ما هو الورد في القران
ما هو الوِرد في القرآن
الوِرد في اللُّغة
يعرف الورد باللغة بأنّه: مُوافاة الشيء، والوِرد من القُرآن هو: الجُزء منه، وسُمِّي وِرداً؛ لأنّ المسلم يقصد مُوافاتَه، وقراءَتَه، أو لأنّ المسلم بقراءته يَروي ظمأ قلبه، وقد عَرَّفه المطرّزي صاحب كتاب المصباح المُنير بأنّه: وظيفة مُحدَّدة من القراءة، ونَحوه.
تعريف الورد من القرآن
الوِرد من القُرآن هو: مِقدار مَعلوم من قراءته؛ فقد يكون الرُّبع، أو السُّبُع، أو النصف منه، أو نَحو ذلك، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ، فالورد هو: ما يُحدّده الإنسان لنفسه في اليوم، أو الليلة من العمل، وذهب مكّي بن أبي طالب إلى أنّه: الوقت الذي يُخصّصه الشخص من ليلٍ، أو نهار؛ للتقرُّب إلى الله -تعالى-.
وذهب ابن قُتيبة إلى أنّ الورد هو: ما يُلزم الإنسان به نفسَه من قراءة القرآن الكريم كُلّ يوم، أمّا ابن جرير الطبريّ، فيرى أنّ الورد هو: مِقدار السُّوَر التي تُقرَأ في قيام الليل، وقد يكون هذا الورد يمثّل االقرآن كاملاً، ويُشار إلى أنّ كُلّ واحدٍ من الصحابة الكِرام -رضي الله عنهم- كان له وِرده الخاصّ به.
أنواع وِرد قراءة القرآن
هناك ثلاثة أنواع من الأوراد التي تُستحَبّ للمُسلم المُحافظة عليها مهما كَثُرت شواغله، وهي كما يأتي:
- النوع الأول: وِرد القراءة
يُستحَبّ أن يكون أقلّه جُزءاً واحداً من القُرآن؛ بحيث يختمه المسلم في الشهر مرّةً واحدة، وهو أقلّ حَدٍّ وَضَعه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لِمَن أرادَ أن يقرأه، وقد تستغرق قراءة هذا الوِرد من الإنسان ساعةً، أو أقلّ من ذلك.
- النوع الثاني: وِرد الحِفظ
بحيث يكون للمسلم مِقدارٌ يوميّ من الحِفظ، حتى وإن كان هذا الحِفظ يسيراً، كآيةٍ، أو آيتَين.
- النوع الثالث: وِرد التدبُّر
بحيث يكون هُناك تطبيق عمليّ للآيات؛ إذ يُطبّقها الشخص على شكل خُطوات ومراحل؛ فيجعل لنفسه كُلّ يومٍ آية، أو آيتَين، أو ثلاث؛ ليعيشَ معها في حياته، وتصرُّفاته جميعها.
فضل قراءة القرآن
هناك الكثير من الفضائل التي يتحصّل عليها الإنسان بتلاوته القرآنَ، وبيان بعضها فيما يأتي:
- نَيل شفاعة القرآن يوم القيامة
لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي قال فيه: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ).
- خَيرٌ من حُمر النِّعَم
لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، أنّه قال: (أَيُحِبُّ أحَدُكُمْ إذا رَجَعَ إلى أهْلِهِ أنْ يَجِدَ فيه ثَلاثَ خَلِفاتٍ عِظامٍ سِمانٍ؟ قُلْنا: نَعَمْ، قالَ: فَثَلاثُ آياتٍ يَقْرَأُ بهِنَّ أحَدُكُمْ في صَلاتِهِ، خَيْرٌ له مِن ثَلاثِ خَلِفاتٍ عِظامٍ سِمانٍ).
- تنزُّل السكينة والطمأنينة
لِما فيه من راحة، وسعادة للقلب، وخاصّةً لِمَن يُعاني من ضيق الصَّدر، والقلق؛ فقد جاء عن عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- أنّه قال: "لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربّكم".
- رَفْع الدرجات في الجنّة يوم القيامة
لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ قال: (يقالُ لصاحِبِ القرآنِ : اقرأْ وارقَ ورتِّلْ ، كما كنتَ تُرَتِّلُ في دارِ الدنيا ، فإِنَّ منزِلَتَكَ عندَ آخِرِ آيةٍ كنتَ تقرؤُها).
- تلاوة القرآن سبب من أسباب الهداية
فقد قال -تعالى-: (يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ).
أهمية تلاوة القرآن الكريم
تُعَدّ تلاوة القُرآن من سُنَن الإسلام التي يُستحَبّ الإكثار منها؛ لأنّها السبيل إلى فَهم القُرآن، وبالتالي العمل بما جاء فيه، وقد جاء بيان فضل تلاوته في القُرآن الكريم، والسُنّة النبويّة، ومن ذلك قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ*لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ).