ما هو سبب برودة القدمين
برودة القدمين
يُعتبر شعور الكثير من النّاس بالبرودة في القدمين (بالإنجليزيّة: Cold feet) أمراً طبيعيّ الحدوث من وقت لآخر، وخاصّةً خلال فصل الشّتاء، وعادةً ما يتلاشى هذا الشعور خلال فترة وجيزة، وبذلك يكون غير مُؤذٍ للإنسان، ولكن في حال طالت المُدّة قد يتسبّب بحدوث عضّة البرد (بالإنجليزيّة: Frostbite) للمنطقة المُتأثّرة في حال لم تتمّ إعادة تدفئتها بالشكل الصّحيح، ومن الجدير بالذكر أنّ السّبب وراء برودة القدمين قد يكون مرضاً أو اختلالاً في الجسم لابدّ من معرفته وعلاجه. ويُرافق عادةً برودة القدمين ظهور أعراض أخرى تختلف باختلاف المُسبّب، ومن هذه الأعراض؛ الألم، والتنميل ، والخدران (بالإنجليزيّة: Numbness)، وتغيّر في لون الجلد، والشعور بالوخز واللسع (بالإنجليزيّة: Tingling).
أسباب برودة القدمين
هناك العديد من الأسباب وراء مُشكلة برودة القدمين منها ما هو بسيط ومنها ما هو خطير، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
- درجات الحرارة المنخفضة: تكون ردّة فعل الجسم الطبيعية عند التعرّض لانخفاض درجات الحرارة انقباض الأوعية الدمويّة الموجودة في الأطراف كاليدين والقدمين، وذلك لتقليل كميّة الدّم الواصلة لها، للاحتفاظ بالدّم للأجزاء الأكثر أهميّة، وعليه يقلّ الأكسجين الواصل إلى الأطراف، حينها يميل لونها إلى الأزرق، ومن ثمّ تعود إلى الوضع الطبيعي عند تدفئة الجسم.
- التوتر والقلق: نتيجة التعرّض لدرجة عالية من القلق (بالإنجليزيّة: Anxiety) أو التوترّ يقوم الجسم بصورة طبيعيّة بإفراز هرمون الأدرينالين (بالإنجليزيّة: Adrenaline)، والذي بدوره يُسبّب انقباض الأوعية الدمويّة في الأطراف، ممّا يُقلّل الدّم الواصل إليها، وذلك للاحتفاظ بالطّاقة اللّازمة للتصدّي لأي أذى قد يلحق بالجسم نتيجة التوتّر، ومن الجدير بالذّكر أنّ حدوث هذا الأمر بصورة مُستمرّة ومتكرّرة يُؤثّر سلباً في اليدين والقدمين.
- اضطرابات الدورة الدمويّة: يُعاني بعض الأشخاص من برودة القدمين بشكل مُستمرّ، وذلك لعدم وصول كميّات كافية من الدّم إلى الأطراف بسبب ضعف التروية الدمويّة في المنطقة، وذلك لعدد من الأسباب، من أهمّها ما يلي:
- أنماط الحياة الخالية من النّشاط.
- التّدخين.
- ارتفاع الكولسترول (بالإنجليزيّة: High cholesterol).
- بعض مشاكل القلب.
- فقر الدّم: يتسبّب نقص الحديد، أو فيتامين ب12، أو حمض الفوليك (بالإنجليزيّة: Folate) بنقصان عدد كُريّات الدّم الحمراء (بالإنجليزيّة: Red blood cells) في الجسم، وهذا ما يُعرف بفقر الدّم (بالإنجليزيّة: Anemia)، وهذا بدوره يُسبّب برودة القدمين.
- داء الأوعية المُحيطيّة: يعود السّبب وراء الإصابة بداء الأوعية المحيطيّة (بالإنجليزيّة: Peripheral vascular disease) إلى تراكم اللّويحات (بالإنجليزيّة: Plaque) في الأوعية الدموية الواصلة للأطراف وخاصةً الشرايين، ممّا يؤدّي لتضيّقها وبالتّالي قلّة وصول الدّم للأطراف وبرودتها.
- مرض السّكري: إنّ الأشخاص المُصابين بمرض السّكري (بالإنجليزيّة: Diabetes mellitus) مُعرّضون لمشاكل صحية في حال لم تتمّ السّيطرة على مُستويات السّكر في الدّم لفترات طويلة، ومن أهمّها؛ تضيُّق الشرايين، ممّا يُقلّل الدّم الواصل للأنسجة، وأيضاً اعتلال الأعصاب المُحيطيّة (بالإنجليزيّة: Peripheral neuropathy)، وكِلتا المشكلتَين تُسبّبان برودة القدمين.
- الاضطّرابات العصبيّة: قد يُعزى تلف الأعصاب في الأطراف إلى الرّضوض أو الإصابات كما في عضة البرد،أو بسبب الجينات الوراثيّة، أو نتيجة الإصابة باعتلال الأعصاب المحيطية الناتج عن بعض الحالات المرضية مثل؛ أمراض الكلى (بالإنجليزيّة: Kidney disease)، أو أمراض الكبد (بالإنجليزيّة: Liver disease)، ومن الجدير بالذّكر أنّ برودة الأطراف الناتجة عن تلف الأعصاب يرافقها غالباً التنميل والوخز.
- قصور الغدّة الدرقيّة: تتمثّل حالة قصور الغدّة الدرقيّة (بالإنجليزيّة: Hypothyroidism) بنقصان كميّة الهرمونات الدرقيّة المُفرزة، وكما هو معروف فإنّ هذا الهرمون يلعب دوراً مهمّاً في عمليّات الأيض (بالإنجليزيّة: Metabolism)، والتي بدورها تتحكّم في درجة حرارة الجسم، وضربات القلب (بالإنجليزيّة: Heartbeat)، ولذلك تُرافق قصورة الغدة الدرقية مشكلة برودة القدمين.
- داء رينو: يُعرّف داء رينو (بالإنجليزيّة: Raynaud's disease) على أنّه اضطّراب الدورة الدمويّة، خاصةً في الأوعية الدموية الموجودة في أصابع اليدين والقدمين، مما يؤدي إلى انقباض الأوعية الدمويّة في المنطقة عند التعرّض للتوتر أو القلق، وعليه يتغيّر لون المنطقة إلى اللّون الأبيض أو الأزرق ليعود تدريجيّاً إلى الأحمر مع عودة الدّم أو تدفئة المنطقة، وسُميَ بذلك نسبةً إلى الطبيب الفرنسي الذي اكتشف هذه المشكلة، ومن الجدير بالذّكر أنّ هذه الظّاهرة أكثر شيوعاً عند النّساء، وعادةً ما يرافقها الشعور بالتنميل والوخز.
- مرض بورغر: يُعتبر مرض بورغر (بالإنجليزيّة: Buerger's Disease) مرضاً نادر الحدوث، وفي الغالب يُصيب المُدخّنين من فئة الشّباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20-40، وفي هذا المرض يتسبب التّدخين بتضيّق الأوعية الدمويّة الموجودة في القدمين والساقين لدرجة كبيرة قد تصل إلى تلف في أنسجة الجلد، مع إمكانية تفاقم الحالة للإصابة بالعدوى أو الغرغرينا في المنطقة.
- ازرقاق الأطراف: إنّ تغيّر لون الأطراف إلى الأزرق بشكلٍ مستمرّ يُعرف بحالة ازرقاق الأطراف (بالإنجليزيّة: Acrocyanosis)، وتُعتبر هذه الحالة أكثر شيوعاً عند النساء، وتظهر على شكل نقاط زرقاء أو حمراء على جلد أصابع اليدين، والقدمين، والرّسغ، والكاحل، والوجه. ومن أعراضها برودة أصابع القدمين واليدين، وحدوث الانتفاخ أحياناً، بالإضافة إلى تعرّق باطن اليدين والقدمين، ولكن لا يرافق ازرقاق الأطراف الشعور بالألم.
- بعض الأدوية: قد يكون السبب وراء برودة القدمين هو استخدام بعض أنواع الأدوية؛ مثل أدوية حاصرات البيتا (بالإنجليزيّة: Beta blockers) المُستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدّم (بالإنجليزيّة: High blood pressure) والذّبحة الصّدريّة (بالإنجليزيّة: Angina)، حيث تُقلّل حاصرات البيتا من نشاط القلب وبالتّالي تخفض من التروية الدمويّة للأطراف.
علاج برودة القدمين
يعتمد علاج برودة القدمين على معرفة السّبب الكامن وراء المُشكلة؛ ومن أهمّ النّصائح للوقاية ولعلاج برودة القدمين ما يلي:
- زيادة التّروية الدمويّة من خلال ممارسة التّمارين الرياضيّة بشكل مُنتظم مثل؛ الرّكض والقفز.
- الحفاظ على دفء القدمين من خلال ارتداء الجوارب المخصصة للأجواء الباردة، وارتداء الخفّ العازل.
- عمل حمّام ماء دافئ للقدمين لمدّة تتراوح بين عشرة إلى خمس عشرة دقيقة يُساعد على تنشيط الدّورة الدمويّة.
- استخدام الوسائد أو اللبّادات الحراريّة (بالإنجليزيّة: Heating pads) بالقرب من القدمين.
- تناول الطّعام الصّحي والإقلاع عن التّدخين.
فيديو ما هي أسباب برودة القدمين؟
هل تعاني من مشكلة برودة قدميك؟ فهما أول ما يبرد وفيك وآخر ما يسخن! فما أسباب برودتهما؟ :