ما هو لقب الرسول
ما هو لقب الرسول صلى الله عليه وسلم
لقب الرسول قبل البعثة
لُقّب النبي -عليه الصلاة والسلام- في الجاهليّة بالأمين والصادق، وشهد له بذلك أعداؤه، وذلك لأن الله -تعالى- كمّل له صفات الفضل والشرف، لقوله -سبحانه-: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وقال القُرطُبيّ في تفسير قوله -تعالى-: (وخَتَم عَلى سَمْعِهِ وقلْبِهِ)، إنّ المقصود هنا أبو جهل عندما قال للوليد بن المُغيرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في صباه أنه الصادق الأمين.
وذلك لِما اتّصف به من السلوك القويم، واتباعه لمواضع الحمد والعفّة، حتى لقّبه الجميع بالصادق الأمين، وكُل ذلك لِما رأوا فيه من صفاء نيّته وسُلوكه، وصدق أفعاله وتصرُّفاته، فالأمانة من الصفات التي يطمئنُّ الإنسان لصاحِبِها، ويأمنُ الناسُ لسانَه ويدَه، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- بأمانته جمع خِصال المروءة والرُجولة، وهو الوحيد الذي أُطلق عليه لقب الأمين في قُريش ، وبإجماع الجميع.
لقب الرسول بعد النبوة
لُقّب النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد مبعثه بِالنبي الأُمّيّ؛ ولم يُلقّب نبيٌ غيره بهذا اللقب، أو عُرِفَ به، ولُقِّب بِالأُمّيّ نسبةً إلى أُمّته العرب؛ لأنها لم تكن تعرف الكتابة أو القِراءة، وقيل نسبةً إلى الأُمّ؛ لأن القراءة والكتابة من شؤون الرِجال وليست من شؤون النساء ، فيكون النبي -عليه الصلاة والسلام- باقياً على الحالة التي وُلد بها من أُمّه من عدم القِراءة والكِتابة.
وورد هذا اللقب في قوله -تعالى-: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ)، وفسّرها ابن عباس بقوله: إن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان أُمّيّاً لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب، وقال الراغب الأصفهاني: إنّ ذلك مِيزةً للنبي -عليه الصلاة والسلام- لقوّة حفظه، واستغنائه بذلك عن القِراءة والكِتابة، لقوله -تعالى-: (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى).
ولُقّب النبي -عليه الصلاة والسلام- بألقابٍ أُخرى، كالمُدثّر، لقوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)، وذلك عندما فَتَر الوحي، ثُم رآه النبي -عليه الصلاة والسلام- جالساً على كُرسيٍّ بين السماء والأرض، فخاف منه، وقال: (زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَدَثَّرُوهُ)، فأنزل الله -تعالى- بداية سورة المُدثر.
ولُقّب كذلك بِالمُجتبَى؛ إذ أنعم الله -تعالى- عليه بأن شرح صدره، ووضع عنه وزره، وجعله خاتم الأنبياء، وجعل أُمّته خير الأُمم وأولها، وغير ذلك، ولُقّب أيضاً بالشاهِد، والمُبشّر، والنّذير، والمُبين، والداعي إلى الله -تعالى-، والسِراج المُنير، لقوله -تعالى-: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً)، ولُقّب بالمذكِّر، والرحمة، والنعمة، والهادي، والشهيد، والأمين، والمُزّمّل، والرؤوف، والرحيم ، ومُحمّد، وأحمدَ، والمقفِّي، ونبي المَرحمَة، ونبي التوبة، والفاتح، والمتوكّل، والمُصطفى، والرّسول، والقُثَم؛ أي المعطاء، والضحوك؛ لطيبته.
أسماء الرسول
للنبي -عليه الصلاة والسلام- العديد من الأسماء ، وهي على قسمين؛ الأول: اسمٌ خاصٌّ بالنبي -عليه الصلاة والسلام- لا يُشاركُه فيه أحد من الرسل؛ كمحمد، وأحمد، والحاشر، والعاقب، والمقفّي، والثاني: اسمٌ قد يُشاركُه في أصلِ المعنى غيرَه من الرسل ويبقى للنبي -عليه الصلاة والسلام - كمالُ المعنى؛ كنبيّ الله، ورسوله، والنّذير، والمبشّر، وغيرها من الأسماء، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ لي أسْماءً، أنا مُحَمَّدٌ، وأنا أحْمَدُ، وأنا الماحِي الذي يَمْحُو اللَّهُ بيَ الكُفْرَ، وأنا الحاشِرُ الذي يُحْشَرُ النَّاسُ علَى قَدَمَيَّ، وأنا العاقِبُ الذي ليسَ بَعْدَهُ أحَدٌ، وقدْ سَمَّاهُ اللَّهُ رَؤُوفًا رَحِيمًا)، ومعنى هذه الأسماء فيما يأتي:
- الحاشر: الذي يُحشر الناس على قدمه أو عقبه، أي على نبوّته ورسالته، إذ لا نبيّ بعده، وقيل: لأنه يكون يوم القيامة أَمامهم وهم خلفه.
- العاقب: الذي يخلف من قبله بالخير، وقيل: لأنه آخر الأنبياء ولا نبي بعده، وخُتم بمسجده مساجد الأنبياء.
- الماحي: لأن الله -تعالى- يمحو به الكُفر، فقد بعثه الله -تعالى- في ظُلمات الكُفر، فأتى بالنور الساطع، وقيل: لأن الله -تعالى- يمحو به سيّئات من تبعه.
- مُحمّد: وهي صيغة مبالغة من الحمد، لِما وُصف به من الصفات المحمودة.
- أحمد: أي أنه أكثر الأنبياء حمداً، وقيل: إنه أحقّ الناس بالحمد.
وجاء عن جُبير، وابن سعد، والحاكم، والنوويّ، والقُرطبيّ، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- له أكثر من خمسة أسماء، وما جاء في بعض الأحاديث حصرها بخمسة أسماء هو من باب اختصاصه بها، وأنه لم يُسمَّ بها نبيٌ قبله، ونقل ابن العربيّ أن له ألف اسم.