ما هو الدعاء قبل الصلاة
الدعاء قبل البدء بالصلاة
لا يوجد دُعاءٌ مُعين أو مأثور عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- قبل الصلاة، ولكن ما ورد هو الدُعاء بين الأذان والإقامة، وهذا الوقت من مواطن إجابة الدُعاء ، والدُعاء بينها لا يُرد.
ويُسنُّ أن يُردد المُسلم مع المؤذن، ثُمّ يقول بعد الانتهاء من الأذان قوله: "اللهم صلِّ على محمد اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتِ محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته"، ثُمّ يُستحب له أن يدعو بما شاء من خيري الدُنيا والآخرة.
وثبت عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- حث الصحابة الكرام على الإكثار من الدُّعاء قبل صلاة الكُسوف؛ لما ورد في الحديث الصحيح: (انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَومَ مَاتَ إبْرَاهِيمُ، فَقالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إبْرَاهِيمَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللَّهِ، لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَادْعُوا اللَّهَ وصَلُّوا حتَّى يَنْجَلِيَ).
الدعاء أول الصلاة
ثبت في الأحاديث أنّ الدُّعاء الذي يكون أول صلاة يُسمّى بدُعاء الاستفتاح ، وذلك بعد أن يقول المُصلي: الله أكبر، فيقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك".
كما أنّ دُعاء الاستفتاح من الأعمال المشروعة في بداية الصلاة، فقد ورد بصيغٍ مُتعددة منها:
- (أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ- كانَ إذا قامَ يصلِّي تطوُّعًا، قالَ: اللَّهُ أكبرُ وجَّهتُ وجهيَ للَّذي فطرَ السَّماواتِ والأرضَ حنيفًا مسلمًا وما أنا منَ المشرِكينَ إنَّ صلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتي للَّهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ لَه وبذلِك أمرتُ وأنا أوَّلُ المسلمينَ اللَّهمَّ أنتَ الملِكُ لا إلَه إلَّا أنتَ سبحانَك وبحمدِك ثمَّ يقرأُ).
وغير ذلك من الصيغ المأثورة عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، فهو دُعاءٌ يشتمل على التمجيد المحض في بعض صيغه، ويشمل على الدُعاء، كما أن بعض صيغه تجمع بين التمجيد والدُّعاء، فهو دُعاءٌ لله -تعالى-، وأيضاً ثناءٌ عليه.
حكم دعاء الاستفتاح
ذهب جُمهور الفُقهاء من الحنفيّة والشافعيّة والحنابلة إلى أنّ دُعاء الاستفتاح من سُنن الصلاة ؛ لما ثبت عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في بداية صلاته، كقوله: (عن رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، أنَّهُ كانَ إذَا قَامَ إلى الصَّلَاةِ، قالَ: وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ).
في حين ذهب المالكيّة إلى القول بكراهته؛ لأن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- وأبو بكرٍ وعُمر -رضي الله عنهم- كانوا يستفتحون صلاتهم بالحمد لله رب العالمين.
موضع دعاء الاستفتاح
ذهب الفُقهاء إلى أنّ موضع دُعاء الاستفتاح هو بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة سورة الفاتحة، ويكون ذلك في صلاة الفرض أو النافلة.