ما هو علاج الحمل خارج الرحم
الحمل خارج الرحم
يُعتبر الحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ectopic Pregnancy) حملاً غير طبيعيٍّ ويُشكّل خطراً على صحة الأم في حال تركه دون تدخلٍ طبيّ، ويُسمى الحمل خارجاً عن الرحم إذا تم انغراس البويضة المخصبة (بالإنجليزية: Fertilized Egg) خارج الرحم، وغالباً ما يتمّ في إحدى قناتي فالوب (بالإنجليزية: Fallopian Tube)، وقناة فالوب هي القناة التي تصل المبايض (بالإنجليزية: Ovaries) بالرحم، وتجدر الإشارة إلى أنّ حالات الحمل خارج الرحم تُسجل ما يقارب 2% من حالات الحمل عامةً، وتسجّل بريطانيا ما يُقارب 12000 حالة حمل خارج الرحم سنوياً.
علاج الحمل خارج الرحم
يجب إنهاء الحمل خارج الرحم فور تشخيصه، ويتمّ اختيار الطريقة المثلى للقيام بذلك بالاعتماد على موقع الحمل وتطوره، ومن الإجراءات العلاجية التي يمكن اللجوء إليها لإنهاء هذا الحمل ما يأتي:
- الأدوية: يلجأ الطبيب المختص إلى خيار الأدوية عندما تكون احتمالية حدوث المضاعفات بشكلٍ فوريّ قليلة أو شبه معدومة، وقد أوصت الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة (بالإنجليزية: American Academy of Family Physicians) باستعمال الميثوتركسيت (بالإنجليزية: Methotrexate)، ويُعد الميثوتركسيت دواءً فعالاً في علاج حالات الحمل خارج الرحم؛ إذ يعمل على إيقاف نموّ خلايا الجنين، ويُعطى عن طريق الحقن بجرعاتٍ تعتمد على نتائج فحوصات الدم ، ولا تستطيع المرأة الحمل بعد أخذه لعدة شهور، وتجدر الإشارة إلى أنّ الميثوتركسيت يُحدث أعراضاً تُشبه أعراض الإجهاض عند نجاحه في إنهاء الحمل، وتشمل الأعراض المغص، والنزيف ، ونزول الجنين على شكل نسيج، وفي حالاتٍ قليلة قد يُضطر لإجراء الجراحة بعد استخدام الدواء لإكمال العملية بنجاح.
- الجراحة: قد يلجأ الطبيب المختص إلى خيار الجراحة في بعض حالات الحمل خارج الرحم، وفيها يقوم الطبيب بعمل شقٍ في البطن ليتخلص من الجنين ويُصلح التلف أو الضرر الذي تسبّب به هذا الحمل، وقد يلجأ أحياناً لإزالة قناة فالوب ، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض هذه العمليات قد لا تنجح في إنهاء الحمل، وعندها يتطلب الأمر إعادة العملية الجراحية بعمل شقٍّ أكبر في البطن.
- الرعاية المنزلية: لا بُدّ من اتباع بعض النصائح بعد إجراء العملية الجراحية للمحافظة على مكان الجرح نظيفاً وجافاً، ويجدر بالمرأة إخبار الطبيب في حال شعرت بزيادة الألم أو ظهور أيّ أمر غريب، ومثال ذلك الإصابة بالعدوى، ومن العلامات التي تدل على إصابة مكان الجرح بالعدوى الانتفاخ ، والاحمرار، وسخونة المنطقة، وانبعاث رائحة كريهة من مكان الجرح، بالإضافة إلى المعاناة من النزيف الشديد أو النزف غير القابل للتوقف، وهذا لا يتنافى مع احتمالية وجود نزفٍ بسيطٍ بعد إجراء العملية لما يُقارب ستة أسابيع، ولذلك يُنصح بتجنب حمل الأشياء الثقيلة، والحرص على تناول كميات كافية من الماء لتجنب الإمساك، ويُنصح كذلك بإراحة منطقة الحوض عن طريق تجنب الجماع واستعمال المغاطس المهبلية، مع ضرورة أخذ القسط الوفير من الراحة في الأسبوع الأول بعد العملية، ثم البدء بزيادة النشاط الجسدي بالتدريج.
أعراض الحمل خارج الرحم
تظهر أعراض الحمل المعتادة في بداية مراحل الحمل خارج الرحم، كالشعور بالغثيان ، وألم الثدي عند لمسه، وغياب الدورة الشهرية، والتعب والإعياء العام، بالإضافة إلى كثرة التبوّل، ولكن بعدها تبدأ علامات الحمل خارج الرحم بالظهور والتي غالباً ما تظهر على شكل نزفٍ مهبليّ بسيط، وبعد 6-8 أسابيع من لحظة غياب الدورة تبدأ المرأة بالشعور بألمٍ في البطن أو منطقة الحوض، وبتقدم الحمل خارج الرحم وتطوره تظهر بعض الأعراض، ومنها ما يأتي:
- النزف الداخلي الذي يؤدي إلى الشعور بالدوار، وخفة في الرأس، والإغماء.
- الشعور بالألم أثناء الجماع أو خلال إجراء الطبيب الفحص الجسدي للحوض.
- النزف المهبلي الشديد.
- ألم الكتف الناتج عن حدوث نزف في البطن أسفل الحجاب الحاجز (بالإنجليزية: Diaphragm)؛ إذ يتسبب النزيف بتهييج الحجاب الحاجز فيظهر ألم الكتف.
- ألم في البطن أو في الحوض، وغالباً ما يظهر الألم في أحد الجانبَين ثمّ يمتد ليشمل منطقة الحوض كاملةً، وغالباً ما يزداد هذا الألم سوءاً مع الحركة.
أسباب الحمل خارج الرحم وعوامل الخطورة
غالباً ما يحدث الحمل خارج الرحم بسبب التهاب إحدى قناتي فالوب، أو وجود مشكلة في شكليهما، ويمكن القول إنّ اضطراب الهرمونات في الجسم بالإضافة إلى وجود خلل في البويضة المخصبة يلعب دوراً مهماً في ظهور الحمل خارج الرحم. وإلى جانب هذا توجد الكثير من العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بالحمل خارج الرحم، ومن هذه العوامل ما يأتي:
- تاريخ الحمل: إنّ الحمل خارج الرحم في إحدى الأحمال السابقة يزيد احتمالية الحمل خارج الرحم في الأحمال المستقبلية.
- الإصابة بالالتهاب والعدوى: كما ذكرنا فإنّ التهاب قناة فالوب (بالإنجليزية: Salpingitis) قد يُسبّب الحمل خارج الرحم، وكذلك فإنّ إصابة الرحم، أو المبايض، أو قناة فالوب بالعدوى (بالإنجليزية: Infection) قد تُسبّب حملاً خارج الرحم، ومن الجدير بالذكر أنّ أشهر حالات العدوى هي الإصابة بالسيلان (باللاتينية: Gonorrhea)، والكلاميديا (بالإنجليزية: Chlamydia).
- مشاكل الخصوبة: أشارت بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين مشاكل الخصوبة والحمل خارج الرحم، وكذلك وجد تأثيرٌ لأدوية الخصوبة في احتمالية الحمل خارج الرحم.
- موانع الحمل: على الرغم من ضعف احتمالية الحمل بعد استخدام اللولب الرحميّ (بالإنجليزية: Intrauterine Device) أو ربط قناة فالوب (بالإنجليزية: Tubal Ligation)؛ إلا أنّ الحمل إذا حدث فغالباً ما يتم خارج الرحم.
- التدخين: يزيد التدخين قبل الحمل من احتمالية الحمل خارج الرحم، وكلما زاد التدخين كانت احتمالية الحمل خارج الرحم أكبر.