ما هو النعناع الفلفلي
النعناع الفلفلي
النعناع الفلفليّ (بالإنجليزية: Peppermint) هو نباتٌ من رتبة الشفويّات التي تتكاثر بالبذور، ومُهجّن من نوعين من النعناع هُما: النعناع المائيّ، والنعناع المُدبّب، والاسم العلميّ له هو (Mentha x piperita)، ولِكونِ النعناع الفلفلي يتكاثر بالبذور فهو يُنتج زهوراً أرجوانيّة اللون، والتي تُزهر في الفترة بين شهر تمّوز/ يوليو وحتى شهر آب/ أغسطس، إلّا أنّه في العادة يُقلّم لمنع إزهاره وزيادة إنتاج أوراقه، وينمو هذا النوع من النعناع في المناطق الرطبة من أوروبا وشمال أمريكا، ويُعتقد بأنّ أصله يعود إلى منطقة البحر الأبيض المتوسّط، وتجدر الإشارة إلى أنّ أوراقه وسيقانه تحتوي زيوتاً مُتطايرة تمنح النبتة رائحتها النفاثة ونكهتها المُميّزة، وتحتوي هذه الزيوت على مادّة المنثول المسؤولة عن الشعور بالاسترخاء، وتُعدّ هذه الخاصيّة إحدى الخصائص التي تُميّز النعناع الفلفلي.
منتجات النعناع الفلفلي
يتوفّر النعناع الفلفليّ بعدّة أشكال، كما يُستخدم لإنتاج العديد من الزيوت، ويتوفّر على شكل أوراق مُجفّفة أو طازجة تُستخدم للطبخ وتحضير الشاي، أو على شكلِ كبسولات تؤخذ عن طريق الفم ليصل مُستخلص النعناع الفلفي إلى المعدة مُباشرةً، بالإضافة إلى إمكانيّة استخدام زيوته لصناعة الصبغات أو المراهم التي تُدهن على الصدر أو الكريمات، ويجدر الذكر أنّ زيت النعناع الفلفليّ يُستخرج بطريقة التقطير البخاري (بالإنجليزية: Steam distillation)؛ حيث تُعرّض أوراقُ النعناع وسيقانُه إلى البخار ودرجات حرارةٍ عالية، ممّا يؤدي إلى تبخّر الزيت من النبات، ثمّ يُكثّف البخار الناتج ويُفصَل الزيت النقي بعد أن يبرد. أمّا بالنسبة للمكوّنات الكيميائيّة لمُستخلص زيت النعناع الفلفلي المُركّز فهي تتلخّص بالآتي: المنثول (بالإنجليزية: Menthol)، والمينثون (بالإنجليزية: Menthone)، وأسيتات المنثيل (بالإنجليزية: Menthyl acetate)، و1، 8-سينيول (بالإنجليزية: 1,8-Cineole)، والليمونين (بالإنجليزية: Limonene)، وبيتا باينين (بالإنجليزية: Beta-pinene)، وبيتا كاريوفيلين (بالإنلجيزيّة: Beta-caryophyllene)، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّه يُفضّل عدم تناول أنواع الزيوت العطرية للنعناع الفلفليّ عن طريق الفم، كما يجب تخفيفه بأحد الزيوت الحاملة أو الوسيطة - كزيت الزيتون - عند دهن الجسم به.
القيمة الغذائية للنعناع الفلفلي
يُمثّل الجدول الآتي العناصر الغذائيّة المتوفرة في 100 غرامٍ من النعناع الفلفلي:
العنصر الغذائي | القيمة الغذائية |
---|---|
الماء | 78.65 مليلتراً |
السعرات الحرارية | 70 سعرة حراريّة |
البروتين | 3.75 غرامات |
الدهون | 0.94 غرام |
الكربوهيدرات | 14.89 غراماً |
الكالسيوم | 243 مليغراماً |
الحديد | 5.08 مليغرامات |
المغنيسيوم | 80 مليغراماً |
الفسفور | 73 مليغراماً |
البوتاسيوم | 569 مليغراماً |
الصوديوم | 31 مليغراماً |
الزنك | 1.11 مليغرام |
فيتامين ج | 31.8 مليغراماً |
فيتامين ب1 | 0.082 مليغرام |
فيتامين ب2 | 0.266 مليغرام |
فيتامين ب3 | 1.706 مليغرام |
فيتامين ب6 | 0.129 مليغرام |
الفولات | 114 ميكروغراماً |
فيتامين أ | 4248 وحدة دوليّة |
فوائد النعناع الفلفلي حسب درجة الفعالية
يُوفر النعناع الفلفليّ ومنتجاته العديد من الفوائد الصحيّة للجسم، ولكنّ فعاليته تختلف من فائدةٍ لأخرى، وفي الآتي تفصيلٌ لذلك:
غالباً فعال (Likely Effective)
- التخفيف من متلازمة القولون العصبيّ: فغالباً ما يُستخدم النعناع الفلفليّ لتحسين حالات عسر الهضم والغازات، إلّا أنّ زيته يمتلك التأثير الأفضل لعلاج مُتلازمة القولون العصبيّ، إذ إنّ كبسولات هذا الزيت تُخفّف آلام القولون العصبي والانتفاخات التي يُسبّبها ويساعد على الإخراج بانتظام، ويعود ذلك لاحتوائه على المنثول الذي يمتلك خصائص مُضادّةً للتشنُّج تُساعد على استرخاء عضلات الأمعاء.
احتمالية فعاليته (Possibly Effective)
- تهدئة المعدة: إذ عادةً ما يلجأ الأشخاص إلى تناوُل حلوى النعناع الفلفليّ أو شرب الشاي المَصنوع منه للتخلُّص من اضطرابات المعدة وتهدئتها، وعلى الرّغم من أنّ هذه المُمارسات قد تُساعد على تهدئة بعض الاضطرابات الهضميّة؛ كعُسر الهضم والغازات، إلّا أنّها قد تُؤثّر سلباً في بعض الحالات الأُخرى؛ إذ لا يُنصح الأشخاص الذين يعانون من حرقة المعدة الناجمة عن الارتجاع المعديّ المريئيّ (بالإنجليزية: Gastroesophogeal reflux disease) باستخدام النعناع الفلفلي، فقد يزيد حالتهم سوءاً.
- تخفيف ألم الثدي عند المرضع: إذ أشارت إحدى الأبحاث إلى أنّ النساء المُرضعات اللاتي يضعنَ زيت النعناع الفلفليّ، أو مَرهماً يحتوي عليه، أو ماء النعناع على الجلد يُعانين بشكلٍ أقل من التشقُّقات والآلام التي تُصيب المنطقة المُحيطة بالحلمة نتيجة الرّضاعة.
- تخفيف التشنجات الناجمة عن عمليات التنظير الباطني: حيث يعاني الأشخاص الذي يخضعون لعمليّات تنظير الأمعاء من بعض التشنُّجات والآلام، وقد يُساعدهم استخدام زيت النعناع الفلفلي على تخفيف هذه الأعراض.
- تقليل صداع التوتر: (بالإنجليزية: Tension headaches)؛ حيث تشير بعض الدراسات إلى أنّ النعناع الفلفليّ قد يساهم في تنظيم تدفُّق الدم في الجسم، وعليه فإنّه يُساعد على فتح الجيوب الأنفيّة بشكلٍ يسمح بتدفّق نسبة أكبر من الأكسجين، ولذلك فإنّ العديد من الأشخاص وجدوا تأثيراً إيجابيّاً ملحوظاً عند استخدامهم لهذا الزيت من أجل تخفيف آلام الرأس والصداع ، وذلك كما أشارت مراجعةٌ نُشرت في Asian Pacific Journal of Tropical Biomedicine عام 2015.
لا توجد أدلة كافية على فعاليته (Insufficient Evidence)
- تخفيف الغثيان والتقيؤ خلال فترة الحمل: إذ إنّ العديد من النساء الحوامل تُعاني من الغثيان خلال فترات هذه الفترة، وقد يُساعد تناوُلهنّ للنعناع الفلفلي بُمختلف أشكاله على التخلُّص من هذا الشعور، إلّا أنّ بعض المختصين حذّروا من تناوُله لأنّه يُحفّز نزول الحيض، وتُشير دراسة أُخرى أجرتها جامعة بابول للعلوم الطبيّة عام 2012م إلى أنّ هذا النعناع ليس له أيّ تأثيرٍ في الغثيان والتقيّؤ الناتج عن الحمل، وعليه فإنّ المرأة الحامل يجب أن تستشير طبيبها أوّلاً قبل تناوُل النعناع الفلفليّ لأيّ سببٍ كان.
- تخفيف آلام الدورة الشهرية: كما ذكرنا سابقاً فإنّ هذا النبات يحمل خصائص تُساعد على استرخاء العضلات، وعليه فإنّ هذه الخاصيّة تُعَدّ جيّدة لتخفيف آلام الدورة ، وأشارت إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة همدان اللعلوم الطبيّة (بالإنجليزيّة: Hamedan University of Medical Sciences) عام 2016م إلى أنّ النساء اللاتي تناولنَ كبسولات مُستخلص النعناع الفلفلي حصلنَ على نفس تأثير الأدوية المُضادّة للآلام بتخفيف حدّة ومدّة ألم الحيض.
- احتمالية مكافحة العدوى البكتيرية: فعلى الرّغم من عدم وجود دراسات تُثبت الخصائص المُضادّة للكبتيريا في شاي النعناع الفلفلي، إلّا أنّ زيته يمتلك تأثيراً فعّالاً في قتل البكتيريا، وقد وُجد أنّه يقتل ويُقلّل تحفيز نموّ البكتيريا التي تنتقل بالطعام، مثل: البكتيريا الإشريكيّة القولونيّة، والليستيريا، والسلمونيلّا في عصير المانجو والأناناس، كما أنّ هذا الزيت يُمكنه القضاء على العديد من أنواع البكتيريا المُسبّبة للأمراض ، كالمكوّرات العنقوديّة الذهبيّة والبكتيريا المُسبّبة لذات الرّئة، وعلاوةً على ذلك فإنّ النعناع الفلفلي يُساهم في تقليل أعداد العديد من أنواع البكتيريا الأخرى، والعديد من هذه الأنواع موجود في الفم.
- تحسين نزلات البرد والإنفلونزا: حيث يُعدّ المنثول مادّة ذات تأثير قوي لإزالة الاحتقان ، والذي يُقلل التضخُّم في الأغشية المُبطّنة للأنف، ممّا يُسهّل عمليّة التنفُّس، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ المنثول يعمل كمُقشّع يقلّل المُخاط ويساعد على إخراجه من الرّئتين، وتُعدّ المُقشّعات علاجاً فعّالاً للأشخاص الذين يُعانون من السُّعال، وعليه فإنّ النعناع الفلفلي يحمل العديد من الخصائص التي تجعله ذا فائدة علاجيّة، إذ يحتوي على موادّ مُضادّة للبكتيريا والفيروسات والالتهابات تجعله علاجاً فعّالاً لمكافحة انسداد الجيوب الأنفية التي تحدُث بسبب العدوى ونزلات البرد والحساسيّة، كما يُمكن استنشاق بُخار شاي النعناع الفلفلي لفتح المجاري التنفُّسيّة.
- التخلص من رائحة الفم الكريهة: إذ إنّ نكهة النعناع الفلفلي تُعدّ إحدى النكهات شائعة الاستخدام بسبب رائحتها وطعمها النقيّين، لذلك فإنّ تناوُل مشروب هذا النبات يُساعد على تحسين رائحة الفم، والتقليل من الرائحة الكريهة فيه، بالإضافة إلى أنّ زيت النعناع الفلفلي يمتلك خصائص مُضادّة للبكتيريا يُمكن أن تُساعد على تقليل البكتيريا التي تُسبّب ظهور اللويحات السنيّة وأمراض اللثة.
دراسات أُجريت حول فوائد النعناع الفلفي
هناك العديد من الدراسات التي أُُجريت لتحديد فوائد النعناع الفلفليّ، ونذكر من هذه الدراسات ما يأتي:
- حسب دراسةٍ أُجريت في جامعة نورثمبريا عام 2018 وضمّت 24 شخصاً لوحظ أنّ تناول كبسولات زيت النعناع الفلفليّ حسّن الإدراك والذاكرة بشكلٍ ملحوظ، الأمر الذي قد يزيد من القدرة على التركيز.
- أشارت دراسةٌ صغيرةٌ أُجريت في جامعة لوفان عام 2013، وضمّت 13 شخصاً أنّ كبسولات زيت النعناع الفلفليّ قد تساهم في تقليل الشهية، ويُعدّ مشروب النعناع الفلفليّ من الخيارات الصحيّة الخالية من السعرات الحراريّة وذات المذاق اللذيذ، والتي قد تكون مناسبةً لخسارة الوزن، ولكن لا توجد دراسات كافية تدعم هذا التأثير. ومن جهةٍ أخرى فقد وجدت دراسةٌ أُخرى أُجريت على الجرذان ونُشرت عام 2015 في مجلة (Neurogastroenterology & Motility) أنّ تناوُل هذا الزيت قد يزيد من الوزن، وعليه فإنّ هذا التأثير يحتاج إلى المزيد من الدراسات لإثباته أو دحضه.
- أشارت إحدى الدراسات التي أُجريت في جامعة أوكاياما في اليابان عام 2001 على الفئران إلى أنّ مستخلص النعناع الفلفليّ قلل أعراض الحساسية. وقد يعود ذلك لمحتوى النعناع الفلفيّ من مادّةٍ تُسمّى حمض الروزمارنيك (بالإنجليزية: Rosmarinic acid)، والتي ارتبط تناوُلها بتقليل أعراض الحساسيّة ؛ كسيلان الأنف، وحكّة العينين، والرّبو، وعلى الرّغم من أنّه من غير المعروف إذا ما كانت الكميّة الموجودة من هذه المادّة في النعناع الفلفلي فعّالة لهذه الأعراض، إلّا أنّ هناك بعض الأدلّة التي تشير إلى قدرته على تخفيفها، ومع ذلك فليست هناك دراساتٌ كافيةٌ لتأكيد هذا التأثير.
درجة أمان ومحاذير استخدام النعناع الفلفلي
هُناك بعض الفئات التي قد تحتاج أخذ الحيطة والحذر عند استخدام النعناع الفلفليّ، والتي نذكر منها ما يأتي:
- الحامل والمرضع: إنّ تناول الحامل والمرضع للنعناع بالكميّات الموجودة في الطعام يُعدّ آمناً في الغالب، ولكن لا توجد إلى الآن دراسات كافية تؤكد سلامة تناوُله بكمياتٍ كبيرة خلال فترة الحمل والرضاعة، لذلك فإنّه من الأفضل للحامل والمُرضع تجنّب تناوُله بكميّاتٍ علاجيّة.
- الأطفال والرُّضّع: يُعدّ النعناع الفلفليّ آمناً في الغالب عند تناوُله بالكميّات الطبيعيّة الموجودة في الطعام، بالإضافة إلى أنّ تناوُل زيته بكبسولات مُغلّفة لمنع وصول مكوّناتها إلى بطانة المعدة من المحتمل أن يكون آمناً للأطفال بعمر 8 سنوات فأكثر.
- الحالات المرضيّة التي تحول دون إفراز المعدة لحمض الهيدروكلوريك: إذ يُعاني بعض الأشخاص من حالةٍ تُسمّى فقد حمض المعدة (بالإنجليزية: Achlorhydria)، ومن الأفضل في هذه الحالة تجنّب تناوُل كبسولات زيت النعناع الفلفلي ذات التغليف المعويّ، إذ إنّها تتحلّل سريعاً خلال عمليّة الهضم.
- الإسهال: حيث إنّ تناوُل كبسولات زيت النعناع الفلفلي ذات التغليف المعويّ قد يُسبب حرقةً في فتحة الشرج في حال كان الشخص يُعاني من الإسهال.
أنواع أخرى للنعناع وفوائدها
تتوفر في الطبيعية عدة أنواع مختلفةٍ من النعناع، إذ يصل عدد أنواعه إلى 600 نوعٍ تقريباً، وقد تختلف بعض هذه الأنواع في نكهتها، ويُعدُّ كُلٌّ من النعناع الفلفلي، والنعناع المُدبّب (الاسم العلمي: Mentha spicata) من أشهر أنواع النعناع التي عرفت منذ آلاف السنين.
ولمعرفة المزيد عن الفوائد العامة لبعض أنواع النعناع يمكن الرجوع لمقال فوائد النعناع المغلي .