أعراض سرطان الرئة
أعراض سرطان الرئة
إنّ الانتباه إلى أعراض سرطان الرئة والبدء بعمليّة التشخيص في أقرب وقت ممكن من الأمور المهمة؛ حيث إنّ الكشف المبكّر عن سرطان الرئة يوفّر المزيد من الخيارات العلاجيّة التي يمكن للمريض الحصول عليها بشكل عام، ولكن في الحقيقة ينتظر البعض بضعة أشهر بعد ظهور الأعراض قبل مراجعة الطبيب للبدء بعمليّة التشخيص، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ هناك عدد قليل من النهايات العصبيّة المسؤولة عن تزويد الفرد بالإحساس داخل الرئتين، وهذا يجعل الشعور بالتغيّرات في هذه المنطقة من الجسم أمرًا صعبًا، بالإضافة إلى ذلك فإنّ العلامات الأوّلية لسرطان الرئة إن ظهرت تكون خفيفةً وبسيطةً، وعادةً ما تُنسب بشكل خاطئ إلى مشاكل صحيّة أقلّ خطورة، مثل؛ نزلات البرد والإنفلونزا، وبالتالي لا تظهر أعراض واضحة لسرطان الرئة أو أعراض تدفع الفرد لطلب الرعاية الطبيّة حتى يتطوّر الورم إلى مرحلة متقدّمة في كثير من الحالات، ولكن قد يلاحظ بعض الأفراد واحدة من العلامات التحذيريّة المُبهمة أو أكثر والتي تشير في وقت مبكّر إلى وجود مشكلة ما في الرئة.
أعراض المرحلة المبكّرة من سرطان الرئة
فيما يأتي أعراض المرحلة المبكرة من سرطان الرئة:
- يُعتبر السعال العَرَض الأوّل والأكثر شيوعًا لمرض سرطان الرئة، وفي حال أصيب فرد يُعاني من التهاب القصبات المزمن بسرطان الرئة سيُلاحظ حينها أنّ السعال يزداد سوءًا.
- يمكن للورم السرطاني أن ينمو تجاه الأوعية الدمويّة ويسبّب خروج الدم مع البلغم .
- يمكن للورم السرطاني في الرئة أن ينمو تجاه القصبات الهوائيّة ويسبّب تضيّقها، مما يؤدي إلى صدور صفير عالي النبرة أو ما يُعرف بالصرير أثناء الشهيق أو الزفير عند تنفّس الفرد.
- يمكن نموّ الورم تجاه جدار الصدر مما يؤدي إلى الشعور بألم في الصدر.
- يمكن أن يسبب سرطان الرئة بحة في الصوت.
- يمكن لمريض سرطان الرئة أن يلاحظ مجموعة الأعراض المتمثّلة بالسعال، والحمّى، وألم الصدر، وضيق التنفس الناتجة عن الالتهاب الرئوي (بالإنجليزيّة: Pneumonia).
- يمكن أن يترافق سرطان الرئة مع نوبات متكرّرة من التهاب القصبات أو الالتهاب الرئوي .
أعراض المرحلة المتقدّمة من سرطان الرئة
يؤثر سرطان الرئة في المراحل المتقدّمة من المرض في أجزاء أخرى من الجسم إلى جانب الجهاز التنفسي؛ حيث إنّ الخلايا السرطانية قد تنتشر أو تنتقل إلى أنسجة وأعضاء بعيدة مثل؛ الدماغ، أو الكبد، أو العظام، وذلك لا سيّما إذا دخلت الخلايا السرطانية إلى مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي، وفي الحقيقة قد لا يُسبّب سرطان الرئة المنتشر أو النقيلي (بالإنجليزيّة: Metastatic lung cancer) أي أعراض في بعض الأحيان، وتعتمد أعراض سرطان الرئة النقيلي على عدّة عوامل، أهمّها؛ الجزء من الجسم الذي وصل إليه السرطان، وحجم الورم، وموقعه،
وفيما يأتي بيان لأبرز الأعراض الظاهرة لسرطان الرئة في المراحل المتقدّمة بناءً على الأجزاء التي انتشر إليها السرطان:
- القلب أو المنطقة الموجودة في منتصف الصدر: يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، أو اعتراض طريق التدفّق الدموي إلى القلب، أو تراكم السوائل في كيس التامور (بالإنجليزيّة: Pericardial sac) المحيط بالقلب.
- المريء أو بالقرب منه: يؤدي إلى صعوبة في البلع أو ألم أثناء البلع.
- الدماغ: قد يؤدي انتشار سرطان الرئة إلى الدماغ إلى المعاناة من الصداع أو نوبات الصرع، وفي حال أخذ ورم كبير بالضغط على الأعصاب قد يسبّب خدرانًا أو ضعفًا في الذراعين والساقين.
- الكبد: قد يؤدي انتشار سرطان الرئة إلى الكبد إلى ظهور مجموعة من الأعراض تشمل؛ الغثيان، والتعب الشديد، وزيادة حجم البطن، وتورّم القدمين واليدين نتيجة تراكم السوائل، واصفرار أو حكّة الجلد.
- العظام: قد يؤدي إلى المعاناة من ألم العظام، وأحيانًا في عظام الفقرات أو الضلوع، أو الكسور، أو الإمساك، أو انخفاض مستوى الانتباه واليقظة نتيجة ارتفاع مستويات الكالسيوم.
- النخاع الشوكي: قد يؤدي إلى مجموعة من الأعراض تشمل؛ الصداع، وعدم وضوح الرؤية، وازدواجيّة الرؤية، وصعوبة الكلام، ونوبات الصرع.
علامات وأعراض أخرى
فيما يأتي علامات وأعراض أخرى لسرطان الرئة:
- فقدان الشهية.
- أعراض عصبيّة مثل؛ فقدان الذاكرة.
- الشعور بآلام في الصدر، أو الكتف، أو الظهر لا تزول وغالبًا ما تزداد سوءًا مع التنفس العميق.
- نموّ الغدد اللمفاويّة الموجودة في الرقبة.
- رغبة الفرد بشكل مفاجئ بالإقلاع عن التدخين، ويحدث ذلك نادرًا.
- حدوث مشاكل في الأظافر؛ كالمعاناة من تعجّر الأصابع؛ حيث تُصبح أطراف الأصابع أكبر حجمًا أو تبدو أكثر استدارة.
- الشعور بضيق في الصدر.
- المعاناة من التعب الشديد والكسل، بالإضافة إلى الشعور العام بالتوعّك والمرض.
- الشعور بآلام في المفاصل.
- المعاناة من شلل الوجه.
- الهزال العضلي أو الدنف (بالإنجليزيّة: Cachexia).
- النزيف الدموي.
- حدوث الجلطات الدمويّة.
- حمّى غير معروفة السبب.
المتلازمات المرتبطة بسرطان الرئة
ترتبط بعض أنواع سرطان الرئة بحدوث مجموعة محدّدة من الأعراض تُدعى حينها متلازمة، وفيما يأتي أبرز الأمثلة على هذه المتلازمات:
متلازمة هورنر
تشكّل متلازمة هورنر (بالإنجليزيّة: Horner syndrome) مجموعة معيّنة من الأعراض المرتبطة بتلف الأعصاب، وفي الغالب تؤثر هذه الأعراض في أحد جانبيّ الوجه؛ حيث تسبّب تدلّى الجفن وصغر حجم بؤبؤ العين.
متلازمة الوريد الأجوف العلوي
تُعرف متلازمة الوريد الأجوف العلوي (بالإنجليزيّة: Superior vena cava syndrome) بأنّها مجموعة من الأعراض التي تظهر على مريض سرطان الرئة نتيجة نموّ الورم تجاه أو داخل أحد الأوردة الكبيرة في الصدر والذي يُطلق عليه الوريد الأجوف العلوي، وهذا بدوره يسبّب الضغط عليه وانسداده، وبالتالي اعتراض طريق الدم المارّ فيه، مما يؤدي إلى عودة وتجمّع الدم داخل الأوردة الأخرى الموجودة في الجزء العلوي من الجسم، وفي الحقيقة ينتج عن هذه الحالة مجموعة من الأعراض التي تزداد سوءًا لدى الفرد عند الاستلقاء أو الانحناء للأمام، تشمل ما يأتي:
- تضخّم الاوردة الموجودة في جدار الصدر.
- تورّم، واحمرار، والشعور بالألم في مناطق الوجه، والرقبة، والجزء العلوي من الصدر بما في ذلك الثديين.
- ضيق النفس، والصداع، والدوار، والنعاس، وتشوش الرؤية.
متلازمة الأباعد الورمية
تنتج متلازمة الأباعد الورميّة (بالإنجليزيّة: Paraneoplastic syndrome) عن إفراز السرطان لمواد معيّنة مثل؛ الهرمونات، والسيتوكينات، وأنواع متعدّدة من البروتينات بحيث تُسبّب تأثيرات مختلفة في أنسجة بعيدة عن موقع السرطان مثل؛ الأعصاب والعضلات، والجدير بالذكر أنّ هذه المتلازمة لا ترتبط بموقع أو حجم سرطان الرئة، كما أنّها لا تُشير إلى انتقال السرطان إلى منطقة أخرى خارج الصدر، وفيما يأتي مجموعة من التأثيرات الشائعة التي قد تنتج عن متلازمة الأباعد الورميّة لسرطان الرئة:
- ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم: يحدث ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم لدى الأفراد المصابين بسرطان الخلايا الحرشفية (بالإنجليزيّة: Squamous cell carcinoma) أو الأفراد الذين انتقل لديهم السرطان إلى العظام، وفي الواقع تشمل أعراض هذه المشكلة الضعف، والتعب، والغثيان، والتقيؤ، وكثرة التبول، وزيادة العطش، والتوهان، وصعوبة التفكير، والتشويش.
- متلازمة الإفراز غير الملائم للهرمون المضاد لإدرار البول: (بالإنجليزيّة: Syndrome of inappropriate antidiuretic hormone) وتشمل أعراض هذه المتلازمة ضعف وتشنّج العضلات، والغثيان، والتقيؤ، والتشويش، والأرق، والتعب.
- التهاب العظام والمفاصل: وتظهر على شكل تعجّر الأصابع مع أو بدون حدوث الاعتلال المفصلي العظمي الرئوي الضخامي (بالإنجليزيّة: Hypertrophic pulmonary osteoarthropathy).
- متلازمة تروسو: تتمثّل متلازمة تروسو (بالإنجليزيّة: Trousseau syndrome) بفرط تخثّر الدم لدى الفرد مع حدوث خثار وريدي سطحي مهاجر، وغالبًا ما يُسبّب ذلك جلطات دموية في الساقين .
- متلازمة ايتون لامبرت: تتشابه أعراض متلازمة ايتون لامبرت (بالإنجليزيّة: Eaton-Lambert syndrome) مع أعراض الوهن العضلي، وتتضمّن؛ ضعف العضلات، وفقدان القدرة على الحركة، والمعاناة من صعوبة المضغ، ورفع الأشياء، وصعود الدرج.
- متلازمة كوشنغ: تشمل أعراض متلازمة كوشينغ (بالإنجليزيّة: Cushing syndrome) ارتفاع مستوى السكر في الدم، وارتفاع ضعط الدم، وضعف العضلات، إضافةً إلى امتلاك الفرد لوجه مستدير مع ذراعين وساقين نحيلين وضعيفين، كما قد يُسبّب زيادة في الوزن يصاحبها ظهور علامات بنفسجيّة على منطقة البطن.
ورم بانكوست
يُعدّ ورم بانكوست (بالإنجليزيّة: Pancoast tumor) نوعًا نادرًا جدًّا من سرطان الرئة، وينمو هذا الورم في الجزء العلوي من الرئة تمامًا، ويمثّل ألم الكتف الشديد أو الألم الذي ينتقل إلى أسفل الذراع أكثر الأعراض شيوعًا لورم بانكوست.
أعراض تستدعي مراجعة الطبيب
توجد مجموعة من الأعراض التحذيريّة والتي تُشير إلى ضرورة مراجعة الفرد للطبيب أو مقدّم الرعاية الصحيّة، وذلك ليحدد الطبيب السبب الحقيقي وراء ظهور هذه الأعراض، وفي الواقع قد يكون السبب هو سرطان الرئة، كما قد يكون السبب في العديد من هذه الأعراض مشاكل صحيّة أخرى بسيطة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأفراد المصابين بأمراض الرئة المزمنة أو طويلة الأجل قد يُعانون من الكثير من هذه الأعراض، ولكن يجدر بهؤلاء المرضى إعلام الطبيب في حال حدوث أي تغيّرات على الأعراض المألوفة أو ازدادت سوءًا عن السابق،
ومن أهم الأعراض التي تستدعي مراجعة الطبيب ما يأتي:
- الشعور بألم جديد في الصدر يستمرّ لمدّة زمنيّة طويلة، ويزداد سوءًا عند التنفّس بعمق، وتتعدّى قوّة الألم الشعور بعدم الراحة عند السعال.
- المعاناة من السعال المصحوب بكميّة صغيرة من المخاط المخلوط بالدم سواءً كان بلون أحمر فاتح أو بلون الصدأ.
- المعاناة من السعال المصحوب بالمخاط الأصفر أو الأخضر الخارج من الرئتين، وبشكل متكرّر خلال مدّة تزيد عن يومين.
- ظهور أعراض الالتهاب الرئوي، والتي تتمثّل بضيق التنفس، والسعال، والحمّى.
- المعاناة من السعال المستمر لفترة تتجاوز أربعة أسابيع.
- تكرار حدوث التقيؤ الناتج عن السعال.
- التنفس بشكل طبيعي خلال أوقات الراحة، مع المعاناة من ضيق النفس الشديد بعد أي تمرين بدني.
- فقدان الوزن غير معروف السبب.
- زيادة التعب الجسمي دون وجود مبرّر لذلك.
أعراض تستدعي التدخل الطبيّ الفوريّ
يحتاج الفرد لخدمات الطوارئ والتدخّل والطبي الفوري عند حدوث أي من الأعراض الآتية:
- حدوث ألم مفاجئ أو جديد في الصدر بحيث يصاحبه أعراض أخرى للجلطة القلبيّة مثل؛ ضيق التنفس والغثيان، أو أن تكون طبيعة الألم تشبه السحق أو الضغط أو العصر، أو أن تزداد حدّته مع مرور الوقت.
- السعال المصحوب مع كميّات كبيرة من الدم الخارجة من الرئتين، بحيث تتجاوز هذه الكميّة المسحات أو الكميّات القليلة الممزوجة مع الكثير من المخاط.
- المعاناة من صعوبة التنفس بشكل مفاجئ أو جديد.
- المعاناة من التقيؤ الذي يرافقه شعور باحتماليّة فقدان الوعي عند الجلوس أو الوقوف.
- الشعور بأنّ أخذ النفس ثقيل وسطحي وسريع، إضافةً إلى ضيق التنفس أو الصفير أثناء التنفس حتى خلال أوقات الراحة.
- حدوث تورّم في الوجه والرقبة.
طلب العون للإقلاع عن التدخين
قد يحتاج الفرد المدخّن الذي لم يتمكّن من التوقف عن التدخين بمفرده إلى الاستعانة بالجهات الطبيّة؛ حيث يوصي الطبيب باستراتيجيات مناسبة للإقلاع عن التدخين، ويشمل ذلك؛ تقديم المشورة والتوعية، وإعطاء الأدوية، والمنتجات البديلة للنيكوتين.