المثال.
أمّا فقر الدم الناتج عن بعض الأمراض الأخرى فتختلف باختلاف المرض، فقد يقوم البعض بزراعة نخاع العظم في حال فقر الدم الناتج عن مرض في نخاع العظم أو إعطاء الدم وريدياً كما في حالة فقر الدم اللاتنسجي من أجل رفع مستوى الدم في الجسم.
لهذا ينصح عند تشخيص فقر الدم أو الشعور بأعراضه مراجعة الطبيب فوراً وعمل الفحوصات المطلوبة بحيث يقوم الطبيب بتحديد طريقة العلاج الأفضل بحسب المسبب وحالة المريض.