ما هو الدين الاسلامي
الدين الإسلامي
الإسلام لغة: يعني الانقياد، أما اصطلاحًا: فهو استسلام العبد لله -تعالى- في أقواله وأفعاله الظاهرة والباطنة، والابتعاد عن كُلِّ ما يُغضب الله -تعالى-، قال -تعالى-: (ومَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ).
الدين الإسلامي الرسالة الخاتمة
تمّيز الدين الإسلامي بأنَّه الدين الخاتم للديانات السماوية، كما أنّ القرآن الكريم هو الذي ختم الكتب الإلهيّة، فله مَيِّزة الهيمنة على الأديان السابقة، ومعنى الهيمنة أي الاحتكام به والرجوع إليه، والدين الإسلامي باعتبار أنّه خاتم الديانات هو القائم على كلُّ الرسالات، وأمينٌ وشاهدٌ عليها، وهو محفوظ بحفظ الله له، على عكس غيره من الديانات التي دخله التحريف والتغيير.
مصادر الدين الإسلامي
إنّ للشريعة الإسلامية مصادر رئيسية استقت منها معلوماتها، وهي: القرآن الكريم، والسُّنَّة النبوية، أمّا الإجماع والقياس فهما يُعتبران مصدران فرعيان دلّت عليهما النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنّة النبوية، وتأتي علاقة الُّسنَّة النبوية مع القرآن الكريم على عِدَّة أشكال في استخراج الأحكام الشرعية، منها ما يأتي:
- التأكيد
وهنا تأتي السنة النبوية بأحكام موافقة لأحكام القرآن الكريم، إمَّا تحليلًا أو تحريمًا أو نحو ذلك، مثل وجوب الصلاة، و حُرمة عقوق الوالدين، وحُرمة قتل النفس بغير حقّ.
- التبيين والتوضيح
وذلك بورود أحكام مجملة في القرآن الكريم تحريمًا أو وجوبًا، وتأتي السنّة النبوية مفصّلةً وموضحةً لتبعات هذا الحكم الشرعي، مثل: حكم وجوب الزكاة على المسلمين، فقد بيّنت السنّة النبوية مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة، وشرحت كذلك مقدار المال المسروق الذي يجب فيه القصاص وقطع يد السارق.
- الإتيان بحكم جديد
قد تأتي السنة النبوية ببعض الأحكام الجديدة التي لم يرد ذكرها في القرآن الكريم؛ مثل تحريم أكل لحم الحمر الأهليّة؛ فقد ورد حكم التَّحريم في السنّة فقط.
ضوابط الدين الإسلامي هناك ضوابط يتميّز بها الدين الإسلامي الحقِّ عن غيره من الأديان المحرّفة والوضعيّة، وفيما يأتي ذكر بعض هذه الضوابط:
- المصدر
ومصدر الدين الإسلامي من عند الله -تعالى-، أُنزل على الرسول بواسطة روح القدس جبريل -عليه السلام- ، فهو ربّانيّ المصدر.
- التوحيد
حيث إنَّ مضمون الدين هو الدعوة إلى توحيد الله -تعالى-، وإفراده بالعبودية وحده، ونفي أي مفهوم من مفاهيم الشرك به -سبحانه وتعالى-، وهذه الدعوة كانت مضمون دعوةِ جميع الأنبياء -عليهم السلام-، قال -تعالى-: (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ).
- التوافق مع دعوة السابقين من الأنبياء
وهنا الحديث عن الأصول الثابتة والتي جاءت بها جميع الديانات من قبل، من مثل الدعوة إلى توحيد الله -تعالى-، وتحريم الشرك به، والدعوة إلى مكارم الأخلاق، وتحريم القتل بغير حقّ، وتحريم عقوق الوالدين.
- توافق الدين في مضامينه
بمعنى أنّه ليس في الدين تناقض، فلا يوجد شيء يأمر به الدين وينهى عنه في نفس الوقت، ولا يُحرِّم شيئاً ويُحلّله نفسه.
- استقرار العباد
ويقصد بذلك أن الدين الإسلامي يضمن للعباد استقرارهم وأمنهم النفسي والجسدي في جميع الجوانب، مثل: حفظ أنفسهم، وأموالهم، وأعراضهم، وعقولهم، وأهمّ من ذلك كلّه حفظ دينهم، وهذه الأمور من أساسيات الدين الإسلامي، فالتشريعات الإسلامية مبنيّة على حفظ المقاصد الخمسة.
مراتب الدين الإسلامي
إنّ للدين الإسلامي مراتب يرتقي فيها العباد بحسب أعمالهم، وهذه المراتب ترتيبها كما يأتي:
- الإسلام
قال -تعالى-: (إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ).
- الإيمان
قال -تعالى-: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).
- الإحسان
قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).
خصائص الدين الإسلامي
امتازت الشريعة الإسلامية بعدد من الخصائص مُجتمعة، ومن هذه الخصائص ما يأتي:
- الشمولية في الأحكام.
- الواقعية في تطبيق الأحكام.
- العدل والمساواة المتمثّلان في أحكامه الشرعيّة.
- التيسير على العباد ورفع المشقّة.
- الوسطية والوضوح.
- الجمع بين الثبات والمرونة.
حاجة البشر إلى الدين الإسلامي
البشر بحاجةٍ إلى دين سماوي ليضبط طريقة معيشتهم؛ لاتّباع ما يصلح لهم والابتعاد عما يضرّهم، ويكون ذلك من خلال معرفة ما يأمرهم به الخالق الحكيم الخبير فيمتثلوه، ويجتنبوا ما يغضبه وينهى عنه، وبامتثال هذا النهج القويم الذي يُلبي احتياجات الجسد والروح ضمانٌ لهم بالسَّير على النهج الصحيح في عمارة الأرض التي هي مهمّتهم الأساسية.