ما هو روماتيزم القلب
روماتيزم القلب
روماتيزم القلب أو داء القلب الروماتزميّ (بالإنجليزية: Rheumatic heart disease) هو حالة صحية تتمثل بتلف واحد أو أكثر من صمامات القلب بشكل دائم بسبب الإصابة بحُمّى الروماتيزم (بالإنجليزية: Rheumatic fever)؛ حيث تحدث المشكلة بعد الإصابة بعدوى البكتيريا العُقدية في حال عدم علاجها أو عدم علاجها بكشل كافٍ، فيستجيب الجهاز المناعي بتحفيز التهاب مستمر يُلحق الضرر بصمامات القلب.
أسباب روماتيزم القلب
ينجم روماتيزم القلب عن الإصابة بحمّى الروماتيزم كما ذكرنا، وإنّ حمى الروماتيزم تتطوّر نتيجة الإصابة بعدوى الحلق الناجمة عن بكتيريا العقديّة المقحيّة من المجموعة أ (بالإنجليزية: Group A streptococcus) مثل حالات التهاب الحلق العقديّ (بالإنجليزية: Strep throat)، أو الحمّى القرمزيّة (بالإنجليزية: Scarlet fever) في حالات قليلة، أمّا بالنسبة لأمراض العدوى الأخرى التي تسببها هذه البكتيريا في أجزاء أخرى من الجسم مثل الجلد فإنّها نادراً ما تتطوّر إلى حمّى الروماتيزم.
أمّا بالنسبة لسبب تحوّل العدوى إلى حمّى الروماتيزم في بعض الحالات فيعود إلى امتلاك هذا النوع من البكتيريا بروتينات مشابهة لبروتينات موجودة بشكلٍ طبيعيّ في بعض أنسجة الجسم، لذا قد يؤدي تحفيز الجهاز المناعيّ عند الإصابة بالعدوى إلى محاربة بعض أنسجة الجسم الطبيعيّة، وبالتالي تُصاب بالالتهاب والانتفاخ، خصوصاً أنسجة القلب، والمفاصل، والجلد، والجهاز العصبيّ المركزيّ، ولكن يجدر التنبيه أنّ الإصابة لا تتحول في الغالب إلى حُمّى الروماتيزم (التي قد تتطور إلى روماتيزم القلب) إلّا في حال عدم الخضوع للعلاج بعد الإصابة بالعدوى، أو عدم الالتزام بالعلاج بحسب تعليمات الطبيب مثل استخدام المضادّ الحيويّ (بالإنجليزية: Antibiotic) والأدوية الأخرى الموصوفة.
الفئات الأكثر عُرضة لروماتيزم القلب
على الرغم من أنّ حمّى الروماتيزم قد تصيب الأشخاص من مختلف الفئات العُمُريّة، إلّا أنّ معظم الحالات يتمّ تشخيصها لدى الأطفال بينّ سنّ 5-15 من العُمُر، وعلى الرغم من انخفاض نسبة الإصابة بروماتيزم القلب بشكلٍ عام حول العالم مؤخراً، إلّا أنّ نسبة الإصابات مازالت مرتفعة في بعض الدول والمناطق الفقيرة.
علامات وأعراض روماتيزم القلب
يمكن الاستدلال على الإصابة بروماتيزم القلب من خلال معرفة التاريخ الصحي للشخص المعني؛ بمعنى فيما إن كان قد أُصيب بعدوى بكتيريا العقديّة المقحيّة مؤخراً، أو حمّى الروماتيزم، حيث تختلف الأعراض والعلامات التي قد تظهر على الأشخاص المصابين، وفيما يأتي بيان لبعض الأعراض الشائعة التي قد تصاحب هذه الحالة:
- أعراض حُمّى الروماتيزم: ومنها ما يأتي:
- الحمّى .
- حركات غير إراديّة في عضلات الوجه، والساقين، والذراعين.
- ألم المفاصل الشديد، وانتفاخها.
- الطفح الجلديّ الأحمر والمنتفخ، خصوصاً في منطقة الصدر، والظهر، والبطن.
- التعب والإرهاق.
- ضيق التنفّس .
- أعراض روماتيزم القلب: تعتمد بشكلٍ رئيسيّ على شدّة الضرر الحاصل على صمّامات القلب لدى الشخص المصاب، ومنها:
- ألم الصدر.
- الانتفاخ أو التورّم.
- ضيق التنفّس، خصوصاً عند الاستلقاء أو ممارسة بعض الأنشطة البدنيّة.
ولمعرفة المزيد عن أعراض روماتيزم القلب يمكن قراءة المقال الآتي: ( أعراض روماتيزم القلب ).
تشخيص روماتيزم القلب
إنّ الخطوة الأولى لتشخيص الإصابة بمرض روماتيزم القلب هي التأكد من إن كان الشخص المعني قد أُصيب بالبكتيريا العُقدية، وذلك بمعرفة الأعراض والعلامات التي تظهر عليه حاليًا أو سؤاله عنها فيما إن عاني منها مُسبقًا، وقد يأخذ الطبيب مسحة من حلق الشخص المصاب لزراعتها للكشف عن الأجسام المضادّة للبكتيريا العقديّة (بالإنجليزية: Strep antibodies)، أو قد يتمّ أخذ عينة من دم الشخص للكشف عنها، أو إجراء كلا الاختبارين، ثمّ يُجري الطبيب الفحص السريريّ للكشف عن بعض العلامات التي قد تصاحب حمّى الروماتيزم مثل ألم والتهاب المفاصل، وسماع نبض القلب للكشف عن بعض العلامات التي قد تدلّ على إجهاد القلب مثل وجود اضطراب في النظم القلبيّ، وملاحظة لَغَط القَلْب أو النَّفْخة القَلْبِيّة (بالإنجليزية: Heart murmur).
ومن الاختبارات الأخرى التي تساعد على تشخيص الإصابة بروماتيزم القلب وتقييم الضرر الحاصل على القلب ما يأتي:
- تخطيط كهربائيّة القلب: يساعد إجراء اختبار تخطيط كهربائية القلب (بالإنجليزية: Electrocardiography) واختصاراً ECG على الكشف عن وجود اضطرابات في التوصيل الكهربائيّ أو الإشارات الكهربائية في القلب.
- تخطيط صدى القلب: يتمّ إجراء اختبار تخطيط صدى القلب (بالإنجليزية: Echocardiography) للكشف عن تراكم السوائل في الغشاء المحيط في القلب، واضطراب وظائف عضلة القلب، وتسريب صمّامات القلب.
- تصوير الصدر بالأشعة السينيّة: يساعد تصوير منطقة الصدر بالأشعة السينيّة (بالإنجليزية: X-ray) في الكشف عن تضخّم القلب، والتأكد من سلامة الرئتين.
- تصوير القلب بالرنين المغناطيسيّ: (بالإنجليزية: Cardiac MRI) ممّا يساهم في الحصول على صورة دقيقة للقلب بما في ذلك عضلة القلب والصمّامات.
علاج روماتيزم القلب
يعتمد علاج مرض روماتيزم القلب بشكلٍ رئيسيّ على منع تكرار الإصابة بحمّى الروماتيزم مرّة أخرى وبالتالي الوقاية من تفاقم الضرر الحاصل على القلب، لذا يتمّ وصف المضادّات الحيويّة التي تساهم في القضاء على بكتيريا العقديّة المقحيّة من المجموعة أ في حال كانت العدوى قائمة، وقد يحتاج الطفل المصاب بروماتيزم القلب إلى أخذ المضادّات الحيويّة بشكلٍ مستمر حتى بلوغ 25-30 سنة من العمر تقريباً للوقاية من تكرار العدوى، وكذلك للوقاية من الإصابة بالتهاب الشغاف العدوائيّ (بالإنجليزية: Infective Endocarditis)؛ وهو الالتهاب الذي يُصيب صمّامات القلب أو بطانة القلب، كما قد يتمّ تقديم العلاج الداعم (بالإنجليزية: Supportive treatment) في حال معاناة الشخص من فشل القلب الاحتقانيّ (بالإنجليزية: Congestive heart failure) بناءً على كميّة الضرر الحاصل على القلب والظروف الصحيّة للشخص المصاب، ثمّ يتركّز العلاج في المرحلة اللاحقة على الوقاية من مضاعفات مرض روماتيزم القلب وعلاجها في حال حدوثها، وفي الحالات الشديدة من المرض والتي تكون مصحوبة بضرر كبير في صمّامات القلب قد يتمّ اللجوء إلى إجراء عمل جراحيّ في القلب لإصلاح الضرر الحاصل على صمّامات القلب أو استبدالها.
ولمعرفة المزيد عن علاج روماتيزم القلب يمكن قراءة المقال الآتي: ( ما هو علاج روماتيزم القلب ).
أضرار روماتيزم القلب
كما بيّنّا سابقًا فإنّ روماتيزم القلب يحدث نتيجة المعاناة من حُمّى الروماتيزم، وبالرغم من أنّ الضرر الملحوظ في حالات روماتيزم القلب يتركز في الغالب في صمامات القلب، إلا أنّ أجزاء أخرى من القلب قد تتأثر كذلك، بما في ذلك بطانة القلب أو عضلته، وإنّ حدوث التهاب في هذه الأجزاء يُسبب التهاب القلب، ونتيجة هذا الضرر الحاصل في القلب قد يتشكّل نسيج ندبيّ على صمّامات القلب، ولا يزول بعد الشفاء من حمّى الروماتيزم، وقد يؤدي ذلك إلى اضطراب حركة الدم بين الصمامات، مثل تسّرب الدم بين الحجرات، أو عودة الدم بالاتجاه المعاكس، أو إعاقة حركة الدم بسبب تضيّق الصمّام واضطراب قدرته على الفتح والإغلاق بشكلٍ طبيعيّ، وقد يحتاج الشخص المصاب الخضوع لعمل جراحيّ لتصحيح الضرر الحاصل على صمّامات القلب في الحالات الشديدة.
الوقاية من روماتيزم القلب
يمكن الوقاية من الإصابة بمرض روماتيزم القلب من خلال التشخيص الفوريّ للإصابة بعدوى بكتيريا العقديّة المقحيّة من المجموعة أ، والخضوع للعلاج والالتزام به، مثل العلاج بالمضادّات الحيويّة الموصوفة من قِبَل الطبيب ومن ضمنها دواء البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin)، والذي يساهم بدوره بشكلٍ كبير في الحدّ من خطر تطوّر العدوى إلى روماتيزم القلب ومضاعفات حمّى الروماتيزم الأخرى، ومن الأمثلة على ذلك المضادّات الحيويّة الوقائيّة التي يصفها الطبيب في بعض الحالات قبل إجراء عمل جراحيّ في الفم للوقاية من العدوى البكتيريّة، فبذلك نقي من تضرر القلب في حال تطوّر العدوى، كما يجب الحرص دائماً على المحافظة على نظافة الفم والأسنان للوقاية من الإصابة بروماتيزم القلب، وذلك من خلال تفريش الأسنان، واستخدام الخيط، واستخدام الماء المدعّم بعنصر الفلورايد، بسبب احتواء الفم على بعض أنواع البكتيريا التي قد تدخل إلى مجرى الدم وتصل إلى القلب مُسببة الالتهاب في حال عدم الاهتمام بنظافة الفم.