ما هو التفسير بالرأي
ما هو التفسير بالرأي
إن الاعتماد على الرأي في تفسير القرآن الذي يكون خالياً من دليل يؤيده يكون سبب في إيصال معانٍ غير سليمة وقد تكون مخالفة لما أراده الله عز وجل، وكثيرٌ ممّن لجأ إلى ذلك هم أصحاب البدع والفرق الضالة، إذ أخذوا يفسرون كلام الله بما يتناسب مع معتقداتهم.
معنى الرأي
الرأي في اللغة هو الاجتهاد، والاعتقاد، والقياس، وعندما يُقال: أهل الرأي هم أصحاب وأهل القياس، والرأي هنا جاء بمعنى الاجتهاد.
معنى التفسير بالرأي
يقصد بالتفسير بالرأي: هو تفسير المفسر القرآن الكريم اجتهاداً منه بعد إطلاعه على كلام العرب، وإدراكه لعلوم اللغة العربية وما فيها من دلالات، والرجوع لما جاء في الشعر الجاهلي، ومعرفته بالناسخ والمنسوخ من الآيات، وسبب نزول كل سورة أو آية وما يحتاجه المفسر من علوم تساعده في فهم مراد الله عز وجل.
موقف العلماء من التفسير بالرأي
كان للعلماء أقوال في حكم التفسير بالرأي، فانقسموا إلى فريقين، هما:
- المنع
شدّد قسم من أهل التفسير في التفسير بالرأي ومنعه بشكل كامل مهما كان للمفسر علم ومعرفة بعلوم التفسير وغيرها من العلوم، وذلك لاعتبارهم بأنه قول على الله تعالى من دون علم، وأن العديد من الصحابة كان يرفض قول شيء في القرآن دون علمه.
- الجواز
أجاز البعض التفسير بالرأي إن كان المفسر معروف بعلمه وأدبه فله الحق أن يفسر كلام الله عز وجل استنادا لفهمه واجتهاده، واستدلوا بذلك على العديد من الآيات التي حثت على أهمية العقل والتفكر، وكذلك إلى اختلاف الصحابة رضوان الله عليهم في تفسير القرآن، فهذا يدل على جواز الاجتهاد، ولو كان غير جائز لما فعلوه.
أشهر كتب التفسير بالرأي
كان للتفسير بالرأي الحيز الكبير بين أمهات كتب التفسير، ومن أشهر هذه الكتب:
- تفسير الجلالين ، لجلال الدين السيوطي، جلال الدين المحلي.ت
- البحر المحيط، لأبي حيان.
- مفاتيح الغيب، للرازي.
- تفسير ابن فورك.
- تفسير عبدالرحمن الأصم.
- الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، للزمخشري.
- الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي.
- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، للألوسي.
- تفسير أبو علي الجبائي.
- تفسير عبد الجبار.
- أنوار التنزيل وأسرار التأويل، للبيضاوي.
- لباب التأويل في معاني التنزيل، للخازن.
- مدارك التنزيل وحقائق التأويل، للنسفي.
- إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، لأبي السعود.
العلوم التي يحتاجها المفسر
لا بد لأي مفسر أن يكون ملما بعلوم عدة حتى يتمكن من الوصول للمعنى السليم لكلام الله تعالى، ومن هذه العلوم الأساسية أن يكون ملماً باللغة والصرف والبلاغة والنحو، ومعرفة المفسر بعلم الفقه وأصوله وعلم التوحيد.
وأن يكون لديه العلم بأسباب النزول، والقصص القرآني، وما في القرآن من نسخ، وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث تبين المبهم، وتفصل ما أجمل في القرآن، وجميع هذه العلوم تصل بصاحبها لأرقى مراتب التفسير وأعلاها.