ما هو علاج الذبحة الصدرية
الذبحة الصدريّة
تعرّف الذبحة الصدريّة (بالإنجليزيّة: Angina) على أنها نوع من أنواع الألم الذي يُصيب الصدر نتيجةً لعدم تدفُّق كمِّية كافية من الدم المُحمَّل بالأكسجين إلى القلب ، وغالباً ما ينتج هذا الألم عن الضغط النفسي، أو الجهد البدني، ويُشبه الألم الناتج عن الذبحة الصدريّة ألم النوبة القلبيّة ، حيث يشعر المُصاب بألم وضغط في الصدر، وعادة ما تزول الذبحة الصدريّة بسرعة، ولكن قد تكون عرضاً لأحد مشاكل القلب الخطيرة، لذلك يجب الاتصال بالطبيب عند الإصابة بالذبحة الصدريّة لمنع حدوث النوبة القلبيّة.
علاج الذبحة الصدريّة
يُمكن علاج الذبحة الصدريّة من خلال تغيير نمط الحياة بالإضافة لاستخدام الأدوية، ولكن في بعض حالات الذبحة الصدريّة الشديدة يضطر المُصاب إلى إجراء عمليّة جراحيّة.
العلاجات الدوائية
يُمكن علاج الذبحة الصدريّة من خلال استخدام بعض أنواع الأدوية، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
- النترات: تُساعد النترات على توسيع الأوعية الدمويّة، ممَّا يزيد من تدفُّق الدم في الشرايين التاجيّة (بالإنجليزيّة: Coronary arteries)، الأمر الذي يُؤدِّي إلى تسهيل عمليّة ضخِّ الدم من القلب إلى الجسم، ومن الأمثلة على هذه الأدوية نيتروجليسارين.
- حاصرات بيتا: تُقلِّل حاصرات بيتا (بالإنجليزيّة: Beta-blockers) جهد القلب من خلال إبطاء نبض القلب، ممَّا يُؤدِّي إلى تقليل انقباضات القلب عند ممارسة التمارين، ومن الأمثلة على هذه الأدوية: أتينولول، وميتوبرولول.
- الأسبرين: يمنع الأسبرين حدوث تخثُّرات في شرايين القلب المُتضيِّقة، كما يُقلِّل من خطر الإصابة بنوبة قلبيّة.
- الستاتين: يُساعد الستاتين على خفض كمِّيات الكولسترول الموجودة في الدم عن طريق إعادة امتصاص الدُّهون المُتجمِّعة على جدران الشرايين، ومنع إعادة تكوُّنها، كما تمنع أيضاً دخول المواد التي يحتاجها الجسم لصنع الكولسترول.
- حاصرات قنوات الكالسيوم: تُساعد حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزيّة: Calcium channel blockers) على توسيع وإرخاء العضلات المرتبطة بجدران الشرايين، ممَّا يزيد من تدفُّق الدم إلى القلب، ويمنع أو يُقلِّل حدوث الذبحة الصدريّة.
- الأدوية المانعة للتجلُّط: يتمّ استخدام الأدوية المانعة للتجلُّط (بالإنجليزيّة: Clot-preventing drugs)، وتمنع هذه الأدوية تخثُّر الدم من خلال تقليل فرصة التصاق الصفائح الدمويّة ببعضها البعض، ومن الأمثلة عليها: براسوقريل، وتيكاقريلور، وكلوبيدوقريل، ويُمكن أخذ هذه الأدوية بدلاً من الأسبرين.
- رانولازين: يُمكن استخدام رانولازين من أجل علاج الذبحة الصدريّة، ويُمكن استخدامه مع حاصرات بيتا، أو حاصرات قنوات الكالسيوم.
تغيير نمط الحياة
يُمكن لتغيير نمط الحياة أن يُساعد على علاج الذبحة الصدريّة، ومن الطرق المُتَّبعة لعلاج الذبحة الصدريّة ما يأتي:
- التخلُّص من السُّمنة .
- تناول طعام صحِّي قليل الدُّهون، ومليء بالخضار والفواكه.
- الإقلاع عن التدخين.
- تجنُّب تناول وجبات كبيرة.
- التقليل من شرب الكحول.
- السيطرة على الأمراض التي تزيد من خطر الإصابة بالذبحة الصدريّة، مثل: السكَّري ، وارتفاع الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم .
- الاسترخاء، والابتعاد عن التوتُّر .
- ممارسة التمارين الرياضيّة.
- أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة.
التدخُّل الجراحي
يتمّ اللُّجوء إلى التدخُّل الجراحي من أجل توسعة الشرايين إذا كانت الأدوية غير كافية لعلاج الذبحة الصدريّة، وتتمّ هذه العمليّة بطريقتين، وهما:
- رأب الوعاء: يُدخل الطبيب أنبوباً صغيراً بداخله بالون، ويُمرِّره بالأوعية الدمويّة ، وعند الوصول إلى شريان مُتضيِّق ينفخ الطبيب البالون لتوسعة الشريان، واستعادة تدفُّق الدم، وقد يتمّ استخدام ما يُسمَّى بالدعامة (بالإنجليزيّة: Stent)، حيث يتمّ وضعها داخل الشريان للحفاظ عليه مفتوحاً، وتكون الدعامة مصنوعة من المعدن، أو مادَّة يستطيع الجسم امتصاصها مع مرور الوقت، وتحتوي بعض الدعامات على دواء يمنع تضيُّق الشريان، وتُسمَّى هذه العمليّة برأب الوعاء (بالإنجليزيّة: Angioplasty)، وتحتاج هذه العمليّة فترة أقلّ من ساعتين، وقد يحتاج بعدها المريض للمبيت في المستشفى.
- طعم مجازة الشريان التاجي: يأخذ الطبيب الجرَّاح شرياناً، أو وريداً سليماً من الجسم، ثمّ يلفُّه حول الشريان المُتضيِّق، وهذا ما يُعرَف بطعم مجازة الشريان التاجي (بالإنجليزيّة: Coronary artery bypass grafting)، وقد يبقى المريض لمُدَّة أسبوع بعد العمليّة في المستشفى، منها يومين في العناية الحثيثة لمراقبة ضغط الدم ونبض القلب .
أنواع الذبحة الصدريّة
هنالك العديد من أنواع الذبحة الصدريّة، وهي:
- الذبحة الصدريّة المُستقرَّة: وتتميز الذبحة الصدريّة المُستقرَّة (بالإنجليزيّة: Stable angina) بأنَّها تزداد أعراضها عند ممارسة التمارين، بينما تُساهم الراحة في التخلُّص من الأعراض.
- الذبحة الصدريّة غير المُستقرَّة: تحدث الذبحة الصدريّة غير المُستقرَّة (بالإنجليزيّة: Unstable angina) في الليل، أو أثناء الراحة، أو عند بذل أيِّ جهد بسيط؛ أي من الممكن حدوثها دون بذل أيِّ جهد، كما قد تكون دليلاً على قرب حدوث نوبة قلبيّة ، ومن الممكن تحوُّل الذبحة الصدريّة المُستقرَّة إلى غير المُستقرَّة.
- ذبحة برينزميتال الصدريّة: ذبحة برينزميتال الصدريّة، أو ما يُعرَف بالذبحة الصدريّة الدقيقة هي نوع نادر الحدوث من الذبحات الصدريّة، حيث تحدث دون وجود أيّة مشاكل في الشرايين التاجيّة، وأثناء وقت الراحة، وتكون بسبب حدوث تضيُّق، أو ارتخاء في الأوعية الدمويّة غير طبيعي، ممَّا يُقلِّل تدفُّق الدم إلى القلب، ويُمكن علاجها باستخدام الأدوية.
أعراض الذبحة الصدريّة
هنالك العديد من الأعراض التي تترافق مع الإصابة بالذبحة الصدريّة، ومنها:
- ألم وضغط وثقل في الصدر.
- الشعور بالألم في الصدر، والرقبة ، والفك، والأسنان، أو الظهر.
- التعرُّق.
- الضعف العامّ بالجسم.
- الغثيان والاستفراغ.
- ضيق التنفُّس .
طرق التمييز بين أنواع الذبحات الصدريّة
تُعَدُّ الذبحة الصدريّة المُستقرَّة من أكثر الذبحات الصدريّة شيوعاً، وتحدث عند بذل جهد شديد، مثل: تسلُّق تلَّة، أو المشي في الشتاء، ويُمكن التخلُّص من الألم عن طريق الراحة، ومن الخصائص التي تتميَّز بها ما يأتي:
- حدوثها عند بذل مجهود، مثل: صعود الدرج.
- بقاؤها لوقت قصير، خمس دقائق أو أقلّ.
- التخلُّص منها عن طريق استخدام الأدوية، أو الراحة.
- إمكانيّة توقُّع حدوثها، حيث تُشبه ألم الصدر العادي.
أمَّا من خصائص الذبحة الصدريّة غير المُستقرَّة ما يأتي:
- حدوثها وقت الراحة.
- غير مُتوقَّعة الحدوث.
- الأعراض أشدُّ من الذبحة الصدريّة المُستقرَّة.
- بقاؤها لفترة تزيد عن 30 دقيقة.
- اعتبارها دليلاً على قرب حدوث نوبة قلبيّة.
- قد لا تختفي عند الراحة، أو استخدام الأدوية.
أمَّا من خصائص ذبحة برينزميتال الصدريّة، فيُمكن ذكر ما يأتي:
- شِدَّة الأعراض.
- حدوثها عند الراحة.
- إمكانيّة علاجها بالأدوية .