ما هو أقرب كوكب للأرض
المجموعة الشمسيّة
يعيشُ الإنسان على كوكب الأرض الذي يُعتبر جُزءاً من المجموعة الشمسيّة والكونيّة، والمجموعة الشمسيّة تتمثَّلُ بجميع الكواكب التي تُحيط بالشّمس وتدور حولها، إضافةً إلى غيرها من الأجرام الموجودة في المنطقة المُجاورة للشّمس من الفضاء، بما فيها من الكواكب القزمة، والكُويكبات، والنّيازك، والمُذنّبات، والأقمار. عددُ الكواكب التي تحيط بالشّمس ثمانية، وهي مُرتّبة حسب قُربها من الشّمس: عطارد، والزُّهرة، والأرض، والمرّيخ، والمُشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون.
ما هو أقربُ كوكب للأرض
كوكب الزّهرة هو الكوكب الثّاني الأقرب للشّمس والكوكب الأقرب للأرض من حيث المسافة، وهو أيضاً أقربُ جسمٍ كبيرٍ في الفضاء إلى الأرض عند عدم احتساب القمر، فهو الكوكب الثّاني في ترتيبِ البُعْد عن الشّمس، بينما تُعتبر الأرضُ الكوكب الثّالث (والرّابع هو المريخ، إلا أنَّهُ أبعد بالنّسبة للأرض من الزُّهرة). أقصى مسافةٍ تفصلُ بين الأرض والزُّهرة خلال دورانهما حول الشّمس لا تتجاوزُ 257 مليون كيلومتر، وأمّا أقربُ مسافة بينهما فقد تصلُ إلى 42 مليون كيلومترٍ فحسبْ، وهو ما يُعادل (تقريباً) نصفَ المسافة التي يُمكن أن تَفصلَ بين الأرض والمرّيخ في أدنى حالاتها.
تسمية كوكب الزُّهرة
يعود سببُ تسمية هذا الكوكب باسمه لما جاء في لسان العرب أنّ (الزُّهْرَة) هي الحسن والبياض؛ والزّهرة هو البياض النيّر، أي الكوكب الأبيض، فاسمه يعود لسبب سطوع الكوكب كما يبدو من سماء الكرة الأرضيّة، وهذا لانعكاس كميّة ضخمة من ضوء الشّمس عليه لكثافة غلافه الجويّ المُذهلة. ويُسمّى الزُّهرة في اللَّغات اللاتينية (Venus) تيمُّناً بإلهة الحبّ والجمال التي آمنَ بها الإغريق القُدماء. وتطلق عليه أيضاً اسم نجمة الصّباح أو المساء؛ وذلك لإمكانيّة رؤيته بالعين المُجرّدة من سطح الأرض قبل الشّروق وبعد الغروب مُباشرةً بوُضوحٍ كبير، ولعدم ظُهوره في أيّ أوقاتٍ أُخرى من اليوم، حيثُ يكون أكثر أجرام السّماء لمعاناً في ذلك الوقت (إلا لو كان القمرُ ظاهراً في السّماء)، والسَّببُ في عدم ظُهوره إلّا قُرب شروق ومغيب الشّمس لأنّ مداره يقع داخل مدار الأرض؛ أي أنَّه أقربُ إلى الأرض من الشّمس، وبالتّالي يظهرُ في السّماء دائماً قريباً جداً منها ومن ضوئها السَّاطع. يتميَّز الزُّهرة بظاهرة عُبوره أمام قُرص الشّمس في حدثٍ يُشبه الكسوف المُصغَّر، وهو حدثٌ نادرٌ جدّاً لا يُمكن ملاحظته إلّا في كوكبَي الزُّهرة وعطارد كونهما أقرب إلى الشّمس من الأرض.
الخصائص الفيزيائية لكوكب الزُّهرة
يُقال عن الزُّهرة كثيراً أنّه توأم الأرض؛ فالزُّهرة والأرض كوكبان مُتشابهان جدّاً بالعديد من الخصائص الفيزيائيّة؛ فعلى سبيل المثال، الاثنان لهُما نفس الحجم، ونفس الكتلة والكثافة ، كما أنّهما تكوَّنا بنفس الوقت ومن نفس السّديم الغازيّ (الذي تكوَّنت منهُ باقي الكواكب)، وكلاهُما كوكبان صخريَّان لهُما كتلة صُلبة، إلا أنَّ ثمَّة اختلافاً بينهُما في بعض الجوانب الجوهريّة، وأبرزُها هي أنَّ الغلاف الجوي للزُّهرة مُغطّى بسُحبٍ شديدة الكثافة من الغازات الدَّفيئة التي تجعلُه مُعرَّضاً لظاهرة احترارٍ عالميّ شديدة جدّاً، ولذلك فهو يُعتَبر أسخن الكواكب في المجموعة الشمسيّة، إلى حدّ أنَّ درجة الحرارة على سطح الزُّهرة كافيةٌ لإذابة معدن الرَّصاص الخام، حيث تصل الحرارة على الكوكب إلى 482 مئويّة لكثافة غلافه.
لا يوجد هناك أثر للماء على سطح الزُّهرة، والضّغط الجويّ على سطحه عالٍ جدّاً؛ فهو يُعادل 92 مرّة الضّغط الجويّ للأرض، كما أنّ سُحُبه وأمطاره فيه تتكوّن من حمض الكبريتيك ، كما أنّه لا يوجد للزُّهرة قمر تابع له كالأرض. يُشبه كوكب الزُّهرة الأرض في نشاط البراكين فيه التي تُؤدّي إلى تكوّن العديد من التّضاريس المألوفة مثل الجبال والوديان، وذلك رُغم أنَّه لا يمتلكُ صفائحَ تكتونيّة ظاهرة.
مدار كوكب الزُّهرة
يدورُ كوكب الزُّهرة حول مِحوره بُبطءٍ شديد؛ إذ يُساوي اليوم على كوكب الزّهرة 243 يوماً أرضيّاً، وبذلك فإنَّ مُدَّة اليوم على سطحه هي الأطولُ من بين كافّة كواكب المجموعة الشمسيّة . وقد لوحظ فيه أيضاً أنَّه يدورُ حول ذاته بالاتّجاه المُعاكس لجميع الكواكب الأُخرى؛ وقد يكونُ ذلك بسبب اصطدام كويكبٍ كبير فيه مُنذ القدم بحيث أدَّى إلى عكسِ محور دورانه، ممَّا يُفسّر بطء دورته. يحتاج الزُّهرة ليُتمَّ كلّ دورة حول نفسه مُدّة أطول من التي يحتاجُها ليدورَ مرَّة حول الشّمس، إذ تبلغُ هذه 224 يوماً أرضيّاً، وبالتّالي يُمكن القول أنَّ اليومَ على الزُّهرة أطولُ من السّنة.
استكشاف كوكب الزُّهرة
وقد سيّرت رحلات كثيرة إلى كوكب الزّهرة ، إلا أنَّها نجحت في اكتشاف القليل من مَعالم هذا الكوكب بسبب صُعوبة الظّروف عليه وفشلِ أو دمار مُعظم المَراكب الفضائيّة المُرسلة إليه، ومنها رحلة سبوتينك 7 الروسيّة عام 1961، ورحلة بايونير الأمريكيّة عام 1978م، ورحلة ماجلّان عام 1989، ورحلة كاسيني الأمريكيّة عام 1997، وكذلك رحلة فينيرا 15 و16 عام 1983م وعام 1984م وهي رحلات روسيّة، وأخيراً رحلة ماسنجر الأمريكية مُنذ عام 2004.
خصائصُ الكواكب
تختلفُ الكواكب عن النّجوم بعدمِ قُدرتها على إنتاج تفاعُلات الاندماج النوويّ التي تُؤدّي إلى إطلاق كلّ الطّاقة والحرارة اللَّذَيْن ينبعثان من الشّمس. وقد وضع الاتّحاد الفلكيّ الدوليّ (بالإنكليزيّة: IAU) في عام 2006 تعريفاً ثابتاً للكواكب لتمييزها عن غيرها من الأجرام الموجودة في النّظام الشمسيّ، وتضمَّن هذا التّعريف ثلاثة شُروطٍ أساسيّة؛ فأولاً، يجبُ أن يكون جُرماً يدور حول الشّمس في مدار ثابت، وثانياً، يجبُ أن تكون كُتلته مُرتفعة بما يكفي لتستطيع جاذبيَّتهُ جعل شكله كُرويّاً أو شبه كرويّ، وأخيراً، يجبُ أن تكون جاذبيَّتهُ قادرةً على تنظيف مُحيطه من جميع الصّخور والأجرام الصّغيرة بسحبها إليه. وقد أدَّى وضعُ هذا التّعريف إلى استبعاد بعضِ الأجرام السماويَّة من قوائم الكواكب السَّابقة، وأهمّها بلوتو ، الذي أصبحَ يُعتَبر الآن كوكباً قزماً، وكذلك إيريس وسيريس، وبعضُ الأجرام الكبيرة الأُخرى في المجموعة الشمسيّة، التي تقتربُ كثيراً في حجمها وخصائصها من الكواكب، إلا أنَّ كُتلتها صغيرة.