ما هو كيس المبيض
كيس المبيض
يظهر ما يُعرف بكيس المبيض (بالإنجليزية: Ovarian Cyst) عند تكوّن حويصلة مملوءة بسائل أو مادة غازية أو شبه صلبة في غشاء رفيع داخل أحد المبيضين (بالإنجليزية: Ovaries)، وفي الحقيقة إنّ أغلب أكياس المبايض غير مؤذية، ولا تتسبب بمعاناة المرأة من أيّة مشاكل، ولكنّ هذا لا يمنع أنّ هناك حالات تكون فيها أكياس المبايض سبباً للإزعاج لدى المرأة ويُرافق وجودها ظهور عدد من الأعراض ويترتب على تكوّنها عدد من المضاعفات الصحية الخطيرة، ويجدر بيان أنّ النساء من مختلف الأعمار قد يُعانين من أكياس المبايض، ولكن تُعدّ النساء اللاتي في عمر الإنجاب الأكثر عُرضة للإصابة بهذه المشكلة الصحية، وقد بيّن أهل العلم والاختصاص أنّ أكياس المبايض تتفاوت في حجمها، وفي حال بلوغ القطر ما يزيد عن 5 سم فإنّ الكيس يحتاج إلى تدخل جراحيّ لإزالته، ومن الجدير بالذكر أنّ لأكياس المبيض نوعين أساسيين، أمّا النوع الأول فيُعرف بأكياس المبيض الوظيفية (بالإنجليزية: Functional Ovarian Cysts)، وهي الأكياس غير الضارة والتي تُعدّ جزءاً من الدورة الشهرية، وأمّا النوع الثاني فيُعرف بأكياس المبيض المرضية (بالإنجليزية: Pathological Ovarian Cysts)، وهذه الأكياس قد تكون بسيطة وغير مؤذية، وقد تكون خطيرة إلى حدّ كونها سرطانية.
أعراض وجود كيس المبيض
غالباً ما تظهر أعراض وجود كيس على المبيض في الحالات التي يكون فيها الكيس كبيراً في الحجم، أو تتسبب بمنع الدم من الوصول إلى المبايض، أو تعرّضها للانفجار، فمثل هذه الحالات تتسبب بظهور مجموعة من الأعراض والعلامات التي يمكن إجمال أهمّها فيما يأتي:
- الشعور بألم في الحوض، والذي يتراوح في شدته ما بين الخفيف والشديد، وقد يحدث الألم بشكلٍ تدريجيّ أو مفاجئ.
- الشعور بألم أثناء الجماع.
- مواجهة صعوبة في الإخراج.
- تكرار الحاجة للتبول .
- اضطرابات الدورة الشهرية ، وقد تتمثل هذه الاضطرابات بغزارة الطمث أو قلة الدم النازل خلال الطمث.
- انتفاخ البطن.
- الشعور بالامتلاء الشديد بعد تناول كمية قليلة من الطعام.
- صعوبة الحمل ، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ هذه المشكلة قليلة الحدوث.
عوامل خطر الإصابة بكيس المبيض
على الرغم من احتمالية معاناة أيّ امرأة من أكياس المبايض، إلا أنّ احتمالية المعاناة من أكياس المبايض ترتفع في الحالات الآتية:
- الإصابة بالانتباذ البطني الرحميّ: (بالإنجليزية: Endometriosis)، وتتمثل هذه الحالة بنمو بطانة الرحم خارجه، ويمكن تفسير تسبب هذه الحالة بزيادة خطر الإصابة بأكياس المبيض؛ أنّ جزء بطانة الرحم الذي انتبذ من موقعه انتقل ليصل إلى المبيض مُشكّلاً نموّاً زائداً عليه، وهذا ما يُكوّن كيس المبيض.
- المعاناة من عدوى الحوض الشديدة.
- الإصابة بأكياس المبايض من قبل.
- اضطرابات الهرمونات ، والتي غالباً ما تتمثل بالحالات التي تأخذ فيها المرأة الدواء المعروف بكلوميفين (بالإنجليزية: Clomiphene) لغرض تحفيز الإباضة.
- الحمل: فقد تبين أنّ هناك بعض الحالات التي يستمر فيها وجود كيس المبيض بعد ظهوره وقت الإباضة طوال مدة الحمل.
تشخيص الإصابة بكيس المبيض
في الحقيقة إنّ كثيراً من حالات الإصابة بأكياس المبايض تبقى دون تشخيص، وذلك لغياب الأعراض والعلامات، وفي ظل الحديث عن الحالات التي يغيب فيها ظهور الأعراض والعلامات يجدر بيان أنّ منها ما يُشخّص خلال فحص الحوض أو التصوير بالموجات فوق الصوتية الذي يُجرى لغرض الكشف عن مشاكل أخرى، وعلى أية حال يمكن القول إنّ تشخيص الإصابة بكيس المبيض يهدف إلى معرفة حجم الكيس، وشكله، ومحتواه سواءً كان سائلاً أو صلباً، ويمكن للطبيب المختص إجراء بعض الفحوصات التشخيصية التي تساعد على معرفة ذلك، منها التصوير بالموجات فوق الصوتية، وتنظير البطن (بالإنجليزية: Laparoscopy)، وفحوصات الدم، وفحص الحمل.
علاج كيس المبيض
يعتمد علاج أكياس المبايض على حجم الأكياس، ونوعها، وعمر المرأة المصابة، ومن الخيارات العلاجية الممكنة ما يأتي:
- العلاج بالمراقبة: يُلجأ إلى هذا الخيار العلاجي في الحالات التي تُظهر فيها الموجات فوق الصوتية أنّ كيس المبيض صغير الحجم ومملوء بالسوائل، وذلك بغض النظر عن عمر المرأة المصابة، ويقوم مبدأ هذا العلاج على مراقبة أكياس المبيض دون إجراء أيّ تدخل طبيّ، وذلك على أمل زوال الأكياس من تلقاء نفسها، ويجدر التنبيه إلى أنّ الطبيب المختص يتابع مثل هذه الحالات من خلال إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية لمراقبة الأكياس وفيما إن كان حجمها قد زاد.
- العلاج بالأدوية: غالباً ما يصرف الطبيب المختص موانع الحمل التي تُعطى عن طريق الفم للسيطرة على حالة أكياس المبايض، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ هذه الحبوب لا تُقلص حجم الأكياس الموجودة، وإنّما تكتفي بمنع عودة ظهورها من جديد.
- العلاج بالجراحة: يمكن اللجوء للخيارات الجراحية في حالات معينة، منها: أن يكون حجم أكياس المبيض كبيراً، أو أن تكون الأكياس مستمرة بالظهور لدورتين أو ثلاث دورات شهرية، أو أنّها تتسبب بشعور المرأة بالألم، أو أنّها لا تُشبه الأكياس الوظيفية، أو أنّها ظهرت بعد بلوغ المرأة سنّ اليأس ، أو أنّها تزداد في الحجم مع مرور الوقت، وعلى أية حال فإنّ مبدأ الجراحة قائم على الاستئصال بحسب حالة المرأة، فهناك بعض الحالات التي يتمّ فيها استئصال الكيس جراحياً دون الحاجة لاستئصال المبيض (بالإنجليزية: Oophorectomy)، وهناك بعض الحالات التي يتمّ فيها استئصال المبيض المتأثر، وأخيراً هناك حالات تستدعي استئصال المبيض والرحم وقنوات فالوب، وقد يتطلب الأمر العلاج بالإشعاع أو العلاج الكيماويّ.