ما المقصود بالروح في سورة القدر
المقصود بالروح في سورة القدر
إنَّ المراد بلفظ الرُّوح الوارد في الآية السَّابقة هو جبريل -عليه السلام-، وهو ما قد ذهب إليه جمهور المفسرين، وقد شرَّف الله -تعالى- ليلة القدر ببدء نزول القرآن الكريم فيها، حيث قال الله -تعالى- في سورة القدر : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، وليس ذلك فحسب، بل خصَّها الله -تعالى- بعدَّة أمورٍ منها ما يأتي:
- جعل الله -تعالى- العبادة في ليلة القدر خيرٌ من عبادة ألف شهرٍ، وهو ما يعادل العبادة لقرابة الثلاث والثمانين سنةً وأربعة أشهرٍ، حيث قال الله -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
- جعل الله -تعالى- في ليلة القدر سلامٌ من العذاب، والعقاب، ومن كلِّ سوءٍ حتى يطلع الفجر؛ وذلك لما يقوم به العبد فيها من طاعة الله -تعالى-، حيث قال الله -تعالى-: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
- جعل الله -تعالى- ليلة القدر يعمُّ فيها الخير، والبركة، والرَّحمة؛ لكثرة الملائكة التي تنزل فيها، حيث قال الله -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ). وتجدر الإشارة إلى ثلاثة أمور:
- أوَّلها: إنَّ نزول الملائكة في ليلة القدر يكون إلى السَّماء الدُّنيا، وقيل إلى الأرض.
- ثانيها: إنَّ سبب نزول الملائكة في ليلة القدر يكون للصَّلاة والسَّلام على كلِّ عبدٍ قائماً يدعو الله -تعالى- ويذكره.
معلومات حول جبريل عليه السلام
صفات جبريل عليه السلام
وصف الله -تعالى- جبريل -عليه السلام- بالعديد من الصِّفات ، ومنها ما يأتي:
- كون جبريل -عليه السلام- رسولا لله -تعالى- لقول الله -تعالى-: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ).
- كون جبريل -عليه السلام- ذا قوةٍ وبطشٍ، في الحفظ والأداء وطاعة الله -تعالى-، لقول الله -تعالى-: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى).
- كون جبريل -عليه السلام- ذا مكانةٍ ومنزلةٍ رفيعةٍ عند الله -تعالى-، لقوله -تعالى-: (عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ).
- كون جبريل -عليه السلام- مطاعاً بين الملائكة؛ لكونه من السَّادة الأشراف، لقول الله -تعالى-: (مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ).
- كون جبريل -عليه السلام- أميناً على وحي الله -تعالى- ورسالته ، فلا خيانة تُنسب إليه ولا زلل، لقول الله -تعالى-: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ).
عِظم خلق جبريل عليه السلام
ثبت في القرآن الكريم أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد رأى جبريل -عليه السلام- في صورته الملائكيَّة التي خُلِق عليها مرتين، وذلك في قول الله -تعالى-: (وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ)، وفي قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى).
وقد وصف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- جبريل -عليه السلام- بأنَّه عظيم الخلقة وذلك بقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّما هو جِبْرِيلُ، لَمْ أرَهُ علَى صُورَتِهِ الَّتي خُلِقَ عليها غيرَ هاتَيْنِ المَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّماءِ سادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ ما بيْنَ السَّماءِ إلى الأرْضِ)، كما كان -عليه السَّلام- في حلَّةٍ خضراء من رفرف، وله ستمئة جناحٍ تتناثر منها الدُّرر والياقوت، وكلُّ جناحٍ منها كفيلٌ بسدِّ الأفق.
مواطن ورود الروح في القرآن الكريم
الآيات التي ذكرت الروح قاصدةً جبريل -عليه السلام- هي:
- قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ).
- قوله -تعالى-: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّـهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ).
- قوله -تعالى-: (إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ).
- قوله -تعالى-: (قُل نَزَّلَهُ روحُ القُدُسِ مِن رَبِّكَ بِالحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذينَ آمَنوا وَهُدًى وَبُشرى لِلمُسلِمينَ).
- قوله -تعالى-: (فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا).
- قوله -تعالى-: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ).
- قوله -تعالى-: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ).
- قوله -تعالى-: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـنُ وَقَالَ صَوَابًا).
- قوله -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).