ما هو الصمت الانتقائي لدى الأطفال؟
ما هو الصمت الانتقائي لدى الأطفال؟
هو نوع من أنواع الاضطرابات التي تصيب الطفل في مرحلة مبكرة وتجعله غير قادر على التحدث والتواصل مع من حوله في أماكن معينة مثل المدرسة وغيرها، بينما يستطيع التحدث بطلاقة في بيته ومع أهله وهو ما يعرف باضطراب القلق للأطفال إذ إن الموضوع خارج عن إرادتهم، ومن الجدير ذكره أن أول حالة صمت انتقائي شُخصت في عام 1877م على يد الدكتور الألماني أدولف كوسماول.
ما هي أعراض الصمت الانتقائي لدى الأطفال؟
يوجد نوعان من الأعراض التي قد تظهر على الطفل، وهي علامات سلوكية وعلامات جسدية، من العلامات السلوكية ابتعاد الطفل عن أقرانه في المدرسة فلا يميل للعب والانخراط معهم، كما أنه يجد صعوبة في طلب الأشياء من الآخرين ولا يرغب بأن يكون محط الأنظار في أي وقت من الأوقات ويعاني من قلة الانتباه وعدم التركيز ، أما بالنسبة للعلامات الجسدية قفد يعاني الطفل من تزايد في نبضات القلب وارتجاف وتعرق وقد يصيبه ألم في المعدة مع احمرار الخدين.
هل يعد الصمت الانتقائي من مظاهر التوحد لدى الأطفال؟
أثبتت الدراسات أنه لا صلة بمرض التوحد مع اضطراب الصمت الانتقائي، لكن من المحتمل أن يُصاب الطفل بكلا المرضين.
ما هي الصعوبات المصاحبة للصمت الانتقائي لدى الأطفال؟
يسبب اضطراب الصمت الانتقائي لدى الأطفال عدة مشاكل أخرى مثل الالتهاب في المجاري البولية ، وذلك لعدم تمكنهم من طلب استخدام الحمام كلما دعت الحاجة لذلك، وأيضًا سوف يسبب ذلك بقاءهم دون أكل وشرب لعدم مقدرتهم على التواصل مع الآخرين، بالإضافة إلى عدم فهمهم للفروض المنزلية لأنهم لن يتمكنوا من طرح الأسئلة وفهم ما هو مطلوب فعلًا، كما سيكونون منطوين ومنعزلين على أنفسهم حتى يتجنبوا أي تواصل ممكن مع أشخاص غريبين.
كيف تتم معالجة الصمت الانتقائي لدى الأطفال؟
غالبًا ما تتم معالجة الأطفال من الصمت الانتقائي عن طريق العلاج السلوكي ، ويكون ذلك عبر تدريب الأطفال على التحدث في أماكن جديدة غير مألوفة بالنسبة لهم ومع أناس جدد وخوض تجارب جديدة عليهم ولا يكون ذلك فقط ضمن نطاق عيادة الطبيب المُعالج، وإنما في واقع حياتهم اليومية وضمن مجموعات وبشكل متكرر، وعلى الوالدين أن يدعوا أطفالهم يخوضون تلك التجارب المقلقة بالنسبة لهم بأنفسهم دون التخفيف عليهم حتى لا تستمر الحالة لديهم، إذ يتوجب عليهم أن يبدؤوا بالمواجهة الفعلية مع مخاوفهم والمواقف المربكة بالنسبة لهم وتعلم كيفية تخطيها.
ما هو دور المدرسة في علاج الصمت الانتقائي لدى الأطفال؟
بما أن المدرسة هي المكان الثاني بعد المنزل الذي يقضي فيه الطفل معظم وقته لذا يجب الأخذ بعين الاعتبار كيف سيكون وقع ذلك على الطفل وكيف سيتم التعامل معه من قبل زملائه والمدرسين، في البداية لا بد جدًا أن تفهم الهيئة التدريسية ما هو الصمت الانتقائي لدى الأطفال حتى لا يفسر سكوت الطفل بطريقة خاطئة على أنه نوع من أنواع العناد وعدم الالتزام، لا سيما وأنه أمر غير شائع، ويأتي ذلك عن طريق اطلاع المعلمين على أعراضه والمهارات والطرق التي يجب اتباعها مع الأطفال المصابين به وإخضاعهم لتدريب من نوع معين.
نصائح لمساعدة الأطفال المصابين بالصمت الانتقائي
للأهل دور كبير في علاج الطفل من اضطراب الصمت الانتقائي وذلك عن طريق اتباع بعض السلوكيات المفيدة مثل طرح سؤال معين على الطفل، ثم الانتظار لمدة 5 ثوان لإعطائه فرصة للإجابة، وذلك بعد أن يكون قد واجه قلقله وتغلب عليه ولا ضرورة لتكرار السؤال أو تدخل طرف آخر للإجابة نيابةً عنه.
من ضمن السلوكيات المحبذة الإشادة بالجهد المبذول من قبل الطفل أثناء محاولاته للتغلب على قلقه وصمته وذلك بأن تثني عليه وتحدد أنه استحق الثناء لأنه عبر عن احتياجاته بوضوح، ويحبذ أيضًا عند التعامل مع الأطفال المصابين بالصمت الانتقائي أن تطرح عليهم أسئلة تحتاج لإجابة عبر جملة كاملة وليس فقط بنعم أو لا وذلك لكي تحفزهم للتعبير عما بداخلهم وألا يكتفوا فقط بالإيماء كإجابة على السؤال.