ما هو سبب بلع اللسان
بلع اللسان
يتكوّن اللسان (بالإنجليزيّة: Tongue) من مجموعة من العضلات التي تتحرّك باتجاهات مختلفة، وتقوم هذه العضلات بمساعدته على القيام بوظائفه المتنوّعة من مضغ الطعام ، وإصدار الأصوات، والتحدث، وغيرها من الأمور، ومن الجدير بالذكر أنّ اللسان يعمل حتى خلال فترة النوم؛ حيث يقوم بدفع اللعاب للخلف ليتمّ ابتلاعه بدلاً من خروجه من الفم. ويقوم غشاء مكوّن من طبقة رقيقة من الأنسجة ويُدعى بلجام اللسان (بالإنجليزيّة: Frenulum) بربط قاعدة اللسان السفليّة بقاع الفم بثبات وإحكام، وهذا التثبيت يمنع عمليّة بلع اللسان. ويُعتبر اللسان مقياساً جيّداً لصحّة الجسم؛ حيث يظهر اللسان في الوضع الطبيعي والصحي باللون الزهريّ، ومُغطّى بطبقة لامعة تميل إلى البياض قليلاً تكون مسؤولة عن بقائه رطباً.
أسباب بلع اللسان
يستخدم معظم الناس مصطلح بلع اللسان لوصف حالات ارتخاء اللسان (بالإنجليزيّة: Flaccid tongue) وهذا أمر غير دقيق تماماً، فالإنسان لا يبلع لسانه فعلياً إنّما يحدث ارتخاء في عضلات اللسان، فيرجع للخلف مُتسبّباً بإغلاق الممرّات الهوائيّة. ويمكن القول إنّ فقدان الوعي هو المسبّب الرئيسي لحالات بلع اللسان، وتترافق حالات فقدان الوعي أحياناً كثيرة مع وضعيّة الاستلقاء على الظهر ، وهذا ما يزيد من فرصة حدوث الاختناقات جرّاء التقيّء أو ارتخاء عضلة اللسان. وقد يحدث فقدان الوعي نتيجة اصطدام الرأس خلال ممارسة الرياضات المختلفة.
وهناك مجموعة من الأسباب التي تؤدّي لفقدان الوعي ومنها:
- التعرّض لحوادث السيارات .
- فقدان كمية كبيرة من الدم.
- تناول جرعة زائدة من المخدرات.
- تسمّم الكحول .
- انخفاض مستوى السكر في الدم.
- تلقّي ضربة على الرأس أو الصدر.
- انخفاض ضغط الدم .
- الإغماء نتيجة عدم وصول الدم إلى الدماغ بشكل كافٍ.
- الإغماء العصبي نتيجة الإصابة بنوبة تشنجيّة (بالإنجليزيّة: Seizure)، أو سكتة دماغيّة (بالإنجليزيّة: Stroke)، أو نوبة نقص التروية العابرة (بالإنجليزيّة: Transient ischemic attack).
- الجفاف .
- المعاناة من اضطراب في نظم ضربات القلب.
- الإرهاق والإجهاد.
- فرط التنفس (بالإنجليزيّة: Hyperventilating).
ومن الجدير بالذكر أنّه في حالة نوبات الصرع (بالإنجليزيّة: Epilepsy Seizures) وبالرغم من فقدان الإنسان لوعيه فهو لا يُمكنه أن يبلع فعلياً لسانه مُطلقاً، ولكن من الممكن أن يعضّه مُسبّباً بذلك الألم والإنزعاج للمصاب. لذلك لا داعي للقلق حينها من الاختناق وإغلاق الممرات التنفسيّة، ولا ينبغي استخدام أيّ وسيلة سواء قطعة قماش أو خشب لتثبيت اللسان عند إسعاف المريض لأنّ من شأنها أن تتسبّب باختناقه.
الوقاية من بلع اللسان
تجدر الإشارة إلى أهميّة حصول الإنسان خلال فقدانه للوعي على إسعافات أوليّة تقيه من الاختناق لحين وصول المساعدة من الطوارئ، وذلك من خلال تغيير وضعيّة المصاب إلى وضعيّة الإفاقة التي تتمثّل بوضع المُصاب على جانبه تقريباً بما في ذلك رأسه؛ وذلك لإبقاء اللسان بعيداً عن مجرى التنفس وتجنّب الاختناق به، وضمان نزول السوائل من الفم دون الاختناق بها، ويجب التأكد من ثبات هذه الوضعيّة وعدم وجود أيّ ضغط على الصدر يصعّب عمليّة التنفس ، مع إمكانيّة ملاحظة والوصول للممرّات الهوائيّة في أيّ وقت.
وظائف اللسان
تظهر أهميّة اللسان في عدّة مجالات، وفيما يلي توضيح لوظائف اللسان:
- الكلام: يتميّز الجزء الأمامي من اللسان بمرونته وسهولة التفافه وتحرّكه جاعلاً من لفظ العديد من الكلمات عمليّة سهلة، بينما يُساعد الجزء الخلفي من اللسان على إصدار بعض الأصوات المميّزة لبعض الأحرف، ويحظى اللسان بمساعدة الأسنان، والشفاه، وسقف الفم لتشكيل الكلمات المختلفة.
- تناول الطعام: يُساعد اللسان على تحريك الطعام داخل التجويف الفموي، بالإضافة إلى توصيل الطعام إلى الأسنان الخلفيّة المسؤولة عن تقطيعه وطحنه، وبعد امتزاج الطعام المطحون مع اللّعاب (بالإنجليزيّة: Saliva) يقوم الجزء الخلفيّ من اللسان بدفع الأجزاء الصغيرة من الطعام باتجاه المريء .
- التذوّق: تُغطّي اللسان طبقة من النتوءات تُسمّى الحُليمات (بالإنجليزيّة: Papillae)، تُساعد على إمساك الطعام وتحريكه خلال عمليّة المضغ، وتحتوي الحُليمات على الآلاف من براعم التذوق (بالإنجليزيّة: Taste buds) التي تتكون من خلايا التذوق؛ حيث يكون عدد هذه البراعم مُقارباً لعشرة آلاف عند الولادة، بينما تقلّ تدريجيّاً حتى يُصبح عددها خمسة آلاف تقريباً عند كبار السنّ. وتمتلك براعم التذوق شعيرات صغيرة جدّاً وحسّاسة تُسمّى بالزُغيبات (بالإنجليزيّة: Microvilli) تُساعد على إنجاز عمليّة إيصال الإشارات العصبيّة للدّماغ، ومن ثمّ يأتي دور الدماغ لتحليل وتفسير الإشارات الواصلة وتمييز مذاق الطعام الذي يتناوله الإنسان. وفي بعض الأحيان تقوم المشروبات أو المأكولات الباردة بتقليل حساسيّة براعم الذوق تجاه مذاق الطعام. ومن الجدير بالذكر أنّ اللسان يحظى بمساعدة اللّعاب والأنف لإتمام عمليّة التذوق بشكل جيّد؛ حيث لا يستطيع اللسان الجاف تذوّق الطعام، كما يُمكن للروائح القويّة إرباك عمل براعم الذوق.
- محاربة الجراثيم: (بالإنجليزيّة: Fighting Germs) يحتوي الجزء الخلفيّ من اللسان على لوزة لسانيّة (بالإنجليزيّة: Lingual tonsil) وهي عبارة عن كتلة صغيرة من الأنسجة والتي تحتوي على خلايا تُساعد في القضاء على الجراثيم المؤذيّة التي تُسبّب الامراض لجسم الإنسان.
مشاكل السان
هناك مجموعة كبيرة من المشاكل والأمراض التي يُمكن أن تُصيب اللسان، وفيما يلي ذكر لبعض هذه الأنواع ومُسبّباتها:
- تغيّرات في لون اللسان: وفيما يلي بيان لبعض هذه التغيّرات:
- اللسان الأبيض: تغيّر لون اللسان إلى الأبيض قد يكون بسبب تشكّل طبقة من بقايا الطعام أو اللويحات البكتيريّة، أو الإصابة بداء المبيضات الفموي (بالإنجليزيّة: Oral thrush)، أو الطلاوة الفمويّة (بالإنجليزيّة: Leukoplakia)، أو الإصابة بالتهاب الحزاز المسطّح الفمويّ (بالإنجليزيّة: Lichen planus).
- اللسان الأحمر: يتغيّر لون اللسان مؤقّتاً للأحمر بسبب تناول الطعام ذو اللون الأحمر مثل الفراولة، أو تناول الأطعمة الحامضيّة، كما قد يكون هذا التغير في لون اللسان علامة على نقص أحد الفيتامينات أو الإصابة بداء كاواساكي (بالإنجليزيّة: Kawasaki disease)، أو الحمى القرمزيّة (بالإنجليزيّة: Scarlet fever).
- اللسان الأسود: عادةً ما يكون سبب تغيّر لون اللسان إلى الأسود غير خطير مثل؛ تناول بعض أنواع الأدوية، أو التدخين، أو عدم تنظيف الفم بشكل جيّد، أو جفاف الفم.
- ضخامة اللسان: (بالإنجليزيّة: Macroglossia) قد يحدث انتفاخ في اللسان نتيجة التفاعل التحسّسي تجاه بعض أنواع الادوية والاطعمة أو التعرض للسعة نحلة، أو نتيجة احتراق اللسان من الأطعمة والأشربة الساخنة، أو نتيجة وجود حالة طبيّة معينة مثل؛ داء النشواني (بالإنجليزيّة: Amyloidosis)، أو الهربس الفموي (بالإنجليزيّة: Oral herpes)، أو الأورام السرطانيّة.
- حدوث نموّ على سطح اللسان: ومن الأمثلة على ذلك:
- الورم الليفي التهيّجي (بالإنجليزيّة: Irritation fibroma)؛ وهو وجود عُقيدات حميدة قمميّة الشكل، ومرتفعة، وسميكة، ولونها زهريّ.
- السرطانة حُرشفيّة الخلايا (بالإنجليزيّة: Squamous cell carcinoma) وهو أكثر أنواع الأورام غير الحميدة التي تصيب التجويف الفموي انتشاراً، ويُعتبر التدخين، وشرب الكحول ، والوصول لعمر الأربعين أو أكثر من أبرز العوامل المُسبّبة لهذا المرض.
- حدوث تغيّرات غير طبيعيّة على سطح السان: ومن الأمثلة على ذلك:
- اللسان الأملس: قد تظهر بعض المناطق الملساء في اللسان نتيجة احتراقها بالطعام الساخن، أو استخدام أطقم الأسنان الصناعيّة، أو نتيجة نقص كلٍّ من فيتامين ب12، أو الحديد ، أو الفولات، أو الإصابة بالتهاب اللسان الهاجر الحميد (بالإنجليزيّة: Benign migratory glossitis).
- اللسان المتشقِق (بالإنجليزيّة: Fissured tongue): ويتمثّل بزيادة عمق الشقوق الطبيعيّة للسان.
- التهاب اللسان المعيني الناصف (بالإنجليزيّة: Median rhomboid glossitis)، حيث تظهر آفة (بالإنجليزيّة: Lesion) في خط المنتصف لظهر اللسان.
- اللسان المشعّر (بالإنجليزيّة: Hairy tongue): وهو عبارة عن زيادة كبيرة في نموّ حُليمات اللسان، تترافق عادةً مع اللسان الأبيض أو الأسود، ويمكن التخلص منها عن طريق تنظيف اللسان بالفرشاة.
- ألم اللسان: هناك الكثير من المشاكل والأمراض التي قد تسبّب ألم اللسان كفقر الدم، أو القرحة القلاعيّة (بالإنجليزيّة: Aphthous ulcers)، أو الهربس الفمويّ، أو السرطان.
- تغيّر في الإحساس باللسان: (بالإنجليزيّة: Paresthesia) حيث يقلّ الإحساس باللسان أو يتم فقدانه بشكل كامل وقد يكون ذلك نتيجة تلف العصب اللساني جرّاء إزالة بعض الأسنان القريبة منه، وبذلك قد تتأثر قدرة الشخص على الشعور بالألم، وتغيّرات درجة الحرارة، وإدراك موقع وحركة اللسان.
- مشاكل في التذوق: يُعرف خلل الذوق (بالإنجليزيّة: Dysgeusia) بحدوث مشكلة في الإحساس بالذوق، وقد يحدث نتيجة جفاف الفم، أو تناول بعض أنواع الادوية، أو علاج السرطان بالأشعة أو بالعلاج الكيماوي. بينما يُعتبر فقدان حاسة التذوق (بالإنجليزيّة: Ageusia) بشكلٍ كامل أمرٌ نادر الحدوث.
- مشاكل في حركة اللسان: قد يحدث تلف في الأعصاب نتيجة إجراء عمليّات جراحيّة في المنطقة، وهذا يحدّ من حركة اللسان ويؤثّر سلباً في القدرة على الكلام وتناول الطعام. ويُعدّ التصاق اللسان (بالإنجليزيّة: Ankyloglossia) أو ما يُعرف باللسان المربوط، إحدى المشاكل الأخرى التي تعيق حركة اللسان؛ ويتمثّل بوجود قصر أو شدّ في الأنسجة الموجودة بشكل طبيعي لربط اللسان بقاع الفم، وهذا قد يؤثّر في عمليّة الرضاعة عند الأطفال الرضع ويؤثّر في الكلام فيما بعد.