ما مفهوم العقيدة لغة واصطلاحاً
مفهوم العقيدة لغةً
أُخذت كلمة العقيدة في اللُّغة من العقد والشدِّ والربط بإحكام وقوُّة، وتُطلق كلمة العقيدة والعقد على ألسنة الناس لكلِّ ما هو ذو أهمية، فيُقال: عقد النكاح، وعقد البيع، كما تُطلق كلمة العقد على العهد؛ لأهمية ذلك.
مفهوم العقيدة اصطلاحًا
يُطلق لفظ العقيدة في الاصطلاح على الإيمان الجازم الذي لا يتطرَّق إليه الشكّ، وهي الأشياء التي يديُن بها الإنسان ويُؤمن بها، ويَتَّخذها مذهباً وديناً، فإن كان هذا الاعتقادُ صحيحاً فتُسمّى العقيدة الصحيحة، و إن كان باطلٌ فتُسمّى عقيدة باطلة وضالَّة .
مصادر تلقي العقيدة
إنَّ المصادر التي يُمكن للإنسان من خلالها أن يتلقَّى العقيدة الصحيحة توقيفية، وهي كما يأتي:
- الوحي
وهوالقُرآن الكريم، والسُّنّة النبويّة.
- التبعية
وهو التقيُّد بما جاء في القرآن الكريم والسُّنّة في أُمور العقيدة؛ لاكتمال الدين وختم النبوة بموت النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، قال الله -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِينًا)، وقد بيّن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- ذلك بقوله: (مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليسَ منه فَهو رَدٌّ).
- الاتّباع
وهو الالتزام بألفاظ العقيدة الواردة في الكتاب والسُّنّة، والبُعد عن الألفاظ المُحدَثة؛ لأنّ أمور العقيدة توقيفيّة لا يعلمُها إلّا الله -تعالى-.
أصول العقيدة
يوجد للعقيدة ستّة من الأصول، وهي أركان الإيمان المعروفة ، وورد ذكرها في العديد من الآيات والأحاديث، كقوله -تعالى-: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).
كما جاء ذكرها في حديث النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- عندما سأله جبريل -عليه السلام- عن الإيمان: (قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ)، فهذه الأصول الستة هي:
- الإيمان بالله -تعالى-، وبما له من صفات الكمال.
- الإيمان بالملائكة.
- الإيمان بالكُتب التي أنزلها الله -تعالى- على رُسله.
- الإيمان بالرُسل، وأنَّ الله -تعالى- أرسلهم لهداية البشر وإرشادهم، وأنّهم جاءوا برسلة التوحيد والإسلام.
- الإيمان باليوم الآخر، وبما فيه من أحداث؛ كالجنّة والنّار.
- الإيمان بالقدر خيره وشرِّه.
مزايا العقيدة
تمتاز العقيدة الإسلاميّة بالعديد من المزايا، ومنها ما يأتي:
- عقيدةٌ توقيفيّة
أي إنَّها وحيٌ من الله -تعالى-، وليس من صُنع البشر، وبعيدةٌ عن التّخيُّلات والأوهام، وسليمةٌ من التحريف، لقوله -تعالى-: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون)، كما أنَّ مسائلها من الأمور التوقيفيّة.
- عقيدةٌ واضحة وسهلةٌ
بعيدةٌ عن الغُموض والتعقيد، فيفهُمها كلُّ مُسلم مهما كان مستواه تعليمه، وهي تتلخَّص في أنّ الله -تعالى- هو الخالق الذي لا شريك له، المُتَّصِف بصفات الكمال، المُنزَّه عن النقص، وهو خالق كُلّ شيءٍ وأتقن صنعه.
- عقيدةٌ كاملة
مُبرّأة من العيب والنقص، بعيدة عن الظُلم والجور، لقوله -تعالى-: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيرًا).
- عقيدةٌ فطريّة
أي إنّها قريبة من النفس الطبيعية، فهي تتلائم مع الفطرة البشريّة، لقوله -تعالى-: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).
- عقيدةٌ ثابتة
فهي لا تتغيَّر بتغيُّر الزمان أو المكان، ولا مجال للزيادة عليها أو الاستغناء عن جزءٍ منها، ولا يدخله التبديل والتحريف، فهي محفوظةٌ بحفظ الله للقران الكريم.