ما هو علاج غازات القولون
غازات القولون
تُعدّ غازات القولون أمراً طبيعياً لدى جميع الناس، فهذه الغازات هي نتيجة عمل بكتيريا القولون اللاهوائيّة على تكسير بعض المواد الغذائيّة التي لا تتمكّن إنزيمات الهضم البشرية من التعامل معها، وعندما تصل هذه المواد الغذائيّة إلى الأمعاء الغليظة تقوم هذه البكتيريا باستعمالها من أجل إنتاح طاقة، وتنتج البكتيريا غازات كثيرة منها غاز الميثان، وغاز ثاني أكسيد الكربون، وغاز الكبريت، إضافةً إلى غازات نيتروجينية كثيرة، وفي ذات الوقت تُعطي البكتيريا البشر بعض المواد المفيدة مثل فيتامين K، كما لها دور مهم في العصارة الصفراوية، وتمنع أيضاً نموّ البكتيريا الضارّة في القولون.
عند حصول خللٍ في هذه العلاقة التساهمية، تحدث زيادة في كمية الغازات، والمشاكل المصحوبة معها من ألم في البطن، وانتفاخ، وفقدان الشهية، وغيرها الكثير من الأعراض.
أسباب زيادة الغازات والانتفاخ
أهمّ سبب للانتفاخ هو نوع الحمية الغذائية المتبعة من قبل المريض؛ حيث إنّ البقوليات، والطعام المقلي، والطعام كثير الدهون، وبعض أنواع الحبوب، والقهوة، والمحليات الصناعية الموجودة في العصائر التجارية، وكثرة تناول السلطات والخضار -حيث إنّ الألياف تعدّ مواد غير قابلة للهضم وتصل للقولون مما يؤدي إلى زيادة الغازات- ومنتجات الألبان خصوصاً الحليب تؤدّي إلى تَشكّل الغازات وحدوث الانتفاخ.
إضافةً إلى الأسباب الغذائيّة هناك بعض المَشاكل الطبيّة التي قد تؤدّي إلى حدوث انتفاخ وزيادة في الغازات، ومنها:.
- مرض القولون العصبي، وهو مرض شائع جداً لكن لا يُمكن تشخيصه إلا بعد استبعاد الكثير من الأمراض عن طريق الفحوصات المخبرية إضافة إلى التنظير، ومن أعراض هذا المرض ألم بطن مزمن مصحوب بانتفاخ، كما يكون مصحوباً بإسهال أو إمساك، وعادةً ما يقلّ الألم كثيراً بعد الذهاب إلى دورة المياه والتخلص من الفضلات.
- أمراض سوء الامتصاص وهي كثيرة، فمنها أمراض مناعيّة وأخرى بكتيرية، وقد تؤثّر على الأمعاء أو البنكرياس، وفي هذه الحالة تكون كميّات البراز كبيرة جداً ورائحتها كريهة، وقد تكون مصحوبةً بأعراض أخرى مثل: نقصان الوزن، ومشاكل العيون، ومشاكل جلدية.
يُمكن لبعض الأدوية التسبّب بانتفاخ البطن وزيادة الغازات، ومنها الكثير من المضادّات الحيوية وبعض المسكّنات
علاج غازات القولون
تكمن أولى خطوات العلاج الناجح في الالتزام بحمية غذائية متوازنة، وعدم الإكثار من تناول الأطعمة المدرجة أعلاه، إضافة إلى الإكثار من شرب الماء، وزيادة النشاط الحركي الذي يسهم في طرد الغازات من القولون، إضافةً إلى تخفيف الوزن، والابتعاد عن تناول أي أدوية دون وصفة طبيّة وخصوصاً المسكنات والمضادات الحيوية، كما وينصح بأكل وجبات صغيرة، ومضغ الطعام جيداً.
في حال كان الانتفاخ مصاحباً لمشكلة طبية مثل القولون العصبي أو أمراض سوء الامتصاص، يتمّ صرف علاجات مُناسبة، ممّا يؤدّي إلى تخفيف الأعراض ومنها الانتفاخ والغازات، ومن هذه العلاجات حبوب تُخفّف من المغص وتؤدّي إلى ارتخاء عضلات القولون الملساء مما يساعد على طرد الغازات، ومنها أيضاً حبوب تحتوي على بعض أنواع البكتيريا المفيدة فتساعد بذلك على إعادة توازن البيئة الميكروبيّة للقولون والتخفيف من الانتفاخ.