ما هو الجاثوم وكيفية التخلص منه
الجاثوم
الجاثوم، أو الجافون، أو شلل النوم (بالإنجليزية: Sleep paralysis) هو الحالة التي تتمثل بفقدان الإنسان القدرة على الكلام والتحكم بعضلاته الإرادية في الوقت الذي يبدأ فيه بالنوم أو في بداية استيقاظه من النوم، وفي الواقع فإنّ الجسم يكون مشلولًا أثناء النوم، وهذا الأمر طبيعي للغاية، إذ يحول دون تحرك الإنسان أثناء نومه أو قيامه بتصرفات قد تُعرّضه للخطر، وأمّا ما يُقصد بالجاثوم أو شلل النوم فهو استيقاظ العقل مع شلل الجسم في الفترة التي تفصل بين النوم والاستيقاظ، فيشعر المصاب بعدم القدرة على الحركة أو الكلام بالرغم من رغبته في ذلك، فيشعر المصاب بالخوف وعادة ما يكون ذلك مصحوبًا بالهلوسات أو الأحلام المزعجة بعض الشيء، والجدير بالبيان أنّ أغلب الأفراد يُعانون من الجاثوم ولو لمرة واحدة على الأقل خلال حياتهم، وهذا لا يدعو للقلق في الغالب، ولكن في حال المعاناة من الجاثوم بشكل متكرر فإنّ مراجعة الطبيب أمر لا بُدّ منه، من أجل الحصول على التشخيص الصحيح، وبالرغم من عدم وجود علاج قطعيّ للجاثوم، إلا أنّ الخطة العلاجية تتضمن معرفة عوامل الخطر التي تُحفّز هذه المشكلة والسعي إلى التعامل معها بطريقة صحيحة بحيث تقل فرصة التعرض لشلل النوم المتكرر، ومن الجيّد أن الجاثوم ينتهي خلال بضع دقائق دون أي تدخل، فسرعان ما ينتهي شلل النوم من هذا النوع بمجرد خلود لشخص إلى النوم أو استيقاظه بشكل تامّ، ولذلك نجد أنّ الأفراد الذين يُعانون منه بشكل متكرر يُصبحون مع الوقت قادرين على التعايش معه؛ لأنّهم يجدون أنفسهم بخير دون خطر عند انتهاء نوبته.
ولمعرفة المزيد عن الجاثوم يمكن قراءة المقال الآتي: ( الجاثوم أسبابه وعلاجه ).
نصائح وإرشادات لمرضى الجاثوم
بالرغم من عدم وجود علاج قطعيّ لمرض الجاثوم، إلا أنّ تنظيم النوم واتباع عادات نوم صحية وتخفيف التوتر والتعامل معه بشكل صحيح يساعد على تقليل فرصة حدوث الجاثوم، ومن النصائح التي تُقدّم في هذا المجال نذكر الآتي:
- اتباع الاستراتيجيات التي تساعد على الحصول على نوم صحيّ، ومنها ما يأتي:
- تنظيم الوقت بحيث تكون مواعيد النوم والاستيقاظ ثابتة في كل يوم، حتى في عطلة نهاية الأسبوع وأيام الإجازات عامة.
- الحرص على توفير بيئة مريحة للنوم، بحيث يكون السرير مُريحًا، والغرفة نظيفة ومظلمة وجوها لطيف ليس حارًا ولا باردًا.
- الحدّ من التعرّض للضوء في المساء، ويُنصح باستخدام الإضاءة الليلية عند الذهاب إلى المرحاض خلال الليل.
- الحرص على أن تكون الإضاءة مريحة أثناء ساعات العمل في النهار.
- تجنب استعمال الفراش أو السرير للعمل أو الدراسة.
- تجنب أخذ القيلولة بعد الساعة الثالثة عصرًا، وكذلك يُنصح بتجنب القيلولة لأكثر من تسعين دقيقة.
- تجنب تناول الطعام قبل الذهاب إلى النوم بساعتين.
- الحرص على ألا تكون وجبة العشاء دسمة أو ثقيلة.
- تجنب النوم بوجود الإضاءة أو صوت التلفاز.
- تجنب شرب الكحول وخاصة في الليل.
- الحدّ من تناول المأكولات أو المشروبات المحتوية على الكافيين في الليل.
- ممارسة التمارين الرياضية ببشكل منتظم، ولكن يُنصح بتجنب ذلك قبل ساعتين من النوم.
- القيام بنشاط يساعد على الاسترخاء في وقت الذهاب إلى النوم، مثل القراءة أو الاستماع.
- ترك الأجهزة بما فيها الهواتف النقالة خارج غرفة النوم.
- تجنب النوم على الظهر؛ فذلك يزيد من فرصة حدوث الشلل المتكرر.
- الحرص على النوم لمدة تتراح ما بين ست إلى ثماني ساعات في الليلة الواحدة، والمواظبة على ذلك.
- تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل الخلود إلى النوم بساعة.
- اتباع الإجراءات الآتية أيضًا: بعد بيان الاستراتيجيات التي تساعد على النوم الصحيّ والتي تقلل بدورها من فرصة حدوث الجاثوم، نأتي أدناه على بيان نصائح أخرى للتخلص من هذه المشكلة:
- علاج المشاكل الصحية التي يُعاني منها الشخص المعنيّ، لا سيّما الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب.
- الحدّ من أخذ المُنبّهات.
- ممارسة تمارين التأمل أو اليوغا.
طرق التخلص من الجاثوم
بداية يُنصح المصاب بالجاثوم أو شلل النوم بتوفير بيئة نوم مناسبة والنوم لساعات كافية مع مراعات الإرشادات والتوصيات التي سبق بيانها أعلاه، ولكن في حال كان شلل النوم شديدًا أو في حال المعاناة من مشكلة أخرى مرتبطة بالنوم؛ فإنّ الطبيب قد يُوصي بتحويل الشخص المعني إلى عيادة خاصة بمشاكل النوم، فقد يتطلب الأمر في حالات شلل النوم المتكرر أو الشديد وصف الطبيب لبعض أنواع الأدوية، وعادة ما تُوصف أدوية تُستخدم في حل مشاكل الاكتئاب ، وتُعرف بمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressant)، مع العلم أنّ استخدام هذه الأدوية في علاج مشكلة شلل النوم المتكرر أو الشديد يكون قصير الأمد، بمعنى أنها تُستخدم لفترة زمنية قصيرة، وحقيقةً تتبع لهذه العائلة الدوائية مجموعة كبيرة من الأدوية، وإنّ أكثرها استخدامًا في علاج الجاثوم الدواءين المعروفين بـ: كلوميبرامين (بالإنجليزية: Clomipramine) وإيميبرامين (بالإنجليزية: Imipramine)، فقد تبين أنّ هذه الأدوية فعالة في الحدّ من حدوث نوبات الشلل المتكرر، فضلًا عن دورها الفعال في منع حدوث الهلوسات التي قد ترافق الجاثوم أو الشلل المتكرر، كما وُجد أنّ أحد الأدوية التابعة لمجموعة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitor) يساعد في علاج مشكلة الجاثوم ، ويُعرف هذا الدواء بفلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine)، ويُفترض أنّ هذا الدواء فعال في الوقاية من الجاثوم والحدّ من حدوث نوبات الشلل المتكرر أثناء الاستيقاظ والنوم كذلك، إذ يُعتقد أنّه يُحدث تغييرًا في مدى عمق ومدة إحدى مراحل النوم المُسمّاة بمرحلة نوم حركة العين السريعة (بالإنجليزية: Rapid eye movement sleep).
في حال وصف الطبيب أحد الأدوية لعلاج شلل النوم فإنّه يطلب مراجعته بعد أخذ الدواء بشهر أو اثنين لمعرفة فيما إن تحسنت الأعراض، كما تجدر مراجعة الطبيب في حال استمرار أي من أعراض مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات لأكثر من سبعة إلى عشرة أيام؛ ففي الغالب تختفي الأعراض بعد مرور هذه المدة، وعادة ما تتمثل الآثار الجانبية بـ: جفاف الفم ، والإمساك، والتعرق، وصعوبة التبول، والدوخة، وزغللة النظر. وأخيرًا يُشار إلى أهمية مراجعة الطبيب في حال استمرار شلل النوم بالرغم من الإجراءات الطبية والشخصية المُتبعة، فقد يكون عرضًا على الإصابة بمرض النوم القهري (بالإنجليزية: Narcolepsy)، وتتمثل هذه الحالة بالنعاس الشديد أثناء النهار بحيث لا يكون باستطاعة الشخص البقاء مستيقظّا لأكثر من بضع ساعات، وفي حال ثبت تشخيص الإصابة يصف الطبيب الدواء المناسب ويُوصي بإجراء بعض التعديلات على نمط الحياة.