ما هو لهو الحديث
معنى اللهو لغة واصطلاحا
عرّف العلماء اللغو لغة واصطلاحاً بما يأتي:
- اللهو لغة
"مَا لَعِبْتَ بِهِ وَشَغَلَكَ مِنْ هَوًى وَطَرَبٍ وَنَحْوِهِمَا، والترويح عن النفس بما لا تقتضيه الحكمة، وألهاه شغله".
- اللهو اصطلاحاً
"هو الشيء الذي يتلذذ به الإنسان فيلهيه، ثم ينقضي عرفه بعضهم بقوله: اللَّهْوُ كُل بَاطِلٍ أَلْهَى عَنِ الْخَيْرِ وَعَمَّا يُعْنَى".
لهو الحديث في القرآن الكريم
أقوال الإنسان أقسام: حق ثابت، وباطل زاهق، وبينهما لغوٌ ولهو في الكلام، وقد ذكر الله تعالى لهو الحديث في كتابه العزيز حيث قال: ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ).
وهذا اللهو يسبب الإضلال و الابتعاد عن سببي الخلق؛ وهما الاستخلاف و العبودية لله وحده، لذا سنشرع في بيان معاني هذه الآية الكريمة،
وانطلاقا من هذه الآية الكريمة التي تبين حال لَهوِ بعض الناس من كونه يريد الضلال، فقد اهتم المفسرون منذ زمن الصحابة -رضوان الله عليهم- إلى ما بعدهم في بيان معنى هذا اللهو، وقد ذكروا لها عدة معان، منها ما يأتي:
- الغناء و أشباهه.
- الاستماع إلى الغناء .
- الطبل.
- الشرك.
- كلَّ ما كان من الحديث ملهياً عن سبيل الله.
- اختيار حديثَ الباطل على حديث الحق، وما يضرّ على ما ينفع.
سبب نزول الآية
سبب نزول الآية الكريمة: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)، هو ما ذكره المفسّرون:
- السبب الأول: "أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ، كَانَ يَجْلِسُ بِمَكَّةَ، فَإِذَا قَالَتْ قُرَيْشٌ: إنَّ مُحَمَّدًا قَالَ كَذَا وَكَذَا ضَحِكَ مِنْهُ، وَحَدَّثَهُمْ بِأَحَادِيثَ مُلُوكِ الْفُرْسِ، وَيَقُولُ: حَدِيثِي هَذَا أَحْسَنُ مِنْ قُرْآنِ مُحَمَّدٍ".
- السبب الثَّانِي: "أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ اشْتَرَى جَارِيَةً مُغَنِّيَةً، فَشُغِلَ النَّاسُ بِلَهْوِهَا عَنْ اسْتِمَاعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
تفسير الآية الكريمة
بعد أن بيَّنا معنى كلمة لَهوٍ وسبب نزول الآية في كلام المفسرين، نذكر الآن معنى الآية عندهم؛ فقد ذكروا في تفسيرها: "والمراد بالاشتراء هاهنا استبدال الشيء من غيره، وكذلك البيع للشيء يكون بمعنى استبدال غيره منه. فكأنّ المذموم بهذا الكلام استبدال لهو الحديث من سماع القرآن والتأدب بآدابه والتعلق بأسبابه".
ومجمل ما قيل أن من الناس من يترك اتباع الحق ويستبدل به أنواع من الباطل؛ مثل الغناء، والمغنيات، أو آلات اللهو، أو الشرك ، أو أي شيء يلهيه عن قبول الحق أو عن الطاعات عموماً،
فهو بذلك تارك لاتباع الحق متبع للهوى والباطل، وهو بذلك يبتعد ويضل عن دين الله تعالى، ومن كان هذا حاله من البعد والاستهزاء سيذوق عذابا أليما في في الآخرة.