ما هو سبب احمرار العين
ما هي الأسباب التي تؤدي لاحمرار العين؟
احمرار العين أو احمرار الجزء الأبيض من العين أو احمرار الصُلبة (Sclera) يحدث نتيجة توسع الأوعية الدموية الدقيقة الموجودة في العين، بالتحديد بين طبقة الصلبة والملتحمة العلوية للعين، علمًا بأنّ هذه الأوعية الدموية غير مرئية للعين المجردة في الغالب، ويُشار إلى أن توسع الأوعية الدمويّة واحمرار العين قد ينتج عن أسباب مختلفة، ومن هذه الأسباب:
سلوكيات أو أنماط معينة
يرتبط احمرار العين أحيانًا بنمط الحياة والسلوكيات التي يتبعها الفرد خلال اليوم، ومنها:
- التحديق في شاشات الإلكترونيات: إذْ تحدث متلازمة الحاسب الآلي نتيجة العمل على الحاسوب والتحديق في الأجهزة الرقمية لمدة 2 ساعة أو أكثر على التوالي، فالنظر لفترة طويلة إلى الشاشات يسبّب إجهاد العينين، والرَّمش عدد مرات أقل من العادة، وهذا بدوره يؤدي إلى جفاف العين، مسببًا ظهورها حمراء اللون، خاصةً عند العمل لوقت متأخر من الليل.
- التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بأمراض العيون التي تؤثر في الرؤية، كما ويسبب تدخين التبغ تهيج العين، والمعاناة من جفافها، واحمرارها، والشعور بالحكة فيها، إضافةً إلى أنَّ تدخين الماريجوانا قد ينجم عنه أيضًا ظهور العينين باللون الأحمر، وذلك نتيجةً لتأثير إحدى مكوناتها التي قد تسبّب توسع الأوعية الدموية داخل العين، وظهورها محمرّة لعِدّة ساعات أو أكثر.
- السباحة: يمكن أن تتسبب مادة الكلور الموجودة في حمام السباحة في ظهور العينين حمراء قليلاً، ودامعة، وحساسة للضوء لبضع ساعات بعد السباحة والتعرض للمياه، لذا، يُنصح بارتداء النظارات الخاصة بالسباحة لتقليل تعرض العينين لمادة الكلور.
- قلة النوم: نتيجة لقلّة النوم قد تظهر العينين محمرّة، حيث تؤدي قلة النوم إلى زيادة احتباس الدم والسوائل حول العينين، وجفافها أيضًا، وهذا بدوره يجعلها تبدو منتفخة وحمراء.
بعض العوامل البيئية
توجد العديد من العوامل البيئية التي ترتبط باحمرار العين، ومنها ما يأتي:
- مثيرات الحساسية المحمولة في الهواء.
- الهواء الجاف؛ كما هو الحال عند الوجود في الأجواء ذات المناخ الحار، أو كبائن الطائرة، أو الأماكن المغلقة داخل الأبنية.
- ملوثات الهواء.
- التعرض المكثّف لأشعة الشمس؛ لذلك يُنصح بارتداء النظارات الشمسية التي تحجب الأشعة فوق البنفسجية عند الخروج نهارًا من المنزل.
- أدخنة بعض المواد، مثل: البنزين والمذيبات.
مشكلات العين الصحية
يوجد العديد من المشكلات الصحية التي قد تُصيب العين وتُسبّب احمرارها، وفيما يأتي بيانها:
قرحة القرنية
تنتج قرحة القرنية (Corneal ulcer) عادةً عن الإصابة بعدوى بكتيرية، وعادةً ما تظهر هذه القرحة بعد تعرض العين لإصابة أو ضرر معين، ويشار إلى أنَّ البعض يكون أكثر عرضة للإصابة بقرحة القرنية؛ كمن يعاني من اضطرابات في الجفن، أو الإصابة بقروح البرد، أو من يضع العدسات اللّاصقة؛ خاصةً إذا لم تُستخدم أو تخزّن أو تنظَّف بشكلٍ صحيح، وقد تشمل أعراض قرح القرنية ما يأتي:
- احمرار العينين.
- الشعور بألم في العينين.
- خروج إفرازات خفيفة إلى شديدة من العينين.
- انخفاض الرؤية.
- ظهور بقع بيضاء على سطح قرنية العين.
- المعاناة من حساسية تجاه الضوء.
العين الوردية
العين الوردية أو المعروفة باسم التهاب الملتحمة العين (Conjunctivitis)، هي التهاب بكتيري أو فيروسي يصيب بطانة جفن العين وبياضها (الصلبة)، ويشُار إلى أنه شائع جدًّا خاصةً بين الأطفال، وفي العادة يكون شديد العدوى، إذ ينتقل من شخص إلى آخر بسرعة، وقد تشمل أعراضه ما يأتي:
- الشعور بحرقة أو حكة أو وجود رمل في العينين.
- خروج إفرازات لونها أبيض، أو أصفر، أو أخضر من العينين.
- تدميع العين بشكل أكثر من المعتاد.
- المعاناة من حساسية تجاه الضوء.
- وجود قشرة على رموش العين أو الجفنين.
تمزق الأوعية الدموية
عندما تتمزق الأوعية الدموية الدقيقة الموجودة تحت سطح العين، فإن هذا يحوّل بياض العين إلى اللون الأحمر الفاتح، مع الشعور بوجود خدش فيها، وفي هذه الحالة قد تبدو العين مخيفة، إلَّا أنها غير مؤذية، وعادةً لا تسبّب الألم، وقد يحدث تمزق الأوعية الدموية لأسباب أو عوامل عِدة، منها:
- فرك العينين بقوة.
- العطس بقوّة.
- التقيؤ الشديد.
- حمل الأشياء الثقيلة.
- تناول الأدوية المميعة للدم، كالأسبرين، فهي من العوامل التي قد تزيد من احتمالية حدوث تمزق في الأوعية الدموية في العين.
زَرق العين أو الجلوكوما
وهو مرض شائع يُصيب العين جرّاء حدوث تلف في العصب البصري الذي يربط العين بالدماغ، وتتأثر كلتا العينين في الغالب بهذه المشكلة، ولكنَّه قد يظهر أحيانًا أكثر سوءًا في إحدى العينين، كما يمكن أن يتطور فجأة دون سابق إنذار، ومن الأعراض التي قد تُصاحبه ما يأتي:
- احمرار العينين.
- الشعور بألم شديد في العينين.
- المعاناة من الاستفراغ والغثيان.
- رؤية المصاب حلقات أو هالات حول الأضواء.
- المعاناة من الصداع.
- الشعور بحرارة حول العينين.
- تشويش أو غباش في الرؤية.
مرض جفاف العين
يعد جفاف العين من المشكلات الشائعة التي تحدث نتيجة عدم قدرة الدموع على ترطيب العين بشكلٍ كافٍ، والتي عادةً ما تؤثر في كِلتا العينين، وقد تتضمن العلامات والأعراض المصاحبة للحالة التي تُصنف كمرض جفاف العين ما يأتي:
- احمرار العينين.
- الشعور بحرقان أو وخز أو وجود خدش في العينين.
- ملاحظة وجود مادة مخاطية على شكل خيط داخل أو حول العينين.
- الشعور بوجود شيء مزعج داخل العينين.
- المعاناة من حساسية تجاه الضوء.
- إيجاد صعوبة عند محاولة وضع العدسات اللاصقة داخل العينين.
- صعوبة القيادة في ساعات الليل.
- الشعور بإرهاق العينين.
- تغبيش في الرؤية.
- كثرة التدميع كردّ فعل يساهم في تخفيف جفاف العين.
التهاب الجفن
يكون التهاب الجفن (Blepharitis) في مُعظم الأحيان ملحوظًا لأنه قد يسبب تهيج العينين، وتشويش الرؤية، ومن أعراض التهاب الجفن الأخرى ما يأتي:
- احمرار العيون.
- حكة الجفون واحمرارها.
- انتفاخ الجفون وتورمها.
- حرقة في العينين.
- الإحساس بوجود شيء داخل العينين.
- حساسية العينين تجاه الضوء.
- وجود قشرة على الرموش أو في زوايا العين.
- لزوجة الجفون.
- تدميع العينين.
التهاب القزحية
يمكن تعريف التهاب القزحية (Uveitis) على أنه الالتهاب الذي يصيب قزحية العين وبطانتها، ومن الجدير بالذكر أنّ ترك التهاب القزحية دون علاج قد يؤدي إلى ظهور مشكلات أخرى في العين؛ كالجلوكوما، وإعتام عدسة العين، وحتى العمى، وقد يكون التهاب القزحية مصحوبًا باحمرار العين، وربما أعراض أخرى، منها:
- ألم في العين.
- الحساسية تجاه الضوء.
إصابات العين
قد تتعرض العين للعديد من الإصابات؛ مثل دخول الأجسام الغريبة فيها، أو التعرّض للإصابات الرياضية، أو الحوادث، وهذه الإصابات قد يسفر عنها احمرار في العين، وأعراض أخرى محتملة، في الآتي بعض منها:
- الشعور بالألم.
- ظهور التورم في العين.
- اضطراب الرؤية، ومشاهدة وميض في مجال النظر.
- فقدان البصر بصورة دائمة في حالة التعرّض للإصابات الخطيرة في العين.
أسباب أخرى
بالإضافة إلى ما ذكر سابقًا، توجد أسباب أخرى لاحمرار العين، ومنها ما يأتي:
- الاستخدام المفرط لقطرات العين: يُشار إلى أنَّ من أضرار استخدام قطرات العين بكثرة بهدف التخلص من احمرار العينين قد يجعل العينين تبدو أكثر احمرارًا، فقد يتسبب استخدام القطرات لفترة طويلة وبشكلٍ مفرط في حدوث ما يُعرف بالتمدد الارتدادي (Rebound dilation) للأوعية الدموية في العين، وهذا بدوره يجعل العين تبدو أكثر احتقانًا بالدم، لذلك يُنصح باستشارة طبيب العين لتحديد سبب احمرار العينين قبل استخدام قطرات العين منْ أيِّ نوع.
- التغيرات الهرمونية أثناء فترة الحمل: حيث يتسبب الحمل في حدوث تغيرات كبيرة لعدة هرمونات في الجسم، وهذا قد يُسفر عنه إنتاج الجسم للدموع بكمية أقل، وبالتالي الشعور بالتهيج في العينين، بالإضافة إلى احمرار وحساسية تجاه الضوء.
دواعي مراجعة الطبيب
يجب مراجعة الطبيب في حال الشعور بظهور أي مشكلة في العنين خاصة إذا كانت مستمرة، ويُوصى بطلب الرعاية الطبية الطارئة في حالة ظهور أعراض معينة مصاحبة لاحمرار العين، ومنها ما يأتي:
- حدوث تغير مفاجئ في الرؤية.
- عدم القدرة على فتح العين أو إبقاء العين مفتوحة.
- ظهور الاحمرار كنتيجة لدخول جسم غريب أو مادة كيمائية إلى العين.
- الشعور بصداع شديد، أو ألم في العين، او حُمى، أو حساسية غير عادية للضوء.
- المعاناة من الغثيان والتقيؤ.
- رؤية هالات مفاجئة حول الأضواء.
- الشعور بوجود شيء ما داخل العين.
ملخص المقال
يظهر احمرار العين عادةً بسبب تمدد الأوعية الدموية فيها، أو نتيجة جفافها، أو تعرضها للإصابة، أو تعرّضها لأية عوامل قد تثير الحساسية فيها، كما أنَّ احمرار العين قد يكون أحيانًا دليلًا على وجود حالة طبية طارئة، لذا يُنصح بعدم إهمال احمرار العين، ومراجعة الطبيب لتشخيص الحالة، خاصةً إذا استمر الاحمرار لفترة طويلة، أو كان مصحوبًا بألم في العين، أو مشكلات في الرؤية.