ما هو علاج روماتيزم القلب
علاج روماتيزم القلب
يُعرف روماتيزم القلب (بالإنجليزية: Rheumatic Heart Disease) بالتلف طويل الأمد (المزمن) الذي يصيب صمامات القلب نتيجة تعرّض القلب لنوبة أو أكثر من حمى الروماتيزم الحادة (بالإنجليزية: Acute Rheumatic Fever)، وتعدّ حمى الروماتيزم الحادّة مرضًا تُسببه البكتيريا العقدية من المجموعة (أ) (بالإنجليزية: Streptococcus A)، ويُشار إلى أنّ هذه البكتيريا في العادة لا تُسبب تلفًا في صمامات القلب، ولكنّ تركها دون علاج أو عدم علاجها بشكل كافٍ يُسبب هذا النوع من المضاعفات، مع العلم أنّها تُصيب الإنسان في العادة على شكل التهاب في الحلق أو حمى قرمزية (بالإنجليزية: Scarlet fever) وفي حال تسببها بتلف دائم في صمامات القلب فإنّها تُعرف بروماتيزم القلب، ويتمثل تلف الصمامات إمّا بتضيّقها أو تسريبها مع مرور الوقت.
وعلى الرغم من أنّ حمى الروماتيزم عادةً ما تصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-15 سنة، إلّا أنّ الإصابة بها قد تحدث في أي عمر، وبشكل عام فإنّ علاجها يعتمد بالدرجة الأولى على حجم الضرر الذي أصاب صمامات القلب، كما يلجأ الطبيب عادةً إلى دراسة مجموعة من العوامل الأخرى التي تساعد على تحديد العلاج المناسب، وهذه العوامل هي:
- السيرة المرضية والصحّة العامّة للمصاب.
- مدى انتشار المرض.
- تقبّل المصاب وقدرة جسمه على تحمّل أنواع معينة من الأدوية، أو الإجراءات، أو العلاجات.
- التصوّر المستقبلي لمسار المرض.
- رأي الوالدين وما يفضلانه.
الوقاية من حمى الروماتيزم
كما يقال درهم وقاية خير من قنطار علاج، وكذا الحال مع حمى الروماتيزم؛ حيث تعدّ الوقاية أفضل علاجٍ يمكن تقديمه للتغلب عليها، وذلك عن طريق القضاء على البكتيريا العقدية من المجموعة (أ) المتبقية داخل الجسم، والسيطرة على الالتهاب، ومنع عودته، والسيطرة على الأعراض، ويمكن تحقيق هذه الأهداف من خلال العلاجات التالية:
- المضادات الحيوية: (بالإنجليزية: Antibiotics) يصف الطبيب المضاد الحيوي مثل البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin) للتخلص من بقايا البكتيريا العقدية الموجودة في الجسم، وبعد إتمام العلاج، يصف الطبيب دورة أخرى من المضادات الحيوية لمنع تكرار حدوث حمى الروماتيزم مجددًا، وتبلغ مدّة العلاج الوقائي ما لا يقلّ عن خمس سنوات، أو حتّى بلوغ الطفل المصاب 21 سنة من العمر، حيث يتمّ اعتماد الفترة الأطول، وأمّا في حال تسببت حمى الروماتيزم بحدوث التهاب في القلب فإنّ فترة العلاج الوقائي بالمضادات الحيوية قد تصل إلى عشر سنوات، وللعلاج الوقائي بالمضادات الحيوية فوائد عظيمة، ومن أبرزها ما يأتي:
- خفض معدل الوفيات الناتج عن الإصابة بحمى الروماتيزم وروماتيزم اقللب.
- الحيلولة دون حدوث مزيد من التلف بصمامات القلب نتيجة الإصابة بنوبات أخرى من حمى الروماتيزم، ولهذا يجب الالتزام والامتثال التامّ للعلاج بالمضادات الحيوية.
- المسكنات ومضادات الالتهاب: مثل الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزية: Non-Steriodal Anti-inflammatory Drugs)، واختصارًا NSAIDs، التي تقلل من الحمى والألم والالتهاب ، وفي حال كانت الأعراض شديدة أو لم يظهر الطفل الاستجابة للأدوية السابقة فمن المحتمل أن يصف الطبيب الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids).
علاج الحالات الأخرى ذات الصلة
إلى جانب العدوى وحمى الروماتيزم، قد تظهر مشاكل صحية أُخرى يجب علاجها، ومن أبرزها ما يأتي:
- فشل القلب: (بالإنجليزية: Heart Failure) يحتاج الأشخاص الذين يعانون من قصور أو فشل عضلة القلب الناتج عن الإصابة بحمى الروماتيزم إلى بروتوكول علاجي مناسب لهم يشمل ما يأتي:
- دواء دايجوكسين (بالإنجليزية: Digoxin).
- الأدوية المدرّة للبول، مثل تلك التابعة لمجموعة مدرات البول العروية (بالإنجليزية: Loop Diuretics) ومن أمثلتها تركيبة فوروسيميد (بالإنجليزية: Furosemide)، ومدرات البول الثيازيدية (بالإنجليزية: Thiazide Diuretics)، ومن أمثلتها تركيبة كلوروثيازيد (بالإنجليزية: Chlorothiazide) التي تستخدم مع مدرات البول العروية.
- مضادات مستقبلات القشرانيات المعدنية (بالإنجليزية: Mineralocorticoid Receptor Antagonists) مثل تركيبة السبيرونولاكتون (بالإنجليزية: Spironolactone) المدرّة البول، حيث تُوصف في حال الحاجة لمزيد من إدرار البول خاصة للمرضى الذين يعانون من نقص البوتاسيوم.
- مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: Angiotensin Converting Enzyme Inhibitors) واختصارًا ACEI والتي تستخدم لتحسين معدّل إنتاج القلب.
- حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (بالإنجليزية: Angiotensin Receptor Blockers) واختصارًا ARBs، والتي تُستخدم لزيادة إنتاج القلب لدى المرضى الذين لا يستطيعون استخدام مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين.
- إجراءات أخرى وتشمل الحصول على المزيد من الأكسجين، والتزام الراحة في الفراش، والالتزام بضوابط استهلاك الصوديوم والسوائل بحسب ما يقترح الطبيب.
- الجلطة الدموية: (بالإنجليزية: Blood Clot) ويمكن علاجها عن طريق الحصول على دواءٍ مميّع للدم (بالإنجليزية: Blood Thinner)، أو مضادات التخثر (بالإنجليزية: Anticoagulant)، ويمكن تعريف مميع الدم على أنّه دواء يمنح الدم القدرة على التدفق بسلاسة عبر الأوردة والشرايين، كما يحول دون حدوث الجلطات الدموية أو زيادة حجمها، أمّا مضاد التخثر فوظيفته الحيلولة دون تكتل خلايا الدم والتصاقها ببعضها البعض؛ أي تحول دون تخثر الدم، ومن أمثلة هذه الأدوية تركيبة الوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin)، والريفاروكسابان (بالإنجليزية: Rivaroxaban)، والهيبارين (بالإنجليزية: Heparin).
- اضطراب نظم القلب: (بالإنجليزية: Arrhythmia) للحفاظ على الإيقاع والمعدل الطبيعيين لضربات القلب يتمّ استخدام الأدوية التالية:
- مضادات اضطراب النظم (بالإنجليزية: Antiarrhythmic Drugs) وهي الأدوية المستخدمة للحصول على إيقاع ضربات القلب الطبيعي داخل الجيوب القلبية أو لمنع حدوث عدم انتظام في هذه الضربات، ومن أمثلتها الأميودارون (بالإنجليزية: Amiodarone)، والبروبافينون (بالإنجليزية: Propafenone).
- الأدوية المنظمة لمعدل ضربات القلب، وهي كالتالي:
- حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta Blockers) التي تُبطّئ معدل ضربات القلب وتُرخي الأوعية الدموية، ومن أمثلتها الأتينولول (بالإنجليزية: Atenolol)، والكارفيديلول (بالإنجليزية: Carvedilol)، والميتوبرولول (بالإنجليزية: Metoprolol).
- حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium Channels Blockers) واختصارًا CCBs مثل تركيبة ديلتيازيم (بالإنجليزية: Diltiazem)، وتركيبة فيراباميل (بالإنجليزية: Verapamil)، وتتميّز هذه المجموعة بدورها في تقليل العبء على القلب وإرخاء الأوعية الدموية.
- الجليوكوسيدات القلبية (بالإنجليزية: Cardiac Glycosides) مثل الديجوكسين، والتي تُحسّن الناتج القلبي (بالإنجليزية: Cardiac Output).
التدخل الجراحي
تعدّ الجراحة خيارًا علاجيًّا يمكن اللجوء إليه في حال كان تلف الصمام، المتمثل بضيقه أو تسريبه للدم، كفيلًا بأن يتسبب بإجهاد القلب، وتهدف الجراحة إلى الاستعاضة عن الصمام بآخر اصطناعي، أو إصلاحه باستخدام قسطرة البالون لفتحه دون تدخل جراحي في حال كان الصمام ضيقًا جدًا، إلّا أنّ الخيار الأخير لا ينجح غالبًا ويتمّ اللجوء إلى الجراحة، وقد تكون زراعة القلب هي إحدى الخيارات العلاجية الجراحية في بعض الأحيان.
نصائح وإرشادات لمرضى روماتيزم القلب
يُنصح مرضى روماتيزم القلب باتباع مجموعة من النصائح التي من شأنها الحفاظ على صحة القلب وسلامته، ومن أبرزها ما يأتي:
- إجراء الفحوصات الدورية والمتابعة الدائمة مع الطبيب المختص مثل أخصائي القلب، أو أخصائي الأطفال لمراقبة حالة القلب.
- الزيارات الدورية المنتظمة لعيادة الأسنان لتجنب انتقال العدوى من الفم إلى القلب وإتلاف الصمامات.
- الحصول على مطعوم الإنفلونزا السنوي، ومطعوم المكورات الرئوية (بالإنجليزية: Pneumococcal Vaccine).