ما هو الحمل الكاذب
مفهوم الحمل الكاذب
يُعرَف الحمل الكاذب أو الحمل الوهميّ (Pseudocyesis) على أنّه اضطراب جسدي يُصاحبه ظهور أعراض الحمل الجسديّة والعاطفيّة كاملةً على المرأة، وتعتقد بسببه أنّها حامل، بل ويلاحظ الآخرون من حولها ظهور علامات الحمل عليها، ولكن دون وجود أيْ حمل فعلي، وفي الحقيقة، لا يُعدّ الحمل الكاذب من الحالات الشائعة أو المُنتشرة بين الناس.
ومن جانب آخر؛ فمن المُهمّ التمييز بين الحمل الكاذب وبين الوهم أو الهلوسة المُصاحبة لبعض الاضطرابات والأمراض النفسيّة التي يشعر فيها المُصاب بوجود الحمل دون ظهور أعراض أو علامات الحمل كما في الحمل الكاذب، وكذلك الأمر بالنسبة لمن يدّعون وجود الحمل للحصول على فوائد ماليّة أو منافع مُعيّنة، مع معرفتهم بعدم وجود الحمل من الأساس.
أعراض الحمل الكاذب
يصعب تمييز الحمل الكاذب عن الحمل الطبيعي لتشابه أعراضه بأعراض الحمل الطبيعية ، إذ قد يمتدّ ظهور أعراض الحمل الكاذب لعدّة أسابيع أو تسع شهور كما في الحمل الحقيقيّ، وفي بعض الحالات تستمرّ لسنواتٍ عِدة، كما تتفاوت طبيعة الأعراض وشِدتها بين سيّدة وأُخرى، ولكنها في نهاية المطاف قد تتضمّن واحد أو أكثر ممّا يأتي:
- زيادة حجم البطن وانتفاخه.
- الشعور بالغثيان والتقيّؤ.
- انقطاع الدورة الشهريّة.
- الشعور بوجود حركة للجنين.
- زيادة الوزن.
- حدوث تغيّرات في الثديين؛ مثل زيادة حجمه، وتغيّر لون الحلمتين، وإفراز الحليب.
- الشعور بآلام شبيهة بآلام الطلق والولادة.
أسباب الحمل الكاذب
لم يُحدّد أيّ سبب رئيسيّ واضح لظهور الحمل الكاذب حتّى الآن، ولكن يُرجّح الأطباء أنّ عوامل نفسيّة وعقليّة مُختلفة تدفع المرأة للاعتقاد الجازم بوجود الحمل، فيتفاعل جسدها مع الأمر بإظهار أعراض وعلامات الحمل عليها كما لو كانت حامل بالفعل؛ وقد ينجم ذلك عمومًا عن وجود العوامل الآتية:
- الشعور القويّ بالخوف من الحمل أو الرغبة الشديدة بالحمل.
- ظهور أعراض شبيهة بأعراض الحمل المُسبّبة لاختلاط الأمور على المرأة، سواءً كان متعلقًا بوجود أمراض مُعيّنة؛ مثل أورام الحوض أو السرطان قصبيّ المنشأ، أو استعمال موانع الحمل وغيرها من الأدوية التي تتسبّب بانتفاخ الجسم وزيادة الوزن.
- الاكتئاب، الذي قد يرتبط بالتجارب السابقة؛ مثل الاعتداء الجنسيّ، أو بالتجارب الحالية؛ كالتعرض للضغوطات والتحدّيات في العلاقة مع الزوج.
عوامل تزيد من خطر حدوث الحمل الكاذب
ثمّة مجموعة من العوامل والظروف التي تزيد من احتماليّة إصابة بعض النساء بالحمل الكاذب، والتي قد يتركّز بعضها في مُجتمعات أو فئات دون غيرها، وبالأخصّ اللواتي عانين مُسبقًا من تجارب مع الحمل، ومن أهمّ هذه العوامل ما يأتي:
- الإجهاض مُسبقًا، أو وفاة جنين أو طفل في الماضي.
- مُحاولة الحمل والإنجاب لفترة طويلة دون نجاح، مع تقدّم المرأة في عُمرها وانخفاض فُرص الحمل.
- الرغبة الشديدة بالحمل، ووجود مشاعر قويّة تجاه الحمل والإنجاب عمومًا.
- تناول بعض العلاجات والأدوية التي تسبب زيادة من هرمون الحليب بدون حمل ، ما قد يتسبّب في إفراز الحليب من الثديين، ويدفع المرأة للاعتقاد بوجود الحمل.
- فُقدان الزوج، سواءً كان بالانفصال عنه أو بسبب الطلاق.
- الخوف الشديد من حدوث الحمل؛ كالذي قد يحدث لبعض من يتعرّضن للتحرّش أو الاعتداء الجنسيّ.
- التواجد في أوضاع معيشيّة فقيرة اجتماعيًّا واقتصاديًّا، بالتزامن مع قلق المرأة من الانفصال أو فُقدان الأمن في حالة عدم حصول الحمل.
تشخيص الحمل الكاذب
يكشف الطبيب عن وجود الحمل الكاذب بواسطة الفحوصات الروتينيّة التي تُجرى عادًة للكشف عن الحمل الطبيعيّ، وهي الطريقة الوحيدة التي تُثبت للمرأة عدم حصول الحمل أو وجود الجنين في الرحم، وقد تتضمّن خطوات التشخيص ما يأتي:
- الفحص الجسديّ:
كإجراء فحص للحوض للتأكّد من وجود أيّ علامة على وجود الحمل.
- فحص البول:
الذي يُظهر عدم وجود الحمل في مُعظم حالات الحمل الكاذب، ولكنْ قد تكون نتيجته إيجابيّة في حالات نادرة، إن كانت المرأة تُعاني من إحدى الأورام أو السرطانات التي تتسبب في إفراز هرمونات الحمل.
- فحص السونار أو فحص الأشعّة فوق الصوتيّة:
الذي يُؤكّد حقيقة عدم وجود جنين في الرحم، وهو الاختبار الوحيد الذي يؤكد وجود الحمل أو ينكره بشكل قطعيّ.
علاج الحمل الكاذب
يعتمد علاج الحمل الكاذب بشكل رئيسيّ على تقديم المُساندة والعلاج النفسيّ والعاطفيّ للمرأة، خاصّة عند إعلامها بحقيقة عدم وجود الحمل وفق نتائج فحص السونار، إذ أنّ إخبارها بالأمر يُحبط الآمال والمشاعر التي كوّنتها طيلة فترة مُعاناتها من أعراض الحمل، لذلك، قد يوصي الطبيب في هذه المرحلة بواحدة أو أكثر من ما يأتي:
- الحصول على علاج نفسي.
- تلقّي الدعم من أفراد العائلة والأصدقاء.
- تناول أنواع معينة من الأدوية، مثل: أدوية الاكتئاب أو مضادات الذهان.
وفي حالات قليلة قد يتطلّب علاج الحمل الكاذب استعمال بعض الأدوية لاستعادة الدورة الشهريّة مثلًا، وإعادة ضبطها.
ملخص المقال
تتشابه مُعظم أعراض وعلامات الحمل الكاذب مع الحمل الطبيعيّ ولكن دون وجود الحمل في واقع الأمر، وهو ما يُؤكّده فحص السونار، ويبدو أنّ الحمل الكاذب قد يرتبط بوجود العديد من العوامل النفسيّة والاجتماعيّة، لذا فإنّ علاجه يرتكز على تقديم الدعم النفسيّ والعاطفيّ للمرأة حتى تتمكّن من تخطّي الأمر.