ما هو علاج الإكزيما العصبية
علاج الإكزيما العصبية
تعدّ الإكزيما العصبيّة (بالإنجليزية: Neurodermatitis)، أو الحزاز البسيط المزمن (بالإنجليزية: Lichen simplex chronicus)، أو التهاب الجلد العصبيّ أحد الاضطرابات الجلديّة التي تبدأ بحكة في الجلد، وتزداد شدة الحكة مع خدش الجلد، مما يؤدي إلى زيادة سماكة الجلد، وقد يظهر لدى الشخص المصاب بالإكزيما العصبية عدّة بقع بسبب الحكة، حيث تظهر في العادة على الرسغين، أو الساعدين، أو الرقبة، أو الساقين، أو على منطقة الشرج، ومن الجدير بالذكر أنّ الإكزيما العصبية لا تمتثل للشفاء في العادة دون الخضوع للعلاج، حيث يهدف العلاج إلى التخفيف من الحكّة ومنع خدش الجلد في المنطقة المصابة حتى يتمّ تحديد المسبّب الرئيسيّ للإصابة وعلاجه، لذلك قد تختلف الخطة العلاجية من شخصٍ لآخر، ونوضح فيما يأتي بعض طرق العلاجية المتبعة:
أدوية لتخفيف الحكة
يهدف علاج الإكزيما العصبية إلى التخفيف من الحكة ومنع خدش الجلد كما ذكرنا سابقًا، ويمكن تحقيق ذلك من خلال وصف بعض الأدوية، وفيما يأتي بيان هذه الأدوية :
- أدوية الكورتيكوستيرويد: أو ما يُعرف طبيًا بالستيرويدات القشرية (بالإنجليزية: Corticosteroids)؛ إذ يمكن تطبيق أدوية الكورتيكوستيرويد الموضعيّة على المنطقة المصابة من الجلد أو قد يتم استخدام حُقن الكورتيكوستيرويد لحقن المنطقة المصابة بشكلٍ مباشر، حيث تساهم هذه الأدوية في تليين الجلد السميك، والتخفيف من الحكّة، والألم، والانتفاخ، والاحمرار، والحرارة.
- الكريمات المضادّة للحكّة: في حال عدم قدرة أدوية الكورتيكوستيرويد التي تُعطى دون وصفةٍ طبية على تخفيف الحكة، فقد يقوم الطبيب بوصف أنواع أقوى من الكورتيكوستيرويد أو قد يلجأ الطبيب لوصف أحد أنواع مضادّات الحكّة اللاستيرويديّة (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-itch drugs).
- مضادّات الهستامين: (بالإنجليزية: Antihistamine)؛ حيث تساعد هذه الأدوية على التخفيف من الحكّة، بالإضافة إلى أنّ استخدام بعض هذه الأدوية قد يسبب النعاس مما يقلل من خدش الجلد أثناء النوم.
- لصقات الليدوكايين: حيث يتمّ استخدام لصقات الليدوكايين بتركيز 5% (بالإنجليزية: Lidocaine) في حالات الحكة الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات السابقة.
- الكمّادات الباردة: حيث تساهم الكمّادات الباردة في العلاج من خلال التخفيف من الحكّة، بالإضافة إلى أنّ تطبيق الكمادات الباردة على المنطقة المصابة قبل تطبيق دواء الكورتيكوستيرويد بما يقارب خمس دقائق يساعد على تليين الجلد السميك، ويترتب على ذلك اختراق الدواء لطبقة الجلد السميكة بسهولة.
- الكريمات المرطبة: حيث تؤدي الإصابة بالإكزيما العصبيّة إلى جفافٍ شديدٍ في الجلد، لذلك يُساعد استخدام مرطبات الجلد الخالية من العطور في التخفيف من الجفاف والحكّة، كما يُنصح بالاستمرار باستخدام المرطبات بعد التعافي من الإصابة للوقاية من تكرارها، ويُفضّل استخدام المرطّب مرة واحدة على الأقل يوميًا، وبعد كل استحمام ويفضل وضع المرطب قبل جفاف البشرة لزيادة فاعليّته.
- مستحضرات قطران الفحم: (بالإنجليزية: Coal tar preparations)؛ حيث تساهم هذه المنتجات في إزالة الخلايا الميتة عن الجلد، بالإضافة إلى أنّها تُبطئ نمو الخلايا الجديدة، ويمكن استحدام هذه المنتجات خلال الاستحمام أو قد يتم وضعها على الجلد بشكلٍ مباشر.
- الكريمات الموضعية: حيث قد يتم استخدام كريم الكابسيسين (بالإنجليزية: Capsaicin)؛ إذ تساهم هذه المادّة في التخفيف من الحكّة والألم المصاحب للإكزيما العصبيّة، كما قد يتمّ استخدام كريم دوكسيبين (بالإنجليزية: Doxepin) في بعض الحالات.
قد يلجأ الطبيب المختص في حال عدم نجاح الطرق السابقة في تخفيف الحكّة إلى استخدام بعض الطرق الأقل شيوعًا والتي قد تكون فعالة لبعض الحالات، وفيما يأتي بيان هذه الطرق:
- تطبيق محلول يحتوي على دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) وثنائي كلورو الميثان (بالإنجليزية: Dichloromethane) على المنطقة المصابة بالحكة.
- تطبيق مرهم تاكروليموس (بالإنجليزية: Tacrolimus) على المنطقة المُصابة بالحكة، وهو من الأدوية المستخدمة في علاج التهاب الجلد التأتبيّ (بالإنجليزية: Atopic dermatitis).
- استخدام حُقن البوتكس أو ما يُعرف بحقن توكسين البوتولينيوم (بالإنجليزية: Botulinum toxin)، إذ تخفف هذه الحقن من الحكّة، وتعمل على إزالة البقع الجلديّة الخشنة والقاسية.
- استخدام دواء ان أسِيتيل سِّيسْتين (بالإنجليزية: N-acetylcysteine) الفمويّ؛ للتخفيف من الرغبة في خدش الجلد.
علاج الأسباب الكامنة
في حال عدم نجاح طرق العلاج السابقة أو الشكّ بوجود بعض الأسباب الكامنة وراء ظهور الإكزيما العصبيّة، فإنه يجدر البحث عن هذه الأسباب وتقديم العلاج المناسب اعتمادًا على ذلك، ومن الطرق العلاجيّة المتبعة في هذه الحالة ما يأتي:
- علاج القلق النفسيّ: حيث يؤدي التوتّر والقلق النفسيّ (بالإنجليزية: Anxiety) إلى تحفيز الحكّة حتى في حال أخذ الأدوية التي تخفف من الحكة، ففي حال كان الشخص المصاب بالإكزيما العصبية يعاني من اضطرابات نفسيّة أو من التوتّر النفسيّ، فقد يلجأ الطبيب لبعض العلاجات مثل استخدام الأدوية المضادّة للقلق النفسيّ (بالإنجليزية: Anti-anxiety drugs)، أو قد يلجأ للعلاج النفسيّ (بالإنجليزية: Psychotherapy)؛ حيث يتم في العلاج النفسي إرشاد المصاب حول الطرق التي تساعد على تخفيف التوتّر والقلق.
- العلاج بالضوء: (بالإنجليزية: Light therapy)؛ حيث قد يكون تعريض المنطقة المصابة لأنواعٍ محددة من الضوء مفيدًا في بعض الحالات.
علاج العدوى
قد تؤدي الحكّة الشديدة وخدش الجلد بشكلٍ مستمر إلى الإصابة بالجروح أو الإصابة بعدوى بكتيرية في الجلد، وفيما يأتي بيان الطرق العلاجية المتبعة في هذه الحالات:
- علاج العدوى: يتم اللجوء إليها في حال تعرض الجلد للعدوى البكتيرية، إذ يصف الطبيب المختص في هذه الحالة أحد أنواع المضادّات الحيويّة الموضعيّة أو الفمويّة، وفي حال أخذ الأدوية الفموية كالحبوب أو الكبسولات فيجب الحرص على الالتزام بتعليمات الطبيب والاستمرار في أخذ العلاج حتى في حال الشعور بالتحسّن أو زوال آثار العدوى.
- علاج الجرح: يتم اللجوء إليها في حال أدت الحكّة والخدش المستمر للجلد إلى حدوث جرح فيهِ، فيمكن اتّباع طرق العلاج الآتية:
- العلاج الجراحيّ.
- تضميد الجرح.
- العلاج بالأكسجين عالي الضغط (بالإنجليزية: Hyperbaric oxygen therapy)؛ حيث يتمّ وضع الشخص المصاب في حجرة خاصّة لاستنشاق الأكسجين النقي، مما يعزز من قدرة الجسم على التعافي.
- علاج الجرح بالضغط السلبيّ (بالإنجليزية: Negative-pressure wound therapy) واختصارًا NPWT، وفيه يتمّ شفط السوائل من منطقة الجرح، مما يؤدي إلى زيادة تدفق الدم في المنطقة المصابة مما يساعد على الشفاء.
نصائح وإرشادات لعلاج الإكزيما العصبية
نوضح فيما يأتي بعض النصائح والإرشادات التي تساهم في علاج الإكزيما العصبيّة:
- الامتناع عن الفرك والخدش: قد تكون الحكة في بعض الحالات شديدة، إلّا أنّه يجب الامتناع عن الفرك والخدش، حيث يعد ذلك من أساسيّات علاج الإكزيما العصبيّة ومنع تكرار الإصابة بها.
- الحرص على تقليم الأظافر: وذلك بهدف التخفيف من الضرر الحاصل على الجلد عند الحكّ خصوصًا أثناء النوم.
- تجنّب التعرّض للمحفّزات: مثل الملابس المهيّجة للجلد، بالإضافة إلى اتّباع الطرق التي تخفف من التوتّر والإجهاد النفسيّ.
- الاستحمام بالماء الدافئ: حيث يساهم الاستحمام بالماء الدافئ واستخدام الصابون الذي لا يحتوي على الصبغات أو العطور في التخفيف من الحكّة، كما يُنصح باستخدام الكريمات المرطبة بعد الاستحمام كما ذكرنا سابقًا.
- تغطية الجلد: حيث يُنصح في حال عدم القدرة على التوقف عن لمس الجلد، أو حكه، أو خدشه بتغطية المنطقة المصابة باستخدام الضمادات الطبيّة أو القفّازات؛ حيث يساهم ذلك أيضًا في إدخال الدواء في طبقات الجلد بشكلٍ أفضل، كما أنّ ذلك يقلل من الحكّة أثناء النوم مما يجعل الشخص ينام بشكلٍ أفضل.
- ارتداء الملابس القطنيّة الفضفاضة: حيث قد تسبب الملابس الضيقة تهيج الجلد مما يسبب الحكة، لذلك يُنصح بارتداء الملابس الفضفاضة وتجنّب الملابس المصنوعة من الصوف أو الأقمشة الصناعية مثل البوليستر أو الرايون.
دواعي مراجعة الطبيب
تجدر مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:
- المعاناة من الحمّى التي يرافقها الشعور بألم الجلد أو ظهور بعض الأعراض التي قد تدلّ على تعرض المنطقة المصابة للعدوى.
- خدش بقعة من الجلد بشكلٍ متكرر.
- تأثير الحكّة في الأنشطة اليوميّة للشخص المصاب
- عدم القدرة على النوم بسبب الحكة المستمرة.
فيديو عن الأكزيما العصبية
يتحدث مستشار الأمراض الجلدية والتناسلية والليزر الدكتور عصام عميش عن الأكزيما العصبية وعلاجها.