ما هو الغسق
ما هو الغسق
يرتبط الغسق بالوقت، فالغسق هو ظلام الليل، فيقال: غسق الليل إذا اشتدّت ظلمته، وغسق القمر أي أظلم بسبب الخسوف، وغسقت العين أي أظلمت ودمعت، وغسق السماء أي أظلمت وأمطرت، وأغسق فلان أي صار في ظلمة الليل، والغاسق هو الليل إذا اشتدت ظلمته وغاب شَفَقُهُ، ويُقال أيضاً: أغسق المؤذن؛ بمعنى أنّه أخّر المغرب إلى غسق الليل، وقال الحسن الغاسق أي الليل إذا دخل.
معنى الغسق عند الصحابة والعلماء
تحدّث الكثير من العلماء في معنى الغسق، وفيما يأتي ذكر أهم أقوالهم:
- قال ابن عباس -رضي الله عنه-: "دُلُوكُ الشمس حين تزول إلى غسق الليل حين تَجِبُ الشَّمْسُ".
- قال ابن عبّاس أيضاً: "غَسَقُ اللَّيْلِ اجْتِمَاعُ اللَّيْلِ وَظُلْمَتُهُ".
- قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "دُلُوكُ الشَّمْسِ: حِين تَجِبُ، إلَى غَسَقِ: اللَّيْلِ حِين يَغِيبُ الشَّفَقُ".
- قال الحسن بن علي -رضي الله عنه-: "غَسَقُ اللَّيْلِ صَلَاةُ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ".
- قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "غَسَقُ اللَّيْلِ غَيْبُوبَةُ الشَّمْسِ".
- قال إبراهيم النخعي -رحمه الله-: "غَسَقُ اللَّيْلِ الْعِشَاءُ الْآخِرَةُ".
- قال أبو جعفر -رحمه الله-: "غَسَقُ اللَّيْلِ انْتِصَافُهُ".
علاقة الغسق بمواقيت الصلاة
قال الله -تعالى-: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)، وقد قال الواحدي في تفسيره أنّ معنى "أقم الصلاة"؛ أي أدِمها، أما دلوك الشمس فهو وقت زوالها، وغسق الليل هو إقبال ظلمة الليل، ويدخل في ذلك كلّه صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، أما قرآن الفجر فالمقصود بها صلاة الفجر، وقال عنها قرآنا لأنّ الصلاة لا تصح إلا بقراءة القرآن.
وقد ذكر البغوي في تفسيره أنّ دلوك الشمس ممّا تعدّدت الآراء في معناه، وذلك على النحو الآتي:
- قيل هو غروب الشمس
وهو قول عبد الله بن مسعود، وإبراهيم النخعي، والسدّي، والضحاك، ومقاتل بن حيان.
- قيل هو زوال الشمس
وهو قول ابن عباس، وعبد الله بن عمر، والحسن، وجابر، وقتادة، وعطاء، وأكثر التابعين والعلماء.
إذا فالمراد بغسق الليل هو صلاة العشاء، وقيل: بل المغرب والعشاء، وقال أحد العلماء: "المعنى أقم الصلاة من وقت دلوك الشمس إلى غسق الليل، ويدخل فيه الظهر والعصر وصلاتا غسق الليل وهما العشاءان، وقرآن الفجر: هي صلاة الصبح فهذه خمس صلوات".
تفسير آية (غاسق إذا وقب)
قال الله -تعالى- في سورة الفلق: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)، وقد فسّر السعدي هذه الآية بالاستعاذة من شرّ ما يكون في الليل من الأمور المؤذية، أما البغوي ففسّر قوله -تعالى-: (وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)، بالقمر إذا أظلم وخسف، وقال ابن عباس -رضي الله عنه-: "الغاسق: الليل إذا أقبل بظلمته من المشرق ودخل في كل شيء وأظلم".