ما هو العقل الباطن في الإسلام؟
ما هو العقل الباطن في الإسلام؟
مفهوم العقل الباطن
العقل الباطن: هو العقل غير الواعي، أو اللاشعوري، ويحتوي على أفكار مستترة، غير ظاهرة للجزء الآخر من العقل وهو الجزء الظاهر، وقواه العقلية والأفكار المستترة بالنسبة إليه تنضج فيه، يرسلها إلى العقل الظاهر لتحويلها إلى حركة أو عمل؛ إذا تمت الموافقة عليها من قبل العقل الظاهر، والعقل الظاهر هو كل ما نعي به من حولنا؛ من الظروف والأفكار، ونقوم بالاختيار بناءً عليه.
العقل الباطن في الإسلام
ولمعرفة رأي الإسلام في هذا الموضوع لا بُدَّ من تفسير العقل الباطن على احتمالين وهما كما يأتي:
- الاحتمال الأول
يتعلق بمفهوم نشأة فروع الطب النفسي ، ويتعلق بالأفكار والذاكرة والإرادة، ومرتبط بالتصورات والمشاعر والأحاسيس في النفس الإنسانية، والأفكار التي تدور في عقول الناس دون إدراكٍ منهم، وفي الإجمال فإنَّ العقل الباطن مخزن للاختبارات المترتبة عن قمع نفسي، ولكنَّها لا تصل إلى الذاكرة.
ومن عرّفها بهذا المفهوم فلا حرج في ذلك، ولا يوجد عليه ذم، بشرط أن تكون تطبيقاته العملية مقبولة، ولا تُعارض الشرع، أو على الأقل لا يوجد تصادم بينها وبين الشرع، ولا تخرج عن التصورات الشرعية، وقد جاء هذا المصطلح على ألسنة الكتَّاب والمصنفين الإسلاميين.
- الاحتمال الثاني
هو أن يكون العقل الباطن وسيلة للتواصل مع الوعي الكوني، والقول بمعرفة الأمور الغيبية ، والمعارف الخاصة، وتجردات النفس من العوارض البشرية عبر مجموعة من الخطوات والممارسات.
ولا شكَّ أنَّ في هذا الاحتمال فساد الأفكار والتصورات، وطريق للغواية والضلالة، وفساد الممارسات العملية لهذا المصطلح، على الأقل لدى الجهات المؤمنة بهذه المعتقدات الخاطئة، وأساس للعقائد الباطنية المنحرفة.
مثل دعوى التخلص من الأفكار السيئة والأخلاق المشينة بجلسةٍ واحدة؛ وذلك من خلال الدخول إلى العقل الباطن، فيأخذ الخُلق السيئ من مكانه ويضع مكانه خُلق حميد، كل ذلك بكلام غير متزن، قائم على التجربة، وهذه مبالغات لا ننكرها، ولكن دعوى إلى احترام العقل التجريبي الذي هو شرط الإيمان بالكون وتأثيره، بعد العقل الشرعي.
العقل الباطن في الإسلام عند السلف
تواترت أقوال السلف جيلاً بعد جيل بالبعد عن كل ما يؤثر على صفاء الدين، ونهانا الله -عز وجل- عن مجالسة كل من يخوض في آيات الله من أهل الأهواء، وأنَّ من جلس معهم وسكت عنهم فهو مثلهم، وحذَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الدجال ، وأمرنا بالبُعد عن كل ما قد يؤدي إليه من مواطن الفتن، ومن ذلك الابتعاد عن ما يُقال له العقل الباطن واللاوعي.
والدين عند السلف جوهرة ثمينة لا يسمحون لأي شيء بأن يخدشها؛ يأتمرون بأمور الشرع، ويثقون بالله -تعالى- وما أنزله وبرسوله، وأنَّه أجدر بأن يصلحهم من أنفسهم، قال -تعالى-: (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ) .
فقد طبقوا القاعدة القرآنية المحكمة الواردة في الآية، أنَّه لا يوجد إلا أمران لا ثالث لهما وهما الحق أو الباطل؛ فعندما علموا أنَّهم على حق لم يتوجهوا إلى غيره.