ما هو علاج الزهايمر
علاج مرض الزهايمر
تجدر الإشارة إلى أنّه لا يوجد حتى الآن أي علاج يؤدي إلى التعافي التام من مرض الزهايمر أو ألزهايمر أو الخرف الكهلي (بالإنجليزيّة: Alzheimer's disease)، ولكن توجد بعض الأدوية التي تساعد على التخفيف من الأعراض المصاحبة للمرض بشكل مؤقّت، في الحقيقة تكمن أهمية استخدام هذه الأدوية لمرضى الزهايمر في الحفاظ على الوظيفة العقلية والذاكرة قدر الإمكان، وتقليل سرعة ظهور وتطوّر أعراض المرض، وهذا بدوره يُعطي المريض المزيد من الراحة والثقة، بالإضافة إلى منحه بعض الاستقلالية للقيام بشؤونه الخاصة دون مساعدة الآخرين لأطول فترة زمنية ممكنة، ومن الجدير بالذكر أنّ أدوية الزهايمر تعمل بفعالية أكبر خلال المراحل الأولية والمتوسّطة من المرض، ويعتمد قرار البدء في العلاج الدوائي على الطبيب المختصّ المُعالج للحالة.
مثبطات الكولينستريز
تعمل مثبطات الكولينستريز (بالإنجليزيّة: Cholinesterase inhibitors) على زيادة كمية مادة كيميائية لها دور مهم في عملية تنقّل الرسائل والإشارات العصبية حول الدماغ، والتي تؤثر بشكل كبير في طريقة الحركة، والتفكير، والتذكّر، وتُعرف هذه المادة بالأستيل كولين (بالإنجليزيّة: Acetylcholine)، وفي الحقيقة يُوصى باستخدام هذه المجموعة الدوائية لدى مرضى الزهايمر في الحالات البسيطة والمتوسطة؛ حيث إنّها قد تُقلّل من أعراض المرض لفترة من الزمن، وقد يُلاحظ الأفراد تحسّن الذاكرة، أو التفكير، أو التواصل، أو إنجاز الأنشطة اليومية، وتجدر الإشارة إلى أنّه قد تظهر بعض الآثار الجانبية لدى بعض المرضى نتيجة استخدام مثبطات الكولينستريز، ولعلّ من أبرزها؛ الشعور بالغثيان، والإسهال ، ومشاكل النوم، وتشنّجات العضلات، والتعب، ولكن عادةً ما تكون هذه الآثار بسيطة ومؤقتة، وتتوفّر ثلاثة أنواع من الأدوية التابعة لمجموعة مثبّطات الكولينستريز وهي؛ دونيبيزل (بالإنجليزيّة: Donepezil)، وريفاستيجمين (بالإنجليزيّة: Rivastigmine)، وجالانتامين (بالإنجليزيّة: Galantamine)، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية تتماثل بطريقة عملها ومدى فعاليتها، ولكن قد يظهر تفاوت في نتائج استخدام هذه الأدوية من قبل المصابين من حيث الفاعلية والآثار الجانبية، وفيما يلي بيان الأشكال الصيدلانية المتوفرة لكل منهم:
- دونيبيزل: يتوفّر دواء دونيبيزل على شكل أقراص فموية يتم بلعها بشكل كامل، كما يتوفّر على شكل أقراص يتم إذابتها في الفم.
- ريفاستيجمين: يتوفّر دواء ريفاستيجمين على شكل كبسولات فموية وشراب سائل، كما يتوفّر على شكل لصاقات جلدية تحتوي على الدواء يتم وضعها على مناطق معينة من الجلد بما يمكّن من امتصاص الدواء عبره.
- جالانتامين: يتوفّر دواء جالانتامين على شكل أقراص فموية ذات مفعول سريع، وكبسولات فموية ذات مفعول بطيء، كما يتوفّر على شكل شراب سائل.
ميمانتين
يعمل دواء الميمانتين (بالإنجليزيّة: Memantine) عن طريق تثبيط المستقبلات الخاصة بمادة الغلوتامات الموجودة في الدماغ؛ حيث يُعتقد بأنّ هذه المادة الكيميائية قد يكون لها دور في ظهور الأعراض لدى مرضى الزهايمر، وبالتالي فإنّ دواء الميمانتين يُحسّن من الأعراض المصاحبة للزهايمر، ويتم عادةً استخدام هذا الدواء في المراحل المتوسطة والشديدة من مرض الزهايمر، أمّا فيما يتعلق بالآثار الجانبية المتعلقة باستخدام هذا الدواء، فمن أكثرها شيوعاً: والدوخة ، والصداع، والإمساك، والارتباك.
يتوفّر دواء الميمانتين على شكل أقراص فموية، وشراب سائل، وكبسولات فموية طويلة المفعول، وفي الغالب يقوم الطبيب بوصف الدواء بحيث يتم تناول الأقراص والشراب مرة إلى مرّتين خلال اليوم، بينما يتم تناول الكبسولات طويلة المفعول مرة واحدة في اليوم، وذلك بصرف النظر عما إذا كان المريض قد تناول الطعام أم لم يتناوله، ويُنصح باتباع الارشادات والتعليمات الطبية المرفقة مع الدواء بدقّة ومنها؛ تناول الدواء في نفس الموعد تقريباً بشكل يوميّ، والاستمرار بتناول الدواء حسب تعليمات الطبيب، وعدم إيقافه إلا بعد التحدّث إلى الطبيب المعالج، وتناول الدواء بالكميّات التي يُحدّدها الطبيب مع مراعاة احتمالية زيادة الجرعة بشكل تدريجيّ مرة أسبوعياً، وفي حال تناول الكبسولات طويلة المفعول يجب بلع الكبسولة كاملة دون مضغها أو تقسيمها، أما في حال تناول الشراب فيجب اتباع إرشادات الشركة المصنّعة لقياس الجرعة، وباستخدام المحقنة الفمويّة يتم وضع الدواء ببطئ في زاوية الفم وابتلاعه.
علاج مشاكل النوم لمرضى الزهايمر
يُعدّ حدوث تغييرات ومشاكل في طبيعة النوم من الأمور الشائعة مع التقدّم في السن، ولعلّها تكون أكثر حدّةً وتكراراً لدى مرضى الزهايمر؛ حيث يمكن ملاحظة نوم المريض لفترات أطول من الطبيعي بما في ذلك أخذ قيلولة في النهار، وذلك خلال المراحل الأولية للمرض، بينما يمكن ملاحظة مواجهته لصعوبة النوم ليلاً أو التركيز على النوم في النهار والاستيقاظ في الليل، وذلك في المراحل المتقدّمة من المرض، وقد يعود السبب في ذلك في إلى تلف أجزاء من الدماغ مسؤولة عن التحكّم بالإحساس بحاجة الجسم للنوم والاستيقاظ، وفي الحقيقة ينصح الكثير من الأطباء بإجراء بعض التغييرات على نمط الحياة والسلوك اليوميّ للمريض بهدف السيطرة على هذه الحالة قبل اللجوء للأدوية العلاجية، وذلك لما لها من آثار وعواقب مؤذية لمرضى الزهايمر.
تغيير نمط الحياة
فيما يلي مجموعة من النصائح العملية التي يمكن لمقدّم الرعاية الخاصّ بمريض الزهايمر القيام بها لمساعدته على علاج مشكلة النوم:
- الحفاظ على جدول منتظم وثابت لمواعيد الأعمال اليومية للمريض؛ مثل تناول الطعام، والاستيقاظ، والنوم.
- الحدّ من أخذ المريض للقيلولة خلال النهار، أو على الأقل تقليل مدّتها إلى 30 دقيقة في اليوم.
- محاولة ضبط الساعة البيولوجية الداخلية للجسم، وذلك عن طريق تعريض المريض لضوء الشمس فور اسيقاظه، بينما خفض مستوى الإضاءة مع اقتراب وقت النوم.
- التأكد من قيام المريض بعمل التمارين الرياضية اليومية، مع ضرورة فصل وقت التمارين عن موعد النوم بمدّة أربع ساعات على الأقلّ.
- توجيه المريض لتجنّب الحصول على النيكوتين، أو الكافيين، أو الوجبات الدسمة لا سيّما خلال فترة المساء.
- ضمان حصول المريض على الراحة في غرفة النوم، والحفاظ على درجة حرارة معتدلة لطيفة.
- متابعة الوضع الصحي للمريض مع الطبيب للتأكد من عدم وجود أي حالة طبية أخرى قابلة للعلاج قد تؤدي لمشاكل النوم لديه؛ مثل: متلازمة تململ الساق، أو توقف التنفس أثناء النوم، او التهابات المسالك البولية.
- الانتباه لتجنّب إعطاء المريض دواء دونيبيزل خلال فترة الليل، إذ يُمثل أحد الأدوية التي قد تُسبّب مشاكل في النوم.
العلاج الدوائي
يقوم الطبيب بوصف الأدوية العلاجية لمشاكل النوم لدى مرضى الزهايمر في حال فشلت النصائح السابقة في تحسين حالته، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الادوية قد يكون لها أضرار على المريض؛ وأهمّها: التشويش والارتباك، وزيادة احتمالية السقوط لديه، لذلك يجب مناقشة الأمر مع الطبيب بشكل مفصّل قبل منح المريض هذه الادوية، ولعلّ أبرز الأدوية العلاجية لمشاكل النوم ما يلي:
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات؛ مثل: نورتريبتيلين (بالإنجليزيّة: Nortriptyline) وترازودون (بالإنجليزيّة: Trazodone).
- مهدّئات الأعصاب؛ مثل: لورازيبام (بالإنجليزيّة: Lorazepam)، وتيمازيبام (بالإنجليزيّة: Temazepam).
- الحبوب المنوّمة؛ مثل: زاليبلون (بالإنجليزيّة: Zaleplo)، وزولبيديم (بالإنجليزيّة: Zolpidem).
- مضادات الذهان مثل؛ ريسبيريدون (بالإنجليزيّة: Risperidone).
علاج الأعراض السلوكية لمرضى الزهايمر
يؤدي مرض الزهايمر إلى تدهور تدريجي مستمرّ لخلايا الدماغ، وينتج عن ذلك العديد من التغييرات السلوكية والشخصية لدى الفرد، والتي تُسبّب الكثير من المعاناة والتحدّي للمريض والأفراد المحيطين به، ومن أبرز هذه التغييرات في المراحل الاولية للمرض؛ التهيّج المفرط، والقلق ، والاكتئاب، أما في المراحل المتقدّمة للمرض فيُلاحظ ميل المريض للغضب والعدوانية، والحزن العام، والقيام بنوبات عنف لفظية أو جسدية، والأرق، والهلوسة، والأوهام، وبعض الممارسات؛ كتمزيق الورق، وفي سبيل علاج هذه الأعراض السلوكية يمكن إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، وفي حال دعت الحاجة يمكن للطبيب وصف بعض الأدوية العلاجية.
تغيير نمط الحياة
فيما يلي بعض النصائح العملية التي يمكن لمقدّم الرعاية لمريض الزهايمر أن يقوم بها بهدف التخفيف من الأعراض السلوكية:
- الحفاظ على راحة المريض الشخصية، وذلك عن طريق مراقبة مدى الشعور بالألم، والجوع، والعطش، والحاجة للتبوّل، والإمساك، والشعور بالتعب، وتهيّج الجلد وإصابته بالعدوى، بالإضافة إلى التأكد من أنّ درجة حرارة الغرفة مريحة.
- تجنّب تعريض المريض للجدال والمواجهة حول الحقائق والمعلومات الثابتة مثل؛ موت أحد الوالدين.
- العمل على إعادة توجيه انتباه المريض إلى ما هو سليم، مع ضرورة الحفاظ على المرونة، والصبر، والدعم من خلال الاستجابة لمشاعره.
- الحفاظ على بيئة صحية وهادئة محيطة بالمريض، وذلك بتجنّب الضوضاء، والأضواء الساطعة، والأماكن غير الآمنة، والأمور المُربكة؛ مثل: التلفاز.
- ضمان حصول المريض على راحة لمدّة كافية خاصّة عند تعرضه للأحداث المثيرة والمحفّزة لتغيير طبيعته وشخصيته.
- توفير وسائل أمان وحماية محيطة بالمريض.
- قبول طلبات المريض والاستجابة لها.
- البحث عن الأسباب الكامنة وراء السلوك الغريب الذي يصدر عن المريض، والعمل على اكتشاف الحلول الممكنة، مع إمكانية استشارة الطبيب حول أي أسباب تتعلّق بالأدوية أو المرض.
- مشاركة التجربة مع الآخرين للاستفادة من التجارب المختلفة، مع ضرورة عدم أخذ السلوك بشكل شخصي.
العلاج الدوائي
يُعدّ استخدام الأدوية للتخفيف من الأعراض السلوكية لمرضى الزهايمر الخيار الأخير في السيطرة عليها؛ حيث إنّه يُنصح بتجربة الوسائل والنصائح السابقة عدّة مرات، والتأكد من عدم نجاحها في تحسين الحالة، بينما قد يرى الطبيب أنّه من المناسب إعطاء المريض الدواء في حال كانت الأعراض شديدة لديه، أو كان هناك أي احتمالية لدى المريض لإيذاء نفسه أو الآخرين، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يوجد أدوية مخصّصة تمت الموافقة عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الأعراض السلوكية للزهايمر، ولكن هناك بعض الأدوية التي يتم استخدامها لهذا الغرض نتيجة التجربة والممارسة الطبية، وهنا لابدّ من التنبيه لضرورة استشارة الطبيب حول إمكانية وصفه لأي من هذه الأدوية لعلاج المصاب بالزهايمر، إذ يجب أن يكون استخدامها بإشراف طبي، وبعد التعرّف على الأخطار والآثار الجانبية المتوقّعة إلى جانب تحقيق الفائدة الطبيّة المرجوّة منها، وعادةً يتم البدء باستخدام دواء واحد بجرعات قليلة ومراقبة المريض لملاحظة أيّ أعراض جانبية، وفيما يلي بعض الأمثلة على الأدوية المُستخدمة:
- مضادات الاكتئاب: تهدف مضادات الاكتئاب إلى تحسين المزاج السيء والتهيّج المفرط، ومنها؛ سيتالوبرام (بالإنجليزيّة: Citalopram)، وفلوكستين (بالإنجليزيّة: Fluoxetine).
- مضادات القلق: تهدف إلى تخفيف القلق، والأرق، والسلوك اللفظي السيء، والمقاومة، ومنها؛ لورازيبام (بالإنجليزيّة: Lorazepam)، وأوكسازيبام (بالإنجليزيّة: Oxazepam).
- الأدوية المضادة للذهان: تهدف إلى علاج الهلوسة، والأوهام، والعدوانية، وعدم التعاون؛ ومنها أريبيبرازول (بالإنجليزيّة: Aripiprazole)، وأولانزابين (بالإنجليزيّة: Olanzapine).
- مضادات نوبات الصرع: تهدف إلى علاج التهيّج المفرط، وتثبيت المزاج؛ ومنها كاربامازيبين (بالإنجليزيّة: Carbamazepine).
توفير الدعم والأمان لمرضى الزهايمر
تعتمد الخطة العلاجية لمرضى الزهايمر بشكل كبير على مدى تهيئة البيئة المحيطة للمريض بما يتناسب مع الوضع الصحي له؛ حيث إنّه يحتاج للكثير من العادات اليومية ذات الطابع البسيط والروتيني، بينما يُنصح بالتقليل من المهام التي تحتاج الذاكرة، وذلك لتوفير الدعم للمريض ومساعدته على الشعور بالراحة، والأمان، والسعادة، والقدرة المستمرة على العمل، وفيما يلي أهم النصائح لتحقيق ذلك:
- الاحتفاظ بالأشياء المهمة في مكان محدد وثابت داخل المنزل؛ وأهمّها: المفاتيح، والمحفظة، والهاتف المحمول.
- الاحتفاظ بالأدوية في مكان آمن، وإعداد قائمة متابعة يومية لجرعات الأدوية.
- التاكد من اقتناء المريض لهاتف محمول مزوّد بتقنية تحديد الموقع عن بعد، وذلك لتمكين مقدّم الرعاية من تتبّع موقع المريض في حال ضياعه، بالإضافة إلى ضرورة برمجة مجموعة من الأرقام المهمة في الهاتف.
- تنسيق المواعيد واللقاءات الدورية والمنتظمة في نفس الوقت ونفس اليوم قدر الإمكان.
- متابعة جداول الأعمال اليومية والتأكد من المهام المكتملة باستخدام التقويم أو لوح أبيض في المنزل.
- التخلص من أي أثاث زائد، أو سجاد، أو فوضى يمكن أن تعترض طريق المريض.
- تثبيت درابزين متين على السلالم، وداخل الحمامات.
- التأكد من أنّ الأحذية المُستخدمة من قبل المريض ذات طبيعة جيّدة ومريحة.
- تقليل عدد المرايا في المنزل، وذلك تفادياً لتوهّم الصور المخيفة.
- التحقّق من حمل المريض لهوية شخصية أو ارتدائه لسوار تنبيه طبي بالحالة المرضية التي لديه.
- ضرورة احتفاظ المريض بصور لمنزله ومعالم أخرى تُحيط بالمنزل.