ما هو سر لوحة الموناليزا
ما هو سر لوحة الموناليزا؟
تُعدّ لوحة الموناليزا أحد أهم الأعمال الفنية للرسام العالمي ليوناردو دا فينشي، وهي من أكثر الأعمال الفنية التي تناولها الباحثون في مجال الفن، ويُمكن القول أنّ هذه اللوحة قد حظيت بأهمية كبيرة نظراً لما تحتويه من تأثيرات بصرية، ويُشير العديد من الناس إلى أنّهم يشعرون بأنّ فتاة اللوحة التي تُدعى ليزا تُراقبهم وتنظر إليهم بصرف النظر عن المكان الذي يقفون فيه، إضافةً لابتسامتها الشهيرة التي تتّسم بالغموض.
حقّق دا فينشي انسجاماً عاماً وتعبيرياً في هذه اللوحة بشكلٍ كبير، وظهر هذا الانسجام من خلال الدمج بين البشرية والطبيعة، والذي ظهر عندما ربط بين ملامح الفتاة والمناظر الطبيعية التي ظهرت في الصورة خلفها؛ كالوديان والأنهار المُموجة، إضافةً لاستخدامه الضوء والظلام وتقديم إيحاء يتّصف بالهدوء في اللوحة.
سر ابتسامة الموناليزا
يُعدّ الغموض أحد أهم العناصر التي جعلت من لوحة الموناليزا لوحةً عالميةً وأيقونةً في عالم الفن والرسم، إذ تظهر الفتاة في الصورة وذراعيها مطويتين وهي تنظر إلى الشخص الذي يقف أمامها وتبدو وكأنّها تبتسم له بهدوء؛ والطبيعة الغامضة والجذابة لابتسامتها والتي تُحفّز المشاهدين لمحاولة فهم وتخمين أسلوب ومقصد الفنان الذي قام برسمها تُعدّ أهم سمة جمالية لهذه اللوحة.
وصف لوحة الموناليزا
نجحت لوحة الموناليزا في تقديم صيغة فنية جديدة ومبتكرة في العالم، فهي بمثابة أول صورة تُظهر النصف العلوي من الجسد، حيث أظهرت اللوحة الذراعين واليدين من زوايا مختلفة؛ وهذا يدل على أنّ الصورة رُسمت بمقياس واقعي ومنظم، فالشكل يُظهر نصف طول الجسم من الرأس إلى الخصر، وأنّها جالسة على الكرسي.
يتألف الجزء الأول على جانب الكتف الأيسر من الجبال المرسومة بطريقة تُشبه إلى حدٍّ ما رسم المناظر الطبيعية الصينية في القرون القديمة، أمّا على الجانب الأيمن فيوجد منظر جسر وطريق يؤدّي إلى البحر، فالمزج بين أمرين مختلفين في هذه اللوحة يجعلها تبدو حقيقية، والمنظر الطبيعي الممتد خلفها هو ما يُشكّل نقاط القوة لهذه اللوحة.
تأثير لوحة الموناليزا
ساهمت لوحة الموناليزا في التأثير على فن البورتريه المعاصر بشكل كبير خلال عصر النهضة، وظهر تأثيرها في عدّة أمور أهمّها؛ أنّها شكّلت حافزاً للفنانين الآخرين للتفكير بشكل أكثر إبداعاً، وحثّتهم على إطلاق العنان لمخيّلتهم، والتعبير عن ذلك برسوماتهم، إضافةً إلى أنّ وضعية الثلاثة أرباع أصبحت بمثابة معيار أساسي في الرسم خلال تلك الفترة.
ساهم دا فينشي بشكل كبير من خلال لوحة الموناليزا في ابتكار نمط وأسلوب فني جديد في الرسم يعتمد على مزيج من العناصر المترابطة أهمّها الضخامة، والحيوية، والواقعية، والشاعرية، إضافةً إلى العنصر الأهم وهو الغموض، فقبله كانت لوحات الفنانين تفتقر لأيّ مشاعر يُمكن للمشاهد أن يراها؛ فقد كانوا يُقدّمون الصور والمظاهر الخارجية فقط دون التركيز على التفاصيل التي تُظهر هذه المشاعر، حتّى وإن حاولوا أن يظهروها فكانوا يستخدمون الإيماءات والرموز البسيطة للتعبير عنها.