ما هو الستيرويد
الستيرويد
يُطلق مصطلح الستيرويد (بالإنجليزية: Steroids) على مواد كيميائية أغلبها هرمونات (بالإنجليزية: Hormones) توجد في الجسم، إذ يقوم الجسم بتصنيع هذه المواد بشكلٍ طبيعيّ لمساعدة الأعضاء، والأنسجة، والخلايا على القيام بوظائفها الطبيعية، وتجدر الإشارة إلى أنّ التوازن في مستويات هذه الهرمونات أمر لا بدّ من تحقيقه حتى يتمكن الجسم من النمو، وحمل الأجنة في مراحل الحمل ورعايتها، ومن جهة أخرى يُطلق مصطلح الستيرويد أيضاً على المواد الكيميائية الستيرويدية المُصنّعة طبياً، وتُقسم هذه المواد المصنّعة إلى نوعين هما الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids) والستيرويدات البنائية (بالإنجليزية: Anabolic Steroids).
الستيرويدات الطبيعية
يمكن القول أنّ الستيرويدات الموجودة بشكلٍ طبيعيّ في الجسم تُصنّع بشكلٍ أساسيّ في الجسم باستعمال الكولسترول ، وذلك من قبل الغدة الكظرية، والمبايض (بالإنجليزية Ovaries)، والخصيتين (بالإنجليزية: Testes)، ومن المشيمة (بالإنجليزية: Placenta) في حالات الحمل، ويمكن تقسيم الستيرويدات الطبيعية كما يأتي:
- الستيرويدات الكظرية: (بالإنجليزية: Adrenal steroids)، ولها نوعان؛ أمّا النوع الأول فهو الهرمونات القشرية السكرية أو القشرانيات السكرية (بالإنجليزية: Glucocorticoids)، ومن وظائفها المحافظة على مستويات ضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية، بالإضافة إلى دورها كمضادات للالتهاب ، ودورها في عمل الجهاز المناعي في الجسم، ومن أمثلتها هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) الذي يتحكم بالكثير من عمليات الأيض كتصنيع الغلوكوز وتخزين الغليكوجين، وأمّا النوع الثاني فيتمثل بالهرمونات القشرية المعدنية أو المعروفة بالقشرانيات المعدنية (بالإنجليزية: Mineralocorticoids)، ومن أمثلتها الألدوستيرون (بالإنجليزية: Aldosterone) الذي يتحكم بشكلٍ أساسيّ في التوازن بين الماء والأملاح في الجسم.
- الهرمونات الجنسية: وتُقسم هذه الهرمونات إلى نوعين أساسيين، وهما:
- الهرمونات الذكرية: وتُمثّلها بشكلٍ رئيسيّ مجموعة الأندروجين (بالإنجليزية: Androgen)، وأهمّها هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، وعلى الرغم من اعتبارها هرمونات ذكرية، إلا أنّها تُفرز بكميات قليلة في النساء من قبل المبايض والغدة الكظرية، أمّا بالنسبة لوظيفتها في الرجال فتكمن في تطوير الجهاز التناسليّ الذكريّ والمحافظة عليه، وكذلك تطوير الخصائص الجنسية الثانوية، وله دور مهم كذلك في عمليات تحفيز تطوير العضلات الهيكلية، والعظام، وخلايا الدم الحمراء.
- الهرمونات الأنثويّة: ويُمثّلها هرمونان أساسيّان، وهما هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) وهرمون البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone).
الكورتيكوستيرويدات
ومنها دواء بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone)، والهيدروكورتيزون (بالإنجليزية:Hydrocortisone)، والكورتيزون (بالإنجليزية: Cortisone)، وتُستخدم لعلاج الذئبة (بالإنجليزية: Lupus)، والطفح الجلديّ، والتهاب المفاصل الروماتيديّ (بالإنجليزية: rheumatoid arthritis)، والربو (بالإنجليزية: Asthma).
الآثار الجانبية
هناك بعض الآثار الجانبية التي تترتب على استعمال الكورتيكوستيرويدات، ويمكن تصنيف هذه الآثار بحسب الشكل الذي تُعطى فيه، وفيما يلي بيان ذلك:
- الكورتيكوستيرويدات الفموية: وتُعد الأكثر تسبّباً بالآثار الجانبية لتأثيرها في الجسم كله، ويعتمد ظهور الآثار على الجرعات المعطاة، ومنها ما يأتي:
- ارتفاع ضغط العين .
- احتباس السوائل في الجسم، ممّا يتسبّب بانتفاخ الأقدام.
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة الوزن، وخاصة بسبب تراكم الدهون في البطن، والوجه، والرقبة.
- المعاناة من اضطرابات نفسية، وعلى مستوى الذاكرة، والمزاج، والتصرفات.
- ارتفاع مستويات السكر في الدم، وهشاشة العظام ، وبطء التئام الجروح، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى (بالإنجليزية: Infections) وذلك في حال تناول الكورتيكوستيرويدات لفترة طويلة.
- الكورتيكوستيرويدات الموضعية: ومن أبرز الآثار الجانبية المترتبة على هذا النوع، ترقّق الجلد، وظهور بقع حمراء، والمعاناة من حب الشباب.
- الكورتيكوستيرويدات الاستنشاقية: ومن آثارها الجانبية ظهور عدوى الفم الفطرية، وبحة الصوت، ويمكن الوقاية من ذلك بالمضمضة بالماء بعد كل استخدام لهذه البخاخات.
- الكورتيكوستيرويدات على شكل حُقن: وتُسبّب آثاراً جانبية في موضع الإبرة، كترقق الجلد، وفقدان الجلد لونه، بالإضافة إلى تسبّبها بالأرق وارتفاع مستويات السكر في الدم.
نصائح عامة
هناك مجموعة من النصائح التي تُقدم لتحقيق أكبر فائدة من استعمال الكورتيكوستيرويدات وتقليل خطر الآثار الجانبية المترتبة على استخدامها، ومن هذه النصائح ما يأتي:
- سؤال الطبيب حول إمكانية تقليل الجرعة المعطاة منها أو تقليل تكرارها، فمثلاً أن تُعطى يوماً بعد يوم بدلاً من إعطائها بشكلٍ يوميّ.
- محاولة تجنب الكورتيكوستيرويدات الفموية، فمثلاً يمكن في حال المعاناة من الربو (بالإنجليزية: Asthma) إعطاء الكورتيكوستيرويدات على شكل بخاخات بدلاً من الفموية إن أمكن، والهدف من ذلك إيصال هذه الأدوية للرئتين مباشرة، وبهذا يقلّ تعرّض باقي الجسم لها.
- أخذ الحيطة والحذر عند التوقف عن تناول الكورتيكوستيرويدات الفموية، وذلك لانّ أخذ هذه الأدوية لفترة طويلة من الزمن يُنبّه الغدة الكظرية لإفراز كمية أقل من الستيرويدات، وفي حال تم التوقف عن تناول الأدوية الستيرويدية الفموية بشكل مفاجئٍ، فإنّ الشخص سيعاني من أوجاع في مختلف أجزاء الجسم، وسيشعر بثقل في الرأس، بالإضافة إلى التعب والإعياء العام، وعليه يُنصح بتقليل الجرعة بشكلٍ تدريجيّ عند التخطيط للتوقف عن تناول هذه الأدوية.
- مراجعة الطبيب بشكلٍ مستمر في حال تناول الكورتيكوستيرويدات لفترة طويلة.
الستيرويدات البنائية
وتُعدّ الستيرويدات البنائية (بالإنجليزية: Anabolic Steroids) أشكالاً معدّلة من هرمون التستوستيرون، وقد وُجدت في البداية لغايات طبية، كعلاج تأخر البلوغ، ووكذلك علاج الأمراض التي تتسبب بفقدان العضلات مثل الإيدز ، والسرطان، ولكن قد شاع استعمال هذه الستيرويدات من قبل الرياضيين الذين يمارسون رياضات كمال الأجسام لتحسين الأداء والمظهر البدنيّ، ولكن قد يترتب على استعمالها ظهور مجموعة من الآثار الجانبية، يمكن إجمالها فيما يلي:
- المعاناة من بعض المشاكل والاضطرابات النفسية مثل الشك، وتقلبات المزاج بشكل خطير، والوُهام الذي يتمثل بامتلاك أفكار خاطئة.
- الإصابة بمشاكل الكلى، وتلف الكبد ، وتضخم القلب، وارتفاع ضغط الدم، وحدوث اضطرابات في مستويات الكولسترول.
- المعاناة من بعض الاضطرابات في الذكور مثل تقلّص الخصيتين، ونقصان عدد الحيوانات المنوية، والإصابة بالصلع، وظهور الأثداء، وارتفاع احتمالية المعاناة من سرطان البروستاتا.
- المعاناة من بعض الاضطرابات في الإناث كظهور الشعر الزائد على الوجه والجسم، والإصابة بصلع الرجال، وخشونة الصوت، وتغيرات في الدورة الشهرية.